صفحة الكاتب : حوراء جبار

جريمة تكساس اخر تصدعات واقع الحلم الأمريكي
حوراء جبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تتبجح الولايات المتحدة الامريكية بتمسكها بالحلم الامريكي وتقنع مواطنيها بانه واقع، و قد نجحوا في تصديره  وتسويقه للخارج، ما جعل الهجرة إلى الولايات المتحدة حلم الملايين من البشر عبر العالم من مختلف طبقات المجتمع وأن أرضهم هي ارض تحقيق الاهداف والاحلام.

يعرف الحلم الأمريكي بحسب موقع (ويكيبيديا) بانه: " هو الروح الوطنية لشعب الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يرى من خلالها أن هدف الديمقراطية هو الوعد بتحقيق الازدهار، ويشعر المواطنون من كل الطبقات الاجتماعية، في الحلم الأميركي الذي أعرب عنه جيمس تراسلو أدامز عام 1931، بقدرتهم على تحقيق حياة أفضل وأكثر ثراء وسعادة، الكثيرون يقولون أن هذا الحلم لم يكن له وجود في الواقع، بل هو مجرد أسطورة؛ روج لها أصحاب مشروع إمبريالي لاستقطاب الكفائات ورؤس الاموال لامريكا بعد أن يتمّ إقناع العالم بمصداقية "الحلم الأمريكي" أصبحت أمريكا القبلة الأساسية للعديد ليصبحوا المهاجرين الجدد.  
 
سياسة امريكا الداخلية سياسة رأسمالية تتمركز فيها الثروات بين فئات قليلة في المجتمع الامريكي، وتمركز الثروات يعني تمركز السلطة، خاصة في تلك الظروف التي تنمو فيها النفقات بشكل هائل مثل إجراءات الانتخابات فقد دفعت التكلفة الباهظة للوصول إلى السلطة بالشركات الكبرى، وعلى رأسها شركات السلاح إلى إنتهاز “الفرصة” عبر تمويل الحملات الانتخابية للمرشحين لرئاسة البيت الأبيض، أو عضوية الكونغرس ومجلس الشيوخ، فكل مرشح يحتاج لصرف مبالغ باهظة على الحملة الانتخابية، وتمويل تنقلاته بين الولايات، وطبع المنشورات التي توزع على المواطنين الناخبين، وتمويل ظهوره في عدد من البرامج التلفزية.
في المقابل تفرض هذه الشركات التي تعد أهم وأبرز مصادر تمويل الحملات الانتخابية شروطها على أي مرشح، الذي بدوره يلبي أوامرها حتى لو تطلب الأمر تحريك الجيش الأمريكي إلى بلدان أخرى، لأن أي تخلّف يعني نهاية حياته السياسية في الانتخابات، ونهاية مساره بفضيحة تترك أثرا سيئا في ذاكرة الأمريكيين.
بالنتيحة تبدأ التشريعات القانونية بمساعدة تراكم الثروات اكثر، وتقر سياسة الميزانية المناسبة للشركات المسيطرة هذه السياسات تسمح بالحصول على نفوذ سياسي اكبر لتحقيق اهدافها، انها حلقة مفرغة وهي ليست ظاهرة جديدة، الفيلسوف الاقتصادي آدم سميث وهو أبو الاقتصاد الحديث ومؤسس الرأسمالية الليبرالية الحديثة ذكرها في كتابة الشهير "ثروة الأمم"عام  1776 وهو أول من تحدث عن حماية الحكومة لرؤوس الأموال والأسواق دون التحكم فيها وقد اعتبر التجار ومالكي المصانع هم الشخصيات الفعالة في السياسة الانكليزية في ذلك الزمن و انهم يهتمون في مراعاة مصالحهم حتى وإن أنعكست نتائجها بشكل محزن على الشعب الانكليزي والشعوب الاخرى، أما الان اخذت المؤسسات المالية والشركات متعددة الجنسيات مكان التجار وأصحاب المصانع، وهذا مستمر منذ تشكل الولايات المتحدة الأمريكية.
الآن في أمريكا "الديمقراطية" لا يستطيع الشعب الوقوف في وجه لوبي مصنعي الأسلحة الذين يسيطرون على عدد كبير مِن نواب .
21 قتيلا (19 طالب ومعلمين) وقبلهم عشرات غيرهم، و بعد ثلاثة أيام من عملية إطلاق النار المروعة في مدرسة الاطفال في تكساس، يعقد لوبي الأسلحة الأمريكي الواسع النفوذ جمعيته السنوية، على بعد امتار في ولاية تكساس بحضور كبار المسؤولين الأمريكيين، في وقت أصبحت الأسلحة النارية السبب الرئيسي لوفاة الأطفال الأمريكيين قبل حوادث السير ولايمكن حصره بيد الدولة بسبب سيطرة لوبيات شركات الاسلحة فيُحسب لشركات السلاح الأمريكية ألف حساب على الساحة السياسية، بسبب القدرة الإقتصادية الضخمة التي تملكها على حساب دماء وشعوب العالم، ولا يقتصر دور هذه الشركات على دعم كافة الأحزاب السياسية المتنافسة على قيادة البيت الأبيض فحسب، بل تسعى لمحاربة مفردة “السلام” ومنع إستصدار أي قوانين تفرض قيود على صناعة وبيع السلاح لفتح الأسواق أمامها وتسهيل تصريف منتجاتها العسكرية.
 تشير الدراسات إلى أن أكثر من 40% من أعضاء الكونغرس الأمريكي يعملون في شركات اللوبي بعد التقاعد، وهذه أحدى مرتكزات اللوبيات، من حيث الاستفادة من خبرات السياسي وعلاقاته.

فالحلم الأمريكي يتبعثر عند اية هزة مجتمعية تواجها هذه الدولة، التي تمارس "البلطجة الدولية" وتثبت أن أمريكيا عبارة عن عصابة دولية منظمة تمارس الإرهاب العالمي، وتستغل الإعلام لإظهار نفسها بأنها الدولة الأولى في العالم في مجال رعاية الحقوق والحريات وخدمة مواطنيها.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حوراء جبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/31



كتابة تعليق لموضوع : جريمة تكساس اخر تصدعات واقع الحلم الأمريكي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net