صفحة الكاتب : يحيى غازي الاميري

التناصّ بين القرآن الكريم ومستندات واقعة كربلاء ( ٢ )
يحيى غازي الاميري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

المحور الأول : تناصّ شخصيّة الإمام الحسين وما يصدر عنها مع القرآن الكريم

إسناد واقعة كربلاء الى القرآن الكريم هو جزء من عقيدة إسلامية ثابتة مفادها أن العترة الطاهرة هم عدل القرآن وثقله وأنهم القرآن الناطق ، سُئِلَ أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) - عن - ( إني مُخلّفُ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ) ، مَن العترة ..؟ فقال : ( أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم لايُفارقون كتاب الله ولايُفارقهم حتى يردا على رسول الله حوضه ) . كمال الدين للصدوق : ص٢٤٠ . ومن كلامٍ له عليه السلام ايضاً : أنَا كَلامُ اللّه ِ النّاطِقُ .

فهذه قاعدة وعقيدة تعمّ شخصيات جميع الائمة وتشمل كلَّ ما يصدر عنهم من قولٍ او فعلٍ او تقرير ، ولو أردنا أن نضعها ضمن القياس المنطقي لاستطعنا ان نقول هكذا :

( صغرى ) هذا قول او فعل او تقرير الإمام

( كبرى ) الإمام هو القرآن الناطق

( النتيجة ) هذا قول وفعل وتقرير القرآن 

ويعترض بعض المؤمنين على القول بأن القرآن الكريم هو الثقل الأكبر والعترة الثقل الأصغر ويريدون العكس ، ومن اللطيف ان نفهم الأصغرية هنا من فهم القياس المنطقي ، وهو أن ما يصدر عنهم عليهم السلام عبارة عن تجسيد للقرآن الكريم وترجمة خارجية لألفاظه ومعانيه ، في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خطب النبي صلى الله عليه وآله بمنى فقال : أيها الناس ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله . ج١ ص٦٩ ، فيقع القرآن في كبرى القياس وأفعال وأقوال المعصوم في صغراه .. 

فكربلاء هي أعظم سورة في كتاب الله الناطق تلاها ابو عبدالله بجهاده وشهادته صلوات الله وسلامه عليه (  وتلوت الكتاب حق تلاوته ) - في كربلاء - .

وهذا ما نقرُّ به عندما نزور الإمام الحسين عليه السلام في الأوّل من رجب والنصف من شعبان ونخاطبهُ ( السلام عليك يا خازن الكتاب المسطور ، السلام عليك يا وارث التوراة والانجيل والزبور ، السلام عليك يا شريك القرآن ) ، وفي يوم عرفة ( وأصبح كتاب الله بفقدك مهجورا )  . فهذا أعلى مستوى من التناصّ حيث يصل الى مستوى التطابق وليس مجرد التفاعل والاشتراك الجزئي بين نصّين ..!

وكما ان القرآن حاضراً في الامام الحسين وما يصدر عنه ، فكذلك نجد حضوره عليه السلام وكربلائهِ في النصّ القرآني ، فقد ورد في تفسير حروف ( كهيعص )  أن : الكاف اسم كربلا ، والهاء هلاك العترة ، والياء يزيد وهو ظالم الحسين عليه السلام ، والعين عطشه ، والصاد صبره .. ( راجع بحار الانوار ، ج١٤ ص ١٧٨ ) .

وفي تفسير العياشي : عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : نزلت هذه الآية في الحسين ( عليه السلام) { وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ-قاتل الحسين(عليه السلام)- إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا } قال : الحسين ( عليه السلام ) . وفي كامل الزيارات : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد وابن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد الله (عليه السلام ) في قول الله (عزّ وجلّ) : { وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ} ، قال : نزلت في الحسين بن علي ( عليهما السلام ) . وفي الكافي : علي بن محمد رفعه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله ( عزّ وجلّ ) : { فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم } قال : « حسب [ أي نبي الله إبراهيم ( عليه السلام ) ] فرأى ما يحل بالحسين ( عليه السلام ) ، فقال : إني سقيم لما يحل بالحسين ( عليه السلام ) .

وكذا نجد أبا عبدالله حاضراً في كتاب الله بما لا يختلف عليه مسلم ، فهو أحد شخوص آية المباهلة ، وآية المودّة ، وآية التطهير وآية الأبرار  ، بل نجد أن الإمام الحسين عليه السلام تُنسب له سورة كاملة وكما ورد عن الامام الصادق (ع) : ( اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة الحسين عليه السلام ) ، ويقول عليه السلام : ( من قرأها كان مع الحسين عليه السلام يوم القيامة في درجته من الجنة ) وغيرها من الآيات والروايات المفسرة والمؤولة بالإمام الحسين عليه السلام .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غازي الاميري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/31



كتابة تعليق لموضوع : التناصّ بين القرآن الكريم ومستندات واقعة كربلاء ( ٢ )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net