صفحة الكاتب : حوراء ناصر الحسيني

الفوز بلقب مسلم
حوراء ناصر الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كنا أطفالاً، ونعشق الأبطال؛ لأنهم أبطال يقدمون ما يملكون من فن وقوة وحياة، إلا اننا كنا نحب هذا البطل بإيمان وعشق الايمان اعمق اثراً، نتسابق مع خطواتنا لنصل الى التلفزيون لنرى جولاته التي كانت تنقل مباشرة للشعب العربي بل للمسلمين كافة، والمنصفون ومحبو الصفاء يهتفون باسمه، ويتابعون مبارياته بشغف ويدعون الله بالنصر له لا ادري لِمَ كنت اراه مقدساً نصرته دين؛ لأنه نصر الدين والإسلام ونصر ولاية علي بن ابي طالب (عليه السلام).
 كيف ارتبط اسم الملاكم كاسيوس ماركوس كلاي باسم محمد علي هذا الرجل الذي ولد في مدينة ليفل كنتاكي عام 1942م تعرض كلاي الى السرقة في طفولته وهو ابن اثنتي عشرة عاماً دافع عن نفسه بقوة، اعجب به شرطي كان ينظر الى المشهد وهو مدرب للملاكمة، فأعجب به وأخذه الى حلبات الملاكمة ليربح معه جائزة القفاز الذهبية في عام 1952م للوزن الخفيف، وفي عام 1960م غادر مع الفريق الأولمبي الأمريكي الى روما ليشارك في الأولمبياد حيث استطاع الفوز على البولندي بيتر زاكوفسكي.
كنا نحب كلاي لانتمائه الينا كان يتراقص في الحلبة فتتراقص قلوبنا معه، كان لا يكفيه النزال على الحلبة والتحدي بل كان يبحث عن الروح عن الله سبحانه وتعالى عن الحقيقة التي تينع بالصفاء، فانضم الى المسلمين السود تحت راية امة الإسلام، احترف الملاكمة ورفع راية اسمه الجديد محمد علي كلاي، وانتصر على بطل العالم سوني ليستون ليصبح بطل العالم في الملاكمة.
 الإسلام ليس هوية أحوال مدنية وانما هو الصدق والظفر الروحي الذي يرفض الظلمة فوقف محمد علي كلاي امام العالم كله بوجه الحرب الامريكية على فيتنام، رفض الالتحاق بالجيش الأمريكي للحرب واعتقل بتهمة الخيانة، وكاد ان يجرد من لقبه ورخصة ممارسة الملاكمة، وحكم بالسجن لمدة خمس سنوات، ولم يعد بمقدوره ممارسة الملاكمة.
اللغة هي المحبة يا كلاي، كانت تحاكي نبضات القلوب، أتدري وحّد حبك العالم فصرنا نتتبع اخبارك؛ لأنك وطن وانتماء.
عاد هذا البطل الى الحلبة وفاز على جير كاري، وعادت الفرحة الى الحلبة لكن خسارته على يد جو فريزر بنزال سُمّي بنزال القرن، قاتلا بقوة وإصرار كبيرين، وكانت هذه الخسارة بعد 31 فوزاً، ومع كل هذا الألم حمل كلاي اسم محمد وعلي ثانية، ليتحدى كل من حاول ابعاده عن لقب البطولة كيدا بهذا الانتماء، تحدى وفاز على فريزر عام 1974م.
بطل محمد علي لا يعرف اليأس وكيف ييأس من معه محمد (ص) ومع علي امير المؤمنين وقلوب الملايين تنبض عشقا وايمانا، ادركت وانا طفل ان الهوية ايمان اعطني يديك لأقوم يا علي، واعدوا له بطلاً لا يُهزم اسمه جورج نورمان سمي هذا القتال (صخب الغابة) بدأ علي النزال وكأنه خائر القوى، فاشتد خوفنا عليه، لكنه استطاع ان يقوم بأداء اسطوري ليهزم خصمه فورمان بالضربة القاضية، ويعود ليهزم خصمه فريزر عام 1975، حتى وان خسر لقبه امام ليون سينكس عام 1978 استطاع بحب من امن بنبوته وامامته وقلوب من احبهم واحبوه ليلحق الهزيمة ويحصل على لقب الوزن الثقيل لثلاث مرات.
 كان كلاي امة وهكذا خط اسم قلبه بطلا بقي يقاتل وفي عام 1981م اعلن اعتزاله بعد خسارته هذه الملاكمة، لكنها ليست حال الايمان الذي شمخ به ليكون شعلة تتوقد بالمحبة والسلام، وحين شيدوا له متحفا لتكريم إنجازاته قال: اردت منكم شيئا اكبر من بناء يحتوي مذكراتي، اريد مكانا يستطيع ان يلهم الناس؛ ليكونوا احسن ما يستطيعون ويشجعهم على احترام بعضهم البعض، ورحل في عام 2016م الى ربّ جليل يحمل راية محمد علي واسلامه الذي يعده ارقى لقب رفعته الحلبات، ففاز بلقب مسلم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حوراء ناصر الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/11



كتابة تعليق لموضوع : الفوز بلقب مسلم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net