الحوار الحسيني 

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ما هو السبيل الأفضل للتأثير على الآخرين؟ وهل استخدام القوة تعد من سبل التأثير الاجتماعي؟ يعرفنا المشروع الحسيني المبارك أبلغ درس من دروس سيرة الامام الحسين (عليه السلام)، ونهجه بالدعوة المباركة هو الحوار، تمخض الحوار عن أهمية توضيح الحقائق، وبيان معالم نهضته، واستعمال الأسلوب الذي يقتضيه السياق، بدءاً من محاورته مع الوليد بن عتبة والي المدينة، ووصيته الى أخيه محمد بن الحنفية، ومخاطبته للعقول: «إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، وانما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي».
وتمخض الحوار مع الحر بن يزيد الرياحي عن حل وسط يرضي الطرفين، أن يسلك الامام طريقاً لا يدخله الى الكوفة، ولا يرجعه الى المدينة، ولكن الموقف انقلب بأمر عسكري من ابن زياد، يطلب منه تضييق الحصار، ومع هذا أبقى الحسين (عليه السلام) الحوار مع الحر مفتوحاً، وبدأ الحسين (عليه السلام) بمحاورات مطولة مع أركان قادة الجيش الاموي.
 وقد أقر بعض كبار جند ابن سعد باتباع الحسين (عليه السلام)؛ لما يمتلك من حوار، أحدهم يقول: «والله ما سمعت متكلما قط قبله ولا بعده، أبلغ في منطق منه»، لكن الشمر كان يخاف الحوار الذي قدمه الحسين (عليه السلام)؛ خشية ان ينقلب المعسكر، فأمر الشمر بوضع حد للحوار.
 وعند المواجهة صبيحة العاشر من محرم، بدأ حواره (عليه السلام) هادئاً راضياً بالمصير: «يا أيها الناس، اسمعوا قولي، ولا تعجلوا، حتى أعظكم...»، ويعود لمحاورتهم بالانتساب الى الرسالة المحمدية، اذ صاغ الامام (عليه السلام) تراكيبه بأسلوب مؤثر: «هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟»، سألهم عما اقدمهم على قتله؟ قالوا: طاعة للأمير، فأجابهم موبخاً: «تبا لكم أيتها الجماعة وترحا».
 وبدأ الحوار يأخذ الجانب التوبيخي بعدما عنتوا وما عاد الحوار الوعظي الادراكي بنافع، بدأ يريهم مكانتهم المستقبلية: «أما والله، لا تلبثون بعدها الا كريث ما يركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى، عهد عهده الي ابي عن جدي».
 وبدأ الخطاب موجعاً ومؤثراً مع قوم لا يفهمون المعنى، عماهم الخوف والجشع: «اني توكلت على الله ربي وربكم»، ولم يبق امامه سوى الاستجابة للقتال واخر الكلمات: «يا شيعة آل أبي سفيان، ان لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم»، هذه آخر كلمات الامام مع القوم قبل استشهاده (عليه سلام الله).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/16



كتابة تعليق لموضوع : الحوار الحسيني 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net