صفحة الكاتب : زينب العارضي

ترى هل نحبه؟!
زينب العارضي

 عندما نتأمل في الآيات والروايات نجد أنها مليئة بذكر حب الله تعالى وبيان أهله؛ وما ذلك إلا لأن المحبة شأن قلبي، ومن السهل ادعاؤها لأنها أمر خفي، ومن هنا وجب على المرء أن لا يغتر بنفسه وتلبيس إبليسه، ولا يتوهم أنه من أهل الحب الإلهي، مالم يمتحن نفسه بالعلامات ويطالبها بالبراهين التي تثبت صدقه بشكل جلي.

فالمحبة لله تعالى أشبه بشجرة بهية ذات جذور قوية، وأغصان متدلية بثمار زكية، فنحن وإن كنا لا نرى جذرها، لكننا بلا شك نرى الدال عليه وهو ثمرها، وهكذا هو حب المولى سبحانه، شعور داخلي محله القلب لكن آثاره تدل على وجوده وتبرهن على صدق المرء في حبه وإيمانه، وهنا يأتي السؤال: ترى ما هي هذه العلامات؟ وكيف نبرهن من خلالها على حبنا لرب الكائنات؟
فنقول: هي كثيرة حفلت بها الآيات والروايات ومن أبرزها:
١)  تقديم حبه تعالى: فمن عمر قلبه بحبه سبحانه، لن يُقَدِم عليه أي أحد مهما كان قربه ومكانه، يقول تعالى في التحذير من هذا الأمر وبيانه:"قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ..."، وعن الامام الصادق عليه السلام: « لا يمحض رجل الإيمان بالله حتى يكون الله أحب إليه من نفسه وأبيه وأمه وولده وأهلـه ومن الناس كلهـم».
٢) الطاعة: فمن يدعي المحبة له عليه أن يثبت ذلك من خلال طاعته وإتباع ما جاء به نبيه، يقول عز وجل في كتابه: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ....".
٣) الذكر الدائم: فالمحب الصادق في حبه لا يفتر عن ذكر محبوبه، يرافقه في خلواته، ويستأنس بذكره في كل حالاته، يقول الإمام عليّ (عليه السّلام) : "مَن أحَبَّ شَيئاً لَهِجَ بِذِكرِهِ".
٤) حب عباده الصالحين: فعندما يصف المولى من يحبه في كتابه يقول: "يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين"وعن الإمام الباقر (عليه السلام) : "إذا أردت أن تعلم أنّ فيك خيراً فانظر إلى قلبك، فإن كان يحبّ أهلَ طاعة الله عزّ وجلّ، ويبغض أهل معصيته، ففيك خيرٌ والله يحبّك".
٥) حب لقائه: فالموت بالنسبة للمحبين الصادقين قنطرة يعبرون من خلالها إلى عالم القرب والأنس برب العالمين، فيحبونه لأنه يعجل لهم الوصال بمحبوبهم وإلى هذا يشير الإمام الحسين عليه السلام بقوله: "مَا الْمَوْتُ إِلَّا قَنْطَرَةٌ يَعْبُرُ بِكُمْ عَنِ الْبُؤْسِ وَ الضَّرَّاءِ إِلَى الْجِنَانِ الْوَاسِطَةِ وَ النَّعِيمِ الدَّائِمَةِ، فَأَيُّكُمْ يَكْرَهُ أَنْ يَنْتَقِلَ مِنْ سِجْنٍ إِلَى قَصْرٍ"، فمن أحبه رغب في سرعة اللحاق به، وأخذه الشوق إلى محضره، وإن أراد البقاء في دنياه إنما ليتزود ويتهيأ للقائه؛ ليكون لائقا للتشرف بالمثول بين يديه، ونيل الحظوة لديه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زينب العارضي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/07



كتابة تعليق لموضوع : ترى هل نحبه؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net