شبابنا المعاصر.. وضرورات التغيير..  
محمد احمد جواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة انجراف بعض شبابنا الصغير منهم والكبير إلى المقاهي والملاهي الليلية، مما عكس آثاراً سلبية عليهم وعلى تصرفاتهم وسلوكهم، والأنكى من هذا كله هو ابتعادهم عن الله (عز وجل) وإهمال صلاتهم، أي ابتعادهم عن الدين الإسلامي ومبادئه كلياً.
   فلو كرسوا الساعات التي يقضونها في المقاهي بقراءة القرآن، والتقرب إلى الله تعالى، لما كان بعض شبابنا في هذا المستوى الخلقي المتدني، حتى صاروا مجموعة من الصبيان عديمي الأهداف والمخططات المستقبلية، يسودهم الجهل، فأكثريتهم من التاركين للدراسة، ويتجولون ليل نهار في المقاهي والشوارع من دون هدفٍ معين يصبون لتحقيقه في هذه الحياة..! فهل كان شبابنا سابقاً بهذا الانحطاط..؟                        فالآن ترى شاباً صغير السن يضع سيجارةً في فمه..! لماذا أصبح شبابنا يقومون بكل تلك الأفعال غير المحببة، وفي سنّ صغيرة وما الذي يجب القيام به حيال الأمر، فحتى إن قمت بمحاسبتهم فغالبيتهم لن يستجيبوا، ولدى آبائهم علم بما يفعلون، لكنهم لا يستطيعون معهم سبيلا..!
   فكثرة ارتياد المقاهي ومرافقتهم لأصدقاء السوء، سيجعل منهم أشخاصاً غير مبالين بواجباتهم ومسؤلياتهم تجاه عوائلهم ومجتمعهم، وغالبيتهم في صراع دائم مع أهاليهم؛ بسبب قضائهم وقتاً مع أصدقائهم أكثر من منازلهم، كذلك لديهم كافة الحرية في الخروج والتجول من دون مراقبةٍ أو تشدد، مما يعرضهم للاستغلال من قبل أشخاص غير منضبطين وآخرين خارجين على القانون قد يزجونهم في مجالات خطرة ووقوعهم في شباك المجرمين وتوريطهم بتعاطي المخدرات، والامتثال لأوامرهم للحصول على المال أو غيره والوقوع بمشاكل عديدة لا حصر لها.
 وهنا يتحتم على الجميع تبني هؤلاء الشباب واحتضانهم وإشغال أوقاتهم الضائعة في أمور نافعة قبل أن يتحولوا إلى مشروع جريمة منظمة تعود بالضرر على الجميع. لذا فالتربية الصالحة وعلى الأسس الصحيحة هي السبيل لانضباط الأبناء وقيادتهم نحو شواطئ الأمان.
فتقاليد المجتمعات الغربية: كالتدخين وارتياد الملاهي، هي بعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا، ونحن نعيش في بلد الأنبياء والأوصياء، وفي الأراضي المقدسة، فعندما يسود الجهل على أبناء المجتمع يبدؤون بتقليد كل ما يرونه وللأسف تهاون الأسرة هو من يعطيهم مرادهم، فالغرب يسمم عقول الشباب من عدة طرق: كالإنترنت، والأفلام.. والبرامج المنحلة.. هدفهم منها هو جعل شبابنا في جهلٍ وانحطاط وتخلف، وتقليد أعمى..!
 فلماذا لا نقلد الغرب في علومهم وإخلاصهم في العمل، وتكاتفهم في ما بينهم، ووفائهم بوعودهم، وحبهم للوطن، ونظافة مدنهم، وغيرها الكثير التي تميزت بها الدول المتقدمة، لكنها انعدمت في مجتمع الإسلام، والتي لطالما كرس أهل البيت حياتهم في حثنا على القيام بها.
  نحن لم نعمل بتعاليم رسلنا وأئمتنا ولم نقلد الغرب في الجوانب الجيدة منهم، بل نتوجه ونصب اهتمامنا إلى بعض الأفعال اللادينية واللاأخلاقية التي يقومون بها: كبعض الثياب المليئة بالكتابات والتي غالبيتنا نجهل معناها وكذلك التسريحات الغريبة، وغيرها من الأمور التي لا نفع منها.. فما الذي تنتظره من شبابنا بعد مشاهدتهم لكل ما يجري في الغرب مع عدم مراقبة الأهالي لأبنائهم أو تزويدهم بالنصائح ولفت انتباههم إلى ما هو صائب ومحبب من قبل الناس أولاً، وتنال فيه رضا الله تعالى ثانياً.
ولكن في وضعنا الحاضر سيتطلب الأمر مشقةً ووقتا لإرشادهم إلى الطريق الصحيح، فلو اتبع كل أولياء الأمور المضمار الصحيح للوصول إلى عقل وقلب أبنائهم وتصحيح بعض الأمور لديهم، لسوف نصلح شبابنا ونسارع إلى النهوض مجدداً بالمجتمع، ولكن الأهم من هذا هو إبعادهم عن رفاق السوء الذين أودوا بهم إلى الضلال. وليعمد الأهالي دوماً على تواجدهم قرب أبنائهم في الأوقات العصيبة، وتزويدهم بالنصائح التي تغنيهم عن اللجوء الى الشارع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

محمد احمد جواد

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/21



كتابة تعليق لموضوع : شبابنا المعاصر.. وضرورات التغيير..  
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : د . عماد عبد اللطيف سالم
صفحة الكاتب :
  د . عماد عبد اللطيف سالم


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net