نزهة ثقافية في جنائن التفسير (15)

 (قَصَمْنَا):

قال تعالى: «وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ» {الأنبياء/11}،  إن الله سبحانه تعالى، يخبرنا بأنه قصم قرى كثيرة، ويقصد: أهلها، والقصم: كسر الصلب قهراً، وبما أن القصم يعني الكسر بالشدة، ورد أحياناً بمعنى التفتيت والتقطيع، إنّ اللهَ أعدّ لهم أشدَّ العذاب، ويعني بهم أهل الشرك، قال تعالى: «وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا...» {الأنبياء/47}، وهذا هو يوم العدل.

(فَتَبْهَتُهُمْ):
 قال تعالى: «بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ» {الأنبياء/40}، أي: ساعة تفاجئهم، وتبهتهم، (ولا هم ينظرون) أي لا يُؤخرون عن العذاب، وتأتي بمعنى تذهلهم.

(جُذَاذًا):
 قال تعالى: «فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ» {الأنبياء/58}، الجُذاذ: تعني قطعة، وهو الحطام، أي: جعلهما قطعاً إلا كبيراً لهم، تركه على حاله. ويجوز أن يكون أكبرهم عندهم بالتعظيم، فتشوا عمّن ارتكب ذلك: «قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ»، احضروه فاستنطقوه: «قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ».
 وقد وضع الفأس على عاتقه أو ما يقرب من ذلك؛ ليشهد الحال على انه هو الذي كسر الأصنام، أي أبقى على كبيرهم؛ لأن أغلب الظن أنهم لا يرجعون إلا إليه، أراد أن يبكتهم أن طلب منهم أن يسألوهم إن كانوا ينطقون، ويقال جذّ الله دابرهم أي: استأصلهم. 

 (حَصَبُ جَهَنَّمَ):
قال تعالى: «إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ» {الأنبياء/98} أي هيبة وتعظيماً لها بأنها تحرق الحجارة والناس، وقيل: إن أجسادهم تبقى على النار بقاء الحجارة التي توقدها النار بالقدح، وقيل: إنهم يُعذبون بالحجارة المحماة مع النار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/11



كتابة تعليق لموضوع : نزهة ثقافية في جنائن التفسير (15)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net