صفحة الكاتب : هاشم الصفار

التدقيق اللغوي وأهميته في صياغة النص (القسم التاسع)
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 التدقيق الإملائي في برنامج الـ(word):

  لا يمكن الاعتماد على برنامج التدقيق في الحاسوب الالكتروني كلياً، فهذا البرنامج لا يراعي بالضرورة التراكيب المتنوعة، واختلاف مواقع المفردة في الجملة، فقد يصيب في بعض الأحيان، ولكن ليس دائماً. وهناك من الكتب الإدارية لا تعتبر الخطأ بالهمزة أو التاء الطويلة خطأ معتداً به ويستدعي التغيير، فالإجراءات الإدارية غير علمية بالضرورة، فقد وضعت للحد من معاملات تصحيح الأسماء الكثيرة التي ترد إليهم، وأصل الخطأ موجود، ولا يمكن التهاون به، والأفضل أن تكون هناك مرونة في معالجة تلك المعاملات بالسرعة الممكنة، مع وجود ملاكات لغوية متخصصة.

كيفية التفريق بين حرفي الـ(ه)، و الـ(ة) في نهاية الكلمة:
- هناك طريقتان مشهورتان للتفريق بينهما: الأولى تعتمد على الوصل، فكلمة (فاطمة) حين نقف عليها فهي هاء، ولكن حين نصلها بكلمة أخرى فهي تاء، فحين نقول: (فاطمة الزهراء) نلاحظ أننا لفظنا التاء، لذا تكتب (فاطمة) بـ(التاء).
- أما كلمة (وجه) فهي بـ(الهاء)؛ لأننا حين نصلها بكلمة أخرى تنطق (هاء)، مثل: (التعليم هو الوجهُ الحضاري للأمة)، فالوقف وحده لا يبيّن صحة الكلمة، تاءها من هائها.
- الطريقة الأخرى هي التثنية، فإن بقيت الكلمة حين التثنية (تاءً)، فهي بالتاء المربوطة (ة)، مثل: (مدرسة – مدرستان)، وإن بقيت (هاءً) فهي بالهاء الآخرية، مثل: (منبّه – منبّهان).

  كيفية التفريق بين التاء الطويلة المتحركة المنبسطة (تُ، تَ، تِ، تْ)، والتاء المربوطة (ة) في نهاية الكلمة:
- إذا كان الفعل ثلاثياً مزيداً بحرف، على وزن (فاعلَ)، يكون مصدره مختوماً بالتاء القصيرة (المربوطة) على وزن (مُفاعلة) مثل: (حاورَ – محاورة)، (جادلَ – مجادلة)، (ساوم – مساوَمة)، و(ساهم – مساهمة)، وكذلك (عانى – معاناة)، و(ساوى – مساواة)، وغيرها. 
- (مراعات، ومراضات) ليست بالتاء الطويلة، وإنما تُكتب (مراعاة، ومراضاة) بالقصيرة؛ لأنها مصادر جاءت من الأفعال الثلاثية المزيدة بحرف على وزن (فاعلَ)، مثل: (راعَى، وراضَى)، ومصدره (مفاعلة)، وكذلك (ساوى مساواة، وعانى معاناة، وداوَى مداواة، ووارَى مواراة)، ووردت مفردة (مرضات) في كتاب الله العزيز مرات عدة، مثل قوله تعالى: قوله تعالى «تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (سورة التحريم: 1)، وهي مصدر ميمي على وزن (مفعلة) تدل على ما يدل عليه المصدر الصريح، (تبتغي مرضاة) يعني: تبتغي رضا...، وتعرب بالعلامات الأصلية، ورسمت بالتاء الطويلة؛ لأن الرسم القرآني رسم غير قياسي، وهو وقف عليه، أما الخط القياسي، فهو الخط المعروف في كتب الإملاء والنحو والصرف، والمناهج والصحف.
 - أما الاسم المفرد المؤنث، فيُختم بتاء قصيرة، مثل (فاطمة)، وكذلك بعض الأسماء المفردة المذكرة المنتهية بالتاء المربوطة (طلحة، حمزة)، وكذلك بعض المصادر مثل: (عِدة، وعِظة)، وكذلك في (مِقة، وثِقة، وصِفة، وندوة)، وتجمع على (عِدات، وعِظات، ومِقات، وثقات، وصِفات، وندوات). وهناك المصادر أيضاً تجمع جمعاً مؤنثاً سالماً، مثل: (استعدّ، استعداد، استعدادات).
- جمع التكسير للاسم المنقوص تاؤه قصيرة، مثل: (قاضٍ – قضاة)، و(راعٍ – رُعاة)، و(غازٍ – غُزاة)، و(رامٍ – رماة).
- كل جمع مؤنث سالم يكون بألف وتاء طويلة (....ات)، بل وهناك من يذهب إلى أن كل ما ليس له جمع يُجمع جمعاً مؤنثاً سالماً، خاصة الكلمات الأعجمية التي لم يعرفها العرب مثل: الأجهزة الحديثة (موبايل – موبايلات)، وغيرها.
- الفعل تتصل به التاء الطويلة سواء تاء التأنيث الساكنة (تْ) إن كان الفاعل مؤنثاً، أو تاء الفاعل (تُ، تَ، تِ) بحركاتها الثلاث، مثل: (سلّمتُ) للمتكلم، و(سلّمتَ) للمخاطب المذكر، و(سلّمتِ) للمخاطبة المؤنثة، وتسمى التاء المتحركة أيضاً، وتُعرب ضميراً متصلاً في محل رفع فاعل. وهناك بعض الأسماء تُختم بالتاء الطويلة، متأثرة بالخط الفارسي أو الرسم العثماني، مثل: (بهجت، ورفعت، وطلعت).

  كيفية التمييز بين (الفاصلة) و(الفاصلة المنقوطة):
- الفاصلة تُستخدم غالبًا للفصل بين المتعاطفات، مثل: الكلام ينقسم على: (اسم، وفعل، وحرف)، سواء مفردات أو جملاً، وخاصة الجمل القصيرة التي يربط بينهما رابط موضوعي، وكذلك تفصل بين أقسام الشيء الواحد عند تعدادها، وكذلك بعد المنادى مثل (يا علي،...).
- الفاصلة المنقوطة، تكون قبل بيان السبب أو النتيجة، أي توضع بين جملتين إحداهما سبباً للأخرى، أو نتيجة لها، مثل: (نمتُ مبكراً؛ لكي أستيقظ للصلاة)، فالجملة الثانية كانت سبباً للجملة الأولى، فرغبتي في النهوض مبكراً، هي من جعلتني أنام مبكراً. 
ومثل: سُمّي الفعل المضارع؛ لأنه يُضارع الاسم.
وتُستخدم في بعض الأحيان بدل النقطتين بين الشيء وأقسامه، مثل: تتكون وحدات الإخراج في الحاسوب الآلي من؛ (الشاشة، الطابعة، السماعات).
الأخطاء اللغوية الشائعة:
- من أهم الأخطاء الإملائية ما يتعلق برسم الهمزة في الكلمة، سواء جاءت في أول الكلمة أو وسطها، أو آخرها، وعدم اتباع القواعد المتعلقة برسمها حسب حركتها وحركة ما قبلها، وحسب قوة الحركة من الكسرة التي تعد من أقوى الحركات، ثم الضمة فالفتحة فالسكون، وهي أضعف الحركات، فالهمزة في كلمة (مُأَرخون) خطأ، والصواب هو (مُؤَرخون)، الهمزة متوسطة ومفتوحة بعد ضم، والضم أقوى من الفتح، فتُكتب على الواو.
 - وكذلك الهمزة في آخر كلمة (أُنشِئَ) مفتوحة قبلها حرف مكسور، والكسر أقوى من الفتح، رُسمت على كرسي الياء، أما (أَنشَأَ) فتُرسم الهمزة في آخر الكلمة على الألف؛ لأن قبلها مفتوح.
 - وكذلك إذا كان قبل الهمزة المتطرفة ألفاً، فلا نضع ألفاً بعدها، مثل: (مساءً، وبناءً، ورجاءً، ونداءً)، وليس: (مساءاً، وبناءاً، ورجاءاً، ونداءاً). 
- ورسم همزة (إنّ) وباقي الحروف، وكذلك ضبط رفع أسماء (كان) وأخواتها ونصب أخبارها، ونصب أسماء (إن) وأخواتها ورفع أخبارها، وهي محل ابتلاء الكثير من الكتّاب، وكذلك عدم مراعاة رفع جمع المذكر السالم بالواو ونصبه وجرّه بالياء، مثل: (يقوم المهندسين المختصين بمعالجة البيانات) والصحيح: (المهندسون)؛ لأنها فاعل مرفوع بالواو، وكذلك (المختصون)؛ لأنها صفة مرفوعة بالواو، وهي تتبع الموصوف إفراداً وتثنية وجمعاً، وتعريفاً وتنكيراً، وتذكيراً وتأنيثاً، فلو قلنا: (رأينا المهندسين) وجب أن نقول بعدها (المختصين) بنصبها بالياء أيضاً، ومع المثنى كذلك قد يحصل لبس كبير.
- ومن الأخطاء أيضاً عدم حذف نون جمع المذكر السالم والمثنى في حال الإضافة، فنقول: (ساعدتُ موظفي الدائرة)، ولا يصحّ أن نقول (موظفين الدائرة)، وكذلك نقول: (عاملا النظافة مخلصان)، ولا يصحّ أن نقول (عاملان النظافة). 
- لا يجوز تشديد الياء في حال الإضافة، مثل: (قضى سنيّ حياته مجاهداً)، فمفردة (سنين) ملحق بجمع المذكر السالم، وتُحذف ياؤه عند الإضافة، ولا داعي لتشديد الياء بعد الحذف، فنقول: (قضى سني حياته مجاهداً)، فـ(سني) مفعول به منصوب بالياء، حُذفت نونه عند الإضافة. وكذلك (حين كنت في أول سنيّ دراستي) يشددون الياء في كلمة (سنين) وهذا خطأ؛ لأن النون تُحذف عند الإضافة، ولا داعي لتشديد الياء، فنقول (أول سني دراستي).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/15



كتابة تعليق لموضوع : التدقيق اللغوي وأهميته في صياغة النص (القسم التاسع)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net