صفحة الكاتب : سوسن عبدالله

استطلاع رأي.. (تشجيع لعبة كرة القدم)
سوسن عبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  نالت لعبة كرة القدم الاهتمام الكبير من مشجعي هذه اللعبة الساعين لمؤازرة فرقهم، حتى أصاب البعض منهم الهوس في تقديس هذه الرياضة، وقبل الولوج الى الاستطلاع ألتقي الدكتورة (منال تقي) التي ترى أن الدوافع الحقيقية هي الحاجة الى الانتماء، وهذا الانتماء يأخذ طابعاً وجدانياً، وبُعداً سلوكياً ثم يُصاب بالتعصب، باعتبار هذا التشجيع أصبح هوية تنتج ثقافة رفض للآخر ضمن الميول الفطرية .

 المتعة هي الغرض الأساسي لكرة القدم، ونحن نلاحظ مع هذه الجمالية هناك مشاهد عنف لا تمت للرياضة بصلة، ويتعرض بعض اللاعبين الى العنف، واحرقت بيوت بعض اللاعبين، وقتل بعض آخر رمياً بالرصاص..! ونلاحظ سيطرة التعصب على الكثير من المناقشات التي تصل لحد الاقتتال، وهذا هو هوس التعصب وهو مرض لا يُستهان به: 

رياض عبد علي الراضي - مهندس زراعي:
  تعد الرياضة وبشكل خاص كرة القدم المعادل الأخلاقي للحرب؛ لأن فيها بعض التأثيرات النفسية، والاجتماعية، تعمر في الفرد القيم العليا الإنسانية الدفينة في داخله، يسعى الانسان الى حس الجماعة، وإيجاد المعنى والهدف الموجود، وقد وحّدهم تشجيع كرة القدم، وحّد قلوبهم التي عجزت الحياة أن توحدهم، أليس هذا أفضل من الخطابات السياسية والاخبار ومشاكل الحرب والأحزاب، الانسان يعزز ثقته بنفسه، ويخفف عنه الضغوطات، ويشعره بالمعنى، ويجعله يفتخر ويشعر بالسعادة، كأنهم يشجعون فرق بلدانهم، وهذه هي العولمة، عولمة الكرة..! 
عدوية علي برير – معلمة:
 الكرة التي تقدم في التلفزيون أرى فيها عنفاً واصابات واعاقات مستديمة مدى الحياة، كنا قبل نسمع عبارة التشجيع ترتبط بالجمال، ويشجع الفريق الذي يلعب أفضل، أما اليوم الهوس جعلهم تحت راية فريق، واذا خسر تشنجوا وتشاجروا.
 أرى أن كرة القدم أبعدت الشباب عن هموم أمتهم ووطنيتهم، وصاروا يشجعون كرة أمم غير امتهم، فمن الطبيعي أن أي مواطن يشجع فريق دولته تلك وطنية ومحبة ان يرفع اسم البلد الذي ينتمي اليه، لكن ما الذي سيضيف الينا إن فاز فريق أي دولة أخرى او خسر، المهم كيف قدم مباراته، وهل استمتعنا في استعراضه أم لا؟ بعض المشجعين لا تستهويهم المتابعة إلا لأجل أن يُقال انهم من مشجعي كرة القدم، أرى ان الشباب أعطوا الهواية اكبر من حجمها، وأحياناً يصل العنف في المدرجات الى حد مقرف. 
أحمد كاظم – مدرس:
  هناك مسؤوليات وقضايا جسيمة تقع على عاتق الشاب، تجعله في غنى عن التعامل مع تلك الجزئيات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع، فأين نحن عن الفرق الرياضية الغربية العالمية فازت أم خسرت، ونحن نعلم أن هذا الإلهاء للجماهير الكادحة لن يجعلهم يتصدرون مشهد الحياة في صناعة قراراتهم المصيرية، وإبعادهم عن مسؤوليات بيوتهم وأعمالهم، فلا بأس بالشاب أن يتابع تلك المباريات، وأن يتمتع بجماليته على أن لا ينكب كلياً فكراً وسلوكاً.. نحن بحاجة الى توعية سلوكية تبعد عنا الحزازات التي قادت أحياناً مشجعي الفرق الى العراك. 
سلوى احمد المسلماني – موظفة: 
 من الممكن استثمار الرياضة وخاصة كرة القدم في دعم الجهد والحراك الإنساني الداعي الى نبذ العنصرية والتمييز العرقي والعنف ضد المرأة والأطفال، ودعم مستشفيات لعلاج الأمراض السرطانية، وهذا ما نلاحظه في بعض الدول من إقامة مباريات رياضية تذهب عائداتها الى علاج الأيتام والمنكوبين، ومن الممكن ان نجعل من الرياضة هدفاً سامياً وهو توحيد الشعوب بالمنظور الإسلامي، كما جاء على لسان أحد الفلاسفة (اعتنق الإنسانية أولاً.. ثم شجع من تشاء). 
الخلاصة: 
 يرى الشباب أن هناك جمالية في كرة القدم ولا ينكرها، لكن لابد أن يكون التشجيع ضمن حدود اللياقة والالتزام السلوكي دون الاندفاع المفرط غير المنظم الذي يذهب جمالية الفرجة والمشاهدة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سوسن عبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/11



كتابة تعليق لموضوع : استطلاع رأي.. (تشجيع لعبة كرة القدم)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net