مياه أنابيب الصرف الصحي الثقيلة تتزاحم على نهري دجلة والفرات


تتزاحم مياه أنابيب الصرف الصحي الثقيلة على نهري دجلة والفرات، وروافدهما في معظم المحافظات العراقية، وهو ما يتسبب بتلوث بيئي كارثي، فيما أعلنت الحكومة العراقية، عن إجراءات جديدة لمعالجة المعضلة.

وتعد العاصمة بغداد مصدر التلوث الأكبر لمياه دجلة، إذ توجد بها 18 محطة للصرف الصحي تصب مياهها دون معالجة في مجرى النهر بمعدل 700 ألف متر مكعب في اليوم، بينما تقوم المحطات بضخ مياه النهر إلى أحياء سكنية.

وهذا التلوث ليس وليد اليوم، لكن ما حصل هو تزايد نسبته، في ظل الاكتظاظ السكاني الذي تعاني منه بغداد، فضلا عن تعاظم تأثيره بسبب أزمة المياه التي يشهدها العراق، حيث قطعت إيران طوال الشهور الماضية معظم الأنهار المتدفقة من أراضيها نحو البلاد، الأمر الذي تسبب بجفاف شديد، رغم أن قرابة 40 نهرا متدفقا من إيران نحو العراق، هي أنهار دولية عابرة للحدود.

كما تراجعت كميات الماء المتدفقة من نهري دجلة والفرات وفروعها من تركيا، على مدار الأشهر الماضية، وهو ما دق ناقوس الخطر.

معالجة مياه الصرف الصحي واستخدامها
وفي مسعى لمواجهة التلوث البيئي، أعلنت وزارة البيئة، تقديم مقترح لتقليل تلوث المياه ومعالجة التصحر في آن واحد.

وقال مدير عام الدائرة الفنية في الوزارة عيسى الفياض، في تصريح متلفز، إن “السبب الرئيس وراء تلوث المياه هو أن معظم مياه الصرف الصحي تصب في الأنهار من دون معالجة”.

مشيرا إلى أن “طاقة محطات الصرف الصحي في بغداد مصممة لثلاثة ملايين نسمة فقط، لكن اليوم هناك 8 ملايين نسمة”.

وحذر من “ارتفاع تلوث المياه في الأنهار مع انخفاض المناسيب”، لافتا إلى “تقديم مقترح وهو معالجة مياه الصرف الصحي واستخدامها في سقي الأشجار المثمرة، وبالتالي التقليل من تلوث المياه، ومعالجة التصحر والعواصف الترابية في آن واحد”.

ولم تحظ البنية التحتية للعاصمة بغداد، على مدار العقود الماضية، بإعادة تأهيل أو تجديد، بفعل 13 عاما من الحصار الذي فرض في العام 1991، واجتياح داعش للبلاد، ما جعل ملف الصرف الصحي معقدا، في ظل غياب الإجراء الصحيح لمعالجته.

كما تمثل المخلفات الطبية، والمشاريع الصناعية في بغداد تلويثا لمياه دجلة، هذا إلى جانب شركات الصناعات الفولاذية، والمصافي النفطية، وغيرها.

وقال مسؤول في وزارة البيئة رفض الكشف عن اسمه، إن “مؤشر التلوث في نهري دجلة والفرات، يرتفع يوما بعد آخر، فمن دخولهما إلى العراق، تبدأ المصبات الفرعية، بضخ المياه الملوثة، التي تحمل سموما، سواءً طبية أو صناعية، وصولا إلى جثث قتلى تنظيم داعش في محافظة نينوى، بعد عمليات التحرير، وهو ما يجعل محطات التصفية بالفعل غير قادرة على تنقيته بشكل تام، حيث تفتقر للتكنولوجيا المتطورة، والقادرة على معالجة هذا النوع من المياه”.

وأضاف المسؤول، أن “الحكومة الحالية وضعت خطة، جديدة لإنهاء هذا المأزق، يرتكز على توجيه مياه الصرف الصحي، نحو مواقع أخرى، مثل محطات التحلية، التي ستُنشأ، أو نحو الأراضي الزراعية، بما يتلاءم مع وضع العاصمة بغداد، ويحد من تلوث الأنهار، خاصة في ظل حاجة البلاد إلى المياه”.

وأشار إلى أن “المأزق الذي قد يعيق هذه الخطة، هو التلكؤ في إنشاء المشاريع، فهناك آلاف المشاريع في عموم البلاد، بانتظار إقرار الموازنة السنوية، لاستئنافها، فضلا عن مخاطر الفساد المالي والإداري”.

ويعتمد العراق على نهري دجلة والفرات لتلبية جميع احتياجاته المائية تقريبا، حيث ينبع النهران من تركيا ويتدفقان إلى حوض شط العرب في جنوب العراق، وبينما يعبر نهر الفرات سوريا والعراق، يتدفق نهر دجلة من تركيا إلى العراق، مباشرة.

ويرى الخبير في الشأن الاقتصادي سرمد الشمري، أن “إنهاء تلوث الأنهار بحاجة إلى مشروعات اقتصادية ناجحة، تهدف إلى الاستفادة القصوى من المياه الثقيلة، كما يحصل في كثير من دول العالم، لكن المأزق أن العراق يفتقر لأي مشروع من هذا النوع، ويعتمد على محطات التحلية البسيطة فقط، وهذا يعود إلى التكلفة العالية لهذا النموذج من المحطات”.

ولفت الشمري، إلى أن “الأموال التي تدفقت إلى العراق، خلال الأشهر الأخيرة من مبيعات النفط، يجب أن يُوجه جزء منها إلى مشروعات محطات المعالجة، وهناك دراسات جدوى معدة لدى الحكومة العراقية، لكنها تنتظر إقرار الموازنة”.

وازدادت مشكلة التلوث، مع تزايد إنشاء الأحياء السكنية العشوائية، في أغلب محافظات العراق، فالبناء خارج التخطيط البلدي ومن دون شبكات صرف صحي جديدة، زاد الضغط على الشبكات القديمة المتهالكة.

المصدر: الفرات نيوز


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/05



كتابة تعليق لموضوع : مياه أنابيب الصرف الصحي الثقيلة تتزاحم على نهري دجلة والفرات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net