صفحة الكاتب : لطيف عبد سالم

فايروس الفاقة والعوز يقظم منجز عماد نافع الابداعي ويهدد اعضاء جسمه بالشلل
لطيف عبد سالم

(عماد نافع ) مبدع عراقي جسد بمشروعه الثقافي والفني عشقه للوطن والحياة والإنسان.وقد شكلت مواهبه المتعددة علامة فارقة لمنجزه الإبداعي، فهو كاتب ومخرج مسرحي وأعلامي وأديب وفنان تشكيلي شكلت أنامله الرقيقة عشرات الاعمال الابداعية التي توزعت على احد عشر معرضاً تشكيلياً شخصياً ،ستة منها اقيمت خارج العراق،فيما طرز ما تبقى من لوحاته جدران قاعات خمس معارض تشكيلية ببغداد.إذ شهد عام 1992 م باكورة معارضه الشخصية في الفن التشكيلي والذي حمل اسم (انتبهوا انه الانسان) ، في حين وسم آخر معارضه التشكيلية الذي ضيفته قاعات طهران وبيروت عام 2008م بأسم (اخضر يا عراق).وعلى صعيد الشعر اصدر عام 2000م مجموعته الشعرية التي اختار لها عنوان (حمى فوق 40م°) التي بلغ مجموع نسخ طبعتها الاولى (5000) نسخة.ومما هو جدير بالاشارة ان الطبعة الثانية من هذه المجموعة قيد الانجاز حالياً .

  وكان للمسرح نصيباً وافراً من عطائه الثر. إذ كتب مسرحية (عيون)واخرجها عام 2001م ، وأعد واخرج مسرحية (نابو) عام 2002م. وخلال العام الماضي انيطت به مهمة الاشراف العام على مسرحية (النواب يفتح الابواب).وحمل آخر اعماله المسرحية الذي كتبه وشارك به مخرجاً في مهرجان منتدى المسرح الدولي الذي اقيم ببغداد بداية شهر كانون الاول من العام الحالي عنوان (نائمون والطوفان) . ومن المهم الاشارة الى ان هذا العمل الذي اشرفت عليه الفنانة القديرة زهرة الربيعي وتقاسمت بطولته شيماء جعفر مع محمد مؤيد ترك اصداء واسعة ومؤثرة في الاوساط الفنية ، لا سيما الفرق المسرحية التي قدمت من فرنسا والسويد والمانيا ومصر للمشاركة الى جانب عدد من الفرق المسرحية المحلية بهذا المهرجان الذي اقيم على خشبة منتدى المسرح . وليس ادل على نجاح( نائمون والطوفان) وتميزه من اشارة الاستاذ جابر الجابري وكيل وزارة الثقافة الى هذا العمل بعبارة (العملاق).وينضاف الى ذلك دعوة وزارة الثقافة الجزائرية فريق عمل المسرحية المشاركة بفعاليات مهرجان المسرح التجريبي المزمع عقده منتصف الشهر المقبل في الجزائر .ومما يستلفت الانتباه ان منجزه الابداعي تميز بتعدد قنواته ونهاياته كانت مفتوحة على الدوام، مما اكسبه النمو والاتساع، وتصديقاً لما ذهبنا اليه نجد من المناسب الاشارة الى انجازه تصاميم عشرات اغلفة الكتب لشعراء وكتاب عرب وعراقيين مثل د.عبد الرحيم المراشدة ،ادونسيس،حسين الكعبي ،فاضل العمري..........وغيرهم،فضلاً عن انجازه عدد من البرامج التلفزيونية الهادفة التي من ابرزها (آليات النهوض).

    لقد اسهمت مضامين مشروعة الثقافي والحضاري التي اتسمت بتفاعلها مع قضايا الانسان والوطن والحياة وجمالها الانساني في تسلقه وهج الابداع بجهد واصرار، غير ان الحزن والاحباط الذي اخترق وجدانه على خلفية تداعيات الجلطة الدماغية التي تعرض لها قبل ثلاث سنوات أفضى الى تنامي عوامل تقظيم عناصر وموارد منجزه الابداعي بسبب تحديدات الحركة التي فرضها عليه وضعه الصحي، فلا غرو ان يضطر ابطال مسرحية (نائمون والطوفان) حمله لتحية الجمهور من على منصة المسرح ،حيث لم يكن بوسعه تسلق سلم المسرح بالاتكاء على عصاه وهو الخبير بارتقاء سلالم الابداع والنجومية والشهرة.

  ولنقترب اكثر من مشكلة بحثنا من خلال استعراض ما يتعرض له (عماد نافع) من مشكلات صحية .إذ اكد التشخيص الطبي الرسمي الصادر من اكثر من جهة طبية استشارية ببغداد وطهران،فضلاً عن الفريق الطبي الفرنسي الذي زار اربيل في المدة الماضية ما يأتي(الشلل العصبي بنسبة 50% ، وسد كامل بقناة الحبل الشوكي مع زحف الفقرات القطنية والعجزية).

  وعلى وفق ما تقدم ،تستلزم مهمة إنقاذ حياة(عماد نافع) الذي يعد جزء من المنظومة الطبية لتخصصه بموضوع التخدير،اخضاعه لتداخل جراحي ليس بوسع عائلته تحمل نفقاته.

    ان (عماد نافع) مهدد بالشلل التام في حال عدم اجرائه العملية الجراحية خلال ستة اشهر بحسب التقارير الطبية، لا سيما نصيحة الفريق الطبي الفرنسي الذي تقدم ذكره ، فضلاً عن ضرورة خلوده للراحة وامتناعه عن كل اشكال الحركة قبل اجراء العملية . ولا نبعد عن الواقع اذا قلنا ان صعوبة حالة (عماد نافع ) الصحية لم تفض الى انهاء طموحه في استكمال مشروعه الثقافي والحضاري فهو ما يزال يعمل على تواصله مع جمهوره ولو بحدود ضيقة جداً ، حيث يحضر في ايام محددة من الاسبوع الى مقر جريدة البينة التي وصفها لي ببيته ولا عجب في ذلك فهو مدير تحريرها ورئيس قسمها الثقافي ،ولكن شتان بين ابداعه اليوم وحركته الدائبة فيما مضى من الايام والتي استمد فاعليتها من اصرار لا يلين على عكس رؤيته لمعنى الحياة والانسان والوطن.

     إن جل ما أخشاه ويخشاه غيري ان يتوقف هذا الينبوع الأصيل عن الاثراء بعطائه، ف( عماد نافع) يا سادتي يشعر الآن بخوف لا يرحمه المجهول بسبب عدم تمكنه من تأمين نفقات اجراء العملية الجراحية خارج البلاد بعد ان تعذر علاجه في مستشفياتنا .

   ان الجهات الحكومية مطالبة بوقفة جريئة وشجاعة لمنع جفاف هذا الينبوع الابداعي . كذلك اجد من المناسب اللجوء الى مناشدة اخوتي في نقابة الصحفيين العراقيين والاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ونقابة الفنانين التشكيليين وغيرها من منظمات المجتمع المدني، فضلاً عن اصحاب المروءة في بلد ما عرفت الغيرة مسكناً غيره ان يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية  والأخلاقية والمهنية في مهمة التنسيق مع وزارة الثقافة لدعم قضية (عماد نافع) في الوسط الحكومي، وان لا يسهموا ولو من دون قصد الى ترك الفاقة والعوز تقظم ابداع (عماد نافع) على خلفية الاهمال والنسيان.

 انا لا أتوق الى محاولة استجداء تكاليف تطبيب وعلاج (عماد نافع) ، بل انا حريص على ان لا تثلم تأريخنا الثقافي والحضاري مثلبة شبيهة بموت المرحوم الشاعر عقيل علي على قارعة الرصيف.إذ ان اهتمام الأمة بمبدعيها دليل رقيها ووعيها وتحضرها وحيويتها.

  ومن تخونه القدرة على معونة (عماد نافع) الإنسان الرائع الشفاف ، يمكنه الإسهام ولو بكلمة تعليقاً على هذا الموضوع ، فلربما يكون لتأثيرها سبباً في خشوع بعض القلوب التي صيرتها الدنيا وهمومها قاسية،وختاماً سلامات أبو فادي أقولها من القلب ، وأسأل الباري عز وجل أن يجد لك مخرجاً للأستشفاء لتعود الى عالمك الذي أحببت، فجمهورك ينتظر عودتك الى مكمن ابداعك ودعواته لك بالشفاء.

عماد نافع عين على مستقبل مجهول وقلب ينبض بالشوق الى عالم الثقافة والأدب والفنون 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


لطيف عبد سالم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/08



كتابة تعليق لموضوع : فايروس الفاقة والعوز يقظم منجز عماد نافع الابداعي ويهدد اعضاء جسمه بالشلل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : لطيف عبد سالم العكيلي من : العراق ، بعنوان : شكر في 2010/12/09 .

السلام عليكم اود ان اشكر ادارة الموقع على نشر هذا الموضوع   وهذا خير دليل على اهتمامكم بالثقافة وقضايا المثقفين شكري الجزيل لكم وتقبلوا فائق احترامي.






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net