صفحة الكاتب : حوراء جبار

بدل من ان تلعن الظلام، أوقد شمعة
حوراء جبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نسمع في حياتنا اليومية الكثير من العبارات السوداوية، ماذا نستطيع ان نعمل؟ وما قدرتنا على التغيير؟ ما وزن التغيير الذي نستطيع  ان نحدثه نحن؟.
 ‏
ورد عمّن لا ينطق عن الهوى (صلى الله عليه وآله وسلم) وصية نبوية “لا تحقرنّ من المعروف شيئًا...”

 فإذا تهيأ لك عملٌ من أعمال البر فبادر... فلعل فيه نجاتك، ولاتستصغر اي عمل وقد يكون  في ذلك العمل البسيط انقاذ حياة انسان، أو بداية لنقطة تحول و تغيير كبير أو صغير، فما دمنا نسعى فنحن في الطريق الصحيح، المهم ان نؤدي دورنا في هذه الحياة، ومن الضروري أن تكون لنا مكانة في الحياة و دور في المجتمع، ولكن لا بد من تحديد هذا الدور والسعي من أجله، وإلا فلن يأتي ذلك الينا على طبق من ذهب.

الكثير منا اختاروا أن يعيشوا حياة هامشية عادية، و يقوموا بما اعتادوا عليه كل يوم وعدم المحاولة في احداث اي تغيير لواقعهم او واقع بلدهم للاحسن، بعدما اختاروا أن يسيروا على هامش الطريق، وتوقفوا عن الحلم، والتخطيط، وتطوير أنفسهم أو تطوير واقع بلدهم... أو لعلهم حاولوا وأخفقوا...

أما التغيير الذي يطرحه الاغلب بالانتقاد للانتقاد فقط فهذا لايقدم ولا يؤخر في حياتتا اليومية سوى انتاج جهابذة الانتقاد في "الفيس بوك" و تويتر"، وغيرها من المواقع الافتراضية.  
فيجب ان نكون ايجابيين في عرض المشاكل و تشخيصها و السعي في محاولة ايجاد حلول، لا ما تطرحه مواقع التواصل من عرض المشكلة لاجل الاعلام عن المشكلة فقط، حتى صار اكثر النخب تساهم في ترسيخ ثقافة الاتكالية والتغني بالماضي وقتل روح المبادرة والنظر للمستقبل، فالاغلبية مجتهدين فقط بالانتقاد دون ان يبادروا لاي عمل حتى وان كان فكرة او مقترح او كلمات تكون حافز للتفكير.

 اما القنوات التلفزيونية فحدث ولا حرج؛ فكل مشاكلنا اليومية و المصيرية تطرح في برامجهم الحوراية بجلب شخصيات واعلاميين تابعين لاحزاب مختصمين، كل شخصية لها أرائها المتضاربة مع الشخصية الاخرى يسقط كل منهم الاخر باستعراض هزيل ورخيص، وتتحول المشاكل اليومية والمشاكل المصيرية التي تواجه الشعب الى قضايا حزبية ومراوغات سياسية بينهم، بالتالي المتابع يتحول من مهتم أو قلق من حدث، و ينتظر البت في أمره من المختصين، الى متخندق و متحزب حسب ميوله واتفاقه مع احد الشخصيات من دون الوصول الى حلول او على الاقل تشخيص للمشكلة المطروحة.

يقول المفكر السياسي إدموند بيرك:
 "الشيء الوحيد الذي يحتاجه الشر لكي ينتصر هو ان يقف الأخيار مكتوفي الايدي يتفرجون" فنحن احيانا نكون معينين على الشر بعدم تحريك ساكن.

في قصة لطيفة يذكر في الروايات، انه  حين وضع النبي إبراهيم(عليه السلام) وسط النار في تلك الاثناء جاء طائر يحمل بمنقاره الصغير حبة من الماء فسأله الملك الموكل في تلك البقعة، هل تتصور بهذه الحبة الصغيرة تطفئ هذه النار الكبيرة؟! أجاب الطائر انا اعلم أني لا أستطيع اطفاء النار الكبيرة بهذه الحبة، لكن إذا سألني غداً الله ماذا فعلت لما كانت النار على نبي الله إبراهيم سأجيب اني اخذت بمنقاري الصغير هذا الماء لأطفأ النار.
أن إنجازات اﻹنسان هي اﻷدلة القاطعة على قوة شخصيته؛ فكلما زادت أضافت رصيدا جديدا إليه في أعين الناس وفي عين نفسه، فنحن ننسى الحديث الشريف لرسول الله (صلى الله عليه وآله): "من سنّ سُنّة حسنة كان له أجرها وأجر العامل بها إلى يوم القيامة..."
الخوف من المستقبل... والتردد في التقدم نحو التغيير للأحسن.. احتمالاً لوقوع ذات النتائج السلبية وخيبات الأمل المتكررة...
لم تترك فيكَ مجالاً للتفكير بما (يمكنك) وضمن (استطاعتك) لِأحداث التغيير من الواقع المرير الذي نمر به...
لكن... اعلم وتيقن أن الأمر مناط اليك أولاً وآخراً؛ فمنك ومني ومن افراد المجتمع... تجتمع القوة في كفِّ التغيير.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حوراء جبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/08



كتابة تعليق لموضوع : بدل من ان تلعن الظلام، أوقد شمعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net