اللغط يثار مجددًا بشأن العيادات الوهمية في العراق
مجددا، يثار اللغط بشأن العيادات “الوهمية” في العراق، والتي يعمل فيها أشخاص غير مجازين أو ينتحلون صفة طبيب، خاصة بعد اعتراض نقابة أطباء البصرة على حملة تفتيش نفذت مؤخرا، وفيما أكدت الجهات المسؤولة “قانونية” الحملة، كشفت مصادر عن اعتقال عشرات المنتحلين لصفة طبيب خلال الشهرين الماضيين.
ويقول المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر إن “الوزارة والقوات الأمنية ونقابة الأطباء كلها يحق لها متابعة ومحاسبة من ينتحل صفة طبيب”.
ويشير البدر إلى أن “وزارة الصحة تقوم بعمليات تفتيش ومتابعة مستمرة لضبط الأطباء المزيفين وإحالتهم إلى الجهات القضائية لمحاكمتهم”.
وكان نقيب أطباء البصرة وسام محمد، هاجم في بيان له أمس الثلاثاء، حملة تفتيش نفذتها القوات الأمنية استهدفت عيادات الأطباء، وبحسب بيانه فأن الحملة جرت من دون وجود أمر قضائي، عادا الأمر مخالفة صريحة لا تستند الى أي نص قانوني، مطالبا بفتح تحقيق، لأن ما جرى سيرهب الأطباء، حسب وصفه.
وبحسب آخر إحصائية لنقابة الأطباء العراقيين، تم رصد 192 مركزا للتجميل، وضبط نحو 15 طبيبا تجاوزوا الاختصاص، بالتعاون مع مديرية الجريمة المنظمة.
وتزايدت في الآونة الأخيرة أعداد مراكز وعيادات التجميل الطبية والعيادات الوهمية وغير المجازة والمخالفة للشروط والضوابط الصحية الصادرة عن نقابة الأطباء ووزارة الصحة، من ناحية عدم تجديد إجازة ممارسة المهنة لأصحاب مراكز التجميل، وعدم إخضاع مزاولي مهنة التجميل إلى التدريب في معهد معترف به دوليا للحصول على شهادة معتمدة.
وكان العراق قد تحول إلى وجهة للعديد من الأطباء السوريين واللبنانيين، وخاصة في محافظة ذي قار، التي استقدمت مئات الأطباء السوريين في عام 2013، وبقي ملفهم شائكا لغاية اليوم، حيث لم يحصلوا على إجازة لممارسة المهنة.
وكانت محافظة ذي قار قد رفضت عمل هؤلاء الأطباء في عام 2017، بشكل رسمي، بعد أن كان الاتفاق أن يعملوا براتب قدره 4 آلاف دولار شهريا، ما دفع الأطباء إلى العمل في المنطقة الجنوبية من دون تراخيص رسمية.
إلى ذلك، كشف مصدر في أمني أن “القوات الأمنية تقوم بواسطة أجهزتها الاستخبارية بعمليات تتبع ومراقبة مستمرة للأشخاص الذين ينتحلون صفة طبيب، وهذا من ضمن واجباتها”.
ويؤكد أنه “جرى إلقاء القبض على عشرات منهم خلال الشهرين الماضيين”.
ومن أبرز عمليات الضبط للأطباء الوهميين، هو ما جرى في مطلع العام الحالي، حيث اعتقلت القوات الأمنية امرأة انتحلت صفة طبيبة في مدينة الطب بالعاصمة بغداد، بعد ورود شكوى ضدها من قبل ذوي مريض توفي.
وتنتشر في العراق أيضا صيدليات ومختبرات تحليل وهمية، وغالبا ما يتم إلقاء القبض على أصحابها، نتيجة لجولات التفتيش من قبل القوات الأمنية.
من جانبه، يوضح الخبير القانوني أحمد العبادي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “موضوع الأطباء المزيفين يدخل ضمن باب انتحال الصفة وفق قرار مجلس الثورة المنحل رقم 160”.
ويبين العبادي أن “عقوبة منتحل الصفة السجن 5 سنوات فما فوق، ويحق لكل الجهات الأمنية أن تحاسب الأطباء المزيفين لأن الأمر لا يتعلق بنقابة الأطباء أو وزارة الصحة بل بسلامة المواطنين”.
وتذكر نقابة الأطباء في تقارير سابقة أن أعداد مراكز وعيادات التجميل الطبية والعيادات الوهمية وغير المجازة و المخالفة للشروط والضوابط الصحية الصادرة عن النقابة ووزارة الصحة تزايدت في الآونة الأخيرة.
وتفتقر تلك المراكز والعيادات إلى وجود كوادر طبية متخصصة وتستخدم عمالة من غير ذوي المهن الصحية والطبية وتمارس تداخلات طبية غير مرخصة وخارج السياقات الطبية المعتمدة، ما يؤدي إلى تضرر عدد من المواطنين والمواطنات وزيادة الشكاوى في هذا المجال، وفقا للنقابة.
وفي أكثر من مناسبة، دعت النقابة الجهات ذات العلاقة إلى التعامل مع موضوع العيادات الوهمية بجدية وإيلائه اهتماما بالغا لأنه يمس حياة المواطنين
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat