نزهة ثقافية (17)

(عَتَوْا):
 قال تعالى: ((فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ)) {الأعراف/166} أخبر الله عن هؤلاء العصاة الذين عصوا بصيد السمك في السبت ونهوا ولم ينتهوا ووعظوا فلم يتعظوا، وانه انزل عليهم العذاب الشديد، فلما عتوا عما نهى الله وتمردوا في معصيته مسخهم الله قردة خاسئين، والعاتي الشديد الدخول في الفساد المتمرد الذي لا يقبل موعظة، والعتو الخروج الى الجرأة على افحش الذنوب، والعتو الطغيان وهو الخروج الى فاحش الفساد يقال عاث وجمعه عثاة، والريح عاثية تشبيها بحال العاثي في الشدة، والعثو بمعنى الامتناع عن الطاعة، والتمرد على الأمر، وتعني الاعراض بالوجه والانصراف عن طاعة الله تعالى. 

(بَسْطَةً): 
 قال تعالى: ((وَزَادَكُمْ فِي الخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) {الأعراف/69} يعني قامة وقوة، وفي المجمع عن الباقر (عليه السلام)، كانوا كالنخل الطوال وكان الرجل منهم ينحر الجبل بيده فيهدم منه قطعة، اشارة الى قوم عاد انهم كانوا ذوي هياكل عظيمة قوية وكبيرة .
 وجاء في كتاب تفسير القرآن الكريم عن قاعدة تبديل الصاد بالسين وبالعكس في الكلمات المشتملة على حروف سبعة ومنها: القاف والراء، صراط يقرأ سراط والبسطة بصطة، والقبض خلاف البسط والبساط ما بسطته، والبساط بفتح الباء، الأرض الواسعة، وكتب بسط بالسين وبصطة بالصاد، وقال ابن عباس: كان اطولهم مائة ذراع واقصرهم اثنا عشر ذراعاً.

(تَعْثَوْا): 
 قال تعالى: ((وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)) {الأعراف/74} أي لا تطغوا في الأرض ولا تسعوا في الأرض فسادا، واصل العثا هو شدة الفساد، يقال منه عثا فلان في الأرض الى عاثية يعثو، ومثل معناها لا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها، والعلامة الشيخ المجلسي يقول: ولا تعثوا في الأرض مفسدين، معناه لا تضطربوا بحالة الجهالة. ويرى السيد مكارم الشيرازي ان هذه العبارة حث لهم على ترك العناد وايذاء الانبياء، وان يكون حثا لشكرهم على هذه النعم. 

(قَآئِلُونَ):  
قال تعالى: ((وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ)) {الأعراف/4} يعني وقت القيلولة وهو نصف النهار، وأصله الراحة، فمعنى أقلته البيع أي أرحته منه بإعفائي اياه، واذا استرحت الى النوم وسط النهار القائلة، ويرى السيد مكارم الشيرازي: إن (قائلون) اسم فاعل من القيلولة بمعنى النوم في نصف النهار، وأصله الراحة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/21



كتابة تعليق لموضوع : نزهة ثقافية (17)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net