صفحة الكاتب : عون الربيعي

إستجواب الأديب والبرلمان وحذاء خوروتشوف ؟
عون الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رُبّما يكون الحديث عن معالي السيّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ أبو بلال الأديب حديث ذو شجون، فهذا الرجل ومنذ ان تقلد أمور الوزارة عمل بخط مواز للمالكي مستفيداً من عرض رئيس الحكومة الطامح لكسبه وتقليل اعتراضاته المتكررة على السياسة التي يسير بها الأمور وليس خفياً أنّ الأديب أندمج في تقمص شخصيته الجديدة واحب هذا الدور وأخذ يتصرف كيفما يشاء ويقرر دون أنّ تكون هناك أدنى محاسبة أو إستيقاف فقررات الأجتثاث الإنتقائية التي طبقها في وزارته تشمل فقط من لايدينون بالولاء لقيادته الحكيمة، بينما أُعيد المئات من البعثيين للخدمة فقط لأنهم مروا عبر بوابة سين أو صاد من المقربين من حاشية السيّد الوزير المحترم، كما لايخفى على احد عشرات أوامر التعيين لأشخاص ساعدوا وتملقوا الوزير في المضي بسياسته الجديدة، فيما يصربعض المقربين من السيد الاديب على تفسير القوانين ومواد الدستور على هواهم ومع امتناع السيد الوزير مؤخراً من الحضور الى قبة البرلمان للرد على استجواب مفترض قدمه خريج مدرسة البعث العراقي حيدر الملا الذي تمادى كعادته عبر تصعيد خطابه الإعلامي وعباراته غير اللائقة التي باتت لاتطاق في مشهد يعكس الفوضى التي تعم الدّولة والتي تنم عن عدم احترام الاديب للآليات الدستورية ومضي الملا في استعراض عضلاته أمام وسائل الاعلام وتصوير القضية على انها كسر إرادات أو (كسر خشوم ) بحسب التعبير الدارج، وهنا لابُدَّ ان يفهم الطرفان ان ما يثيرانه من أمور ومسائل لاتهم المواطن ولاتشكل له أيّ تحول، كما أنّ التعامل بهذه الطريقة سيشجع وزراء آخرين يفترض ثبات حالات التجاوز والفساد في وزارتهم وادائهم إلى الأستقواء بكتلهم وبعض الثغرات لأثبات مشروعية افعالهم مستقبلاً، فإذا كان السيّد الوزير محقاً ونزيهاً فلماذا لاينهي القضيّة ويحضر للبرلمان كما ان على الملا أنّ يُدرك ان سلوك التمترس خلف رفض الحكومة لطلبات نواب العراقية التي يدعي انها صاحبة الحق الضائع كلام فارغ لايمكن التعامل معه بأي حالٍ من الاحوال، ولابُدّ من أن تسمى الأمور بمسمياتها وتكون الجدية والبحث عن المصلحة العليا للبلاد وأبناء الشعب هي الفيصل والأساس الذي ينطلق منه أصحاب نظرية ممثلي وخدام الشعب وهم ليسوا أهلاً لذلك مادامت المسائل تدار بنفس الأنا وغيري فلا، عموما ان امتناع معالي الوزير السيد علي الاديب عن الحضور جلسة استجواب مجلس النواب واصراره على عدم مشروعية هذا الاستجواب وعدم استكماله للجنبة القانونية لابد ان يحسم وتحدد الجهات القانونية حصراً صحة هذا الاستجواب من عدمه اما ان يقول الوزير او النائب عن كتلته ان هذا يجوز او لايجوز فهذا أمر آخر لابُدَّ من إعادة النظر فيه من قبل الهيئة الرئاسية لمجلس النواب وكفانا فوضى وتراجعاً فبيت الشعب او هكذا يطلق عليه في أغلب دول العالم لابُدَّ أنّ تصان حرمته لئلا نتفاجىء بحذاء خروتشوف جديد يرفع مرة أخرى أمام كاميرات التلفزة وعلى مرأى ومسمع من العالم، كل العالم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عون الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/10



كتابة تعليق لموضوع : إستجواب الأديب والبرلمان وحذاء خوروتشوف ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net