صفحة الكاتب : عادل القرين

رثاء الأبجدية
عادل القرين

ما أجمل أيام الطفولة ومشاغبتها، وكأن لسان العمر يستنطق أنفاس الطين ونبض الحنين..

فهناك صبية يلعبون بأنامل البهجة وأصوات الفرح، وهناك طفلة تسرح شعرها المُضمخ بالحناء والطيب، على ترانيم الخلخال وخرير ماء العيون..

إلى أن التوت عقارب الزمن، وهمس الوقت في أذن القدر: قد كبُر الأبناء والبنات، وشاخ الآباء، وهرمت الأمهات..

فترمدت العيون، وشابت الظنون، وتغيرت الملامح، ولم يُلههم العجز عن خوفهم علينا من مس الهواء!

وساعة ما يصرخ المنادي فيما بيننا: "البقاء لله" تجزع أشجار الغفلة، وتذبل دموع الحسرة، ناحية سفح الرثاء، وآهات الخبر..

ما أوجعني لذاتي، حين أُحدث ألوان الصور، فوق قارعة قرطاسٍ يابسٍ هنا!!

هل أن نجوانا في حيرة نداء الضمائر؛ فإخالها صرخة في الحبر وترحال الصرير؟!

أم أن نداء الحال يجتث أرض المحال؟!

بهدوء يا أُمي أنصتي إليَّ، وهدهدي الشوق على ناصية الغياب..

وأجعلي ناي الذكريات يعزف الوتر المقصود بالتأمل..

أُماه:

أيُّ طفولة تنسى مواقفك؛ وأيُّ عمر يُلملم حنانك بعد الرحيل؟!

أُماه:

كيف لنا أن نناغي شفاه طفولتنا من جديد؛ وكيف لنا أن نفترش مُصلى غيابك؟!

 

أُماه:

كيف لنا أن نستنطق دموع الوجع؛ وكيف لنا أن نستجدي قطرة ماءٍ من سماءٍ مصفرة؟!

أُماه:

أنّى للشمس نسيانك في حالكات الدهر؛ وكيف للقمر أن يطوف في رحى يديك بالاستجابة؟!

أوما كنتِ تقتسمين رغيف عمركِ في كل يدٍ ممدودة؛ وعيون مشهودة للصغير والكبير؟!

فذاك يتوارى بكلامه المتعب بالشكوى، وتلك التي نذرت عمرها بالحنين، وابتسامتكِ تُلون لنا عناوين الرضا بالكلام!

أُماه:

ما زالت صرخات الطين تعتصر صوت القراح فوق قبركِ، وكأن منادياً يتوجس خلف خطاه نحو الكفن:

أيش ألف ألفين يا يمه إلشْ

أنتِ خيمتنه وكل مالي إلشْ

ولقمة التنور محسوبه إلشْ

وما أحد ينكر وعينه امدللـه


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل القرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/04



كتابة تعليق لموضوع : رثاء الأبجدية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net