سيارة باص فولفو(دك النجف)
علي عبد الامير المسعودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  كانت الحياة على بساطتها في العقد الخامس والسادس من القرن الماضي، ولم تكن وسائط النقل بالتطور والرفاهية الحالية، وحسب مقولة (الحاجة أم الإختراع) قام جماعة من فنيي واسطوات الحي الصناعي في النجف بالتفنن في تحوير اللوري الفولفو الموديل القديم، وذلك برفع الجزء الخلفي وتحويره بإضافة مقاعد ونوافذ، ومن ثم مده بحوض ماء معدني يوضع فيه الثلج في الصيف يقع على سقف السيارة، وتمتد منه حنفية ماء(بوري) لداخل السيارة لشرب الماء البارد.

وكانت منها عجلات اكبر للسفر خارج العراق (مكة، الشام، ايران) فكانت مزودة بمرافق ومغسلة، أما داخل السيارة فقد تفنن الرسامين بالرسومات والكتابات والنقوشات الجميلة لإضفاء الراحة والهدوء والتخلص من عناء السفر.
كان خط (كربلاء – النجف) حافلاً بهذه العجلات، إذ تتوجه من المرآب الخاص بها من كربلاء الى النجف الاشرف، وكان هناك محطة استراحة في منطقة خان النص حيث يأخذ المسافرون وقت للأكل والاستراحة، ويقوم السائق ومساعده (السكن) باستغلال هذه المدة لتبريد محرك السيارة، وبعد انتهاء المدة المذكورة ينادي على المسافرين للتوجه للسيارة لإكمال السفر.
كان غلاف سيارة (دك النجف) على نوعين القديم كان خشبياً، ثم تطور وأصبح معدنياً مغلفاً بمادة البليت ذات الألوان الزاهية.
وتم تحوير عجلة صغيرة شوفرليت أو الفورد القديم وغُلفت بالخشب، وكانت تحوي على مقاعد قليلة موجودة في محافظة البصرة لحد الآن للسياحة، وكذلك تم تحوير عجلة أكثر رفاهية عبارة عن تريلة مفصولة عن الصندوق (اللوري) الخلفي الذي حُوّر وزُوّد بمقاعد ووسائل الراحة، وزُودت بمراوح سقفية فتكون أكثر هدوءاً؛ لأنها مفصولة عن الرأس الذي يحوي ضجيج المحرك، وكذلك لا يدخل لها دخان العجلة الأمامية، لذا تعد هذه العجلة سياحية، وأيضاً زودت بمغاسل، وحوض للماء البارد، وكانت تحوي على باب خلفي، وايضاً كانت مقسمة الى قسمين (درجة أولى وثانية)، وقد تم تحوير انواع كثيرة أخرى.
ومرت الأيام وتطورت صناعة السيارات فأصبحت سيارة(دك النجف) تراثاً من الزمن الجميل الذي ارتبط لسنوات طويلة بذاكرة العراقيين وتفاصيل حياتهم اليومية، وقد انتصبت اليوم بشموخ فوق منصة في كراج النهضة في وسط بغداد؛ عرفاناً بفضلها وما قدمته من خدمات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي عبد الامير المسعودي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/14



كتابة تعليق لموضوع : سيارة باص فولفو(دك النجف)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net