الهجرة تسعى إلى انهاء ملف النزوح بشكل نهائي

تسعى وزارة الهجرة والمهجرين إلى انهاء ملف النزوح بشكل نهائي رغم التحديات التي تواجه هذا الملف الهام، فيما تعتزم نقل 500 أسرة من مخيم الهول إلى الجدعة خلال العام الحالي.

وأضطر أكثر من 5 ملايين شخص للنزوح وترك منازلهم في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار وديالى وأطراف بغداد وأجزاء من محافظة بابل، بعد منتصف عام 2014 عقب توسع سيطرة عصابات داعش على مناطق البلاد المختلفة.

ويقول المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين علي جهانكير، إن “مجلس النواب خصص جزء من مبالغ قانون الأمن الغذائي، لإغاثة النازحين حتى نهاية العام الحالي”.

وأضاف، أن “هناك 28 مخيماً في إقليم كردستان، تضم 37 ألف عائلة نازحة”، مشيرا الى انه “كان من المقرر نقل 500 عائلة من مخيم الهول هذا العام على شكل وجبات، بالتعاون مع مستشارية الأمن القومي والأجهزة الأمنية كافة”.

ولفت جهانكير إلى، أنه “تمت المباشرة بنقل الوجبة الأولى من نازحي مخيم الهول الذي يبلغ عددهم نحو 153 عائلة”، مستدركا “أما الوجبة الثانية فستشمل نقل نحو 150 عائلة خلال الأيام المقبلة، أما المتبقون من العدد المقرر الـ 500، سينقلون جميعاً حتى نهاية العام الحالي”.

يشار إلى أن مخيم الهول شهد مقتل 3 أشخاص داخل المخيم، خلال شهر تموز الماضي، وبذلك بلغ تعداد المقتولين داخل المخيم منذ بداية 2022، 27 شخصاً، 6 منهم عراقيين، بينهم امرأتان.

وبين، أن “الجدول الزمني لنقل نازحي مخيم الهول إلى مخيم الجدعة يعتمد على الكثير من الأمور منها وضع الجانب السوري، إضافة إلى استعدادات الجانب العراقي”.

وشدد جهانكير، على أن “نقل نازحي الهول لمخيم الجدعة سيكون لمدة تتراوح من 4 إلى 6 أشهر، والغاية منها تأهيلهم وتدقيق بياناتهم امنياً والتحقيق من وضعهم النفسي والاجتماعي”.

وأكد، أن “النازحين مدققة بياناتهم وليس لديهم أية شبهات، ولكنهم عاشوا بالمخيم لفترة من الزمن، لذلك هناك خشية من تأثرهم بأفكار التطرف الداعشي”.

بدورها، تقول العضو السابق في مفوضية حقوق الإنسان والناشطة النسوية، فاتن الحلفي إن “النازحين متواجدين تحت حماية حكومة الاقليم”، مبينة ان “جميع الخدمات متوفرة لهم، وأفضل من تلك المتواجدة في مناطقهم السابقة”.

وأضافت، ان “مخيمات اقليم كردستان أفضل من مخيمات المحافظات الاخرى”، مشيرا الى ان “اغلب النازحين ترفض العودة الى مناطقهم الاصلية لأسباب عديدة ومختلفة”.

واشارت الحلفي الى أن “عمليات العودة الطوعية للنازحين مستمرة من خلال التنسيق مع جميع الجهات ذات العلاقة”، لافتة إلى ان “النازحين يواجهون مشكلات أكبر عند عودتهم الى ديارهم، فالمشكلة ليست بإنهاء المخيمات كما يتصور البعض”.

وأوضحت، أن “العائدين يجدون دورهم قد هدمت ومناطقهم بلا خدمات، مثل الكهرباء والمياه وغيرها، ويعانون من البطالة وعدم توفير فرص عمل، اضافة الى وجود ثأرات وخلافات عشائرية في المناطق الأصلية”.

وعقب إعلان الحكومة أواخر 2017، هزيمة داعش، عاد الكثير من النازحين إلى ديارهم، لكن لا يزال الكثير غير قادرين على العودة لمناطقهم الأصلية نتيجة تدمير منازلهم خلال الحرب، فضلاً عن عدم توفر البنى التحتية الأساسية للخدمات وعدم استقرار الوضع الأمني.

إعادة أسر جديدة من مخيم الهول

هذا وقد أعلنت وزارة الهجرة العراقية، الأربعاء، عن قرب عودة 150 أسرة عراقية نازحة موجودة في مخيم الهول السوري، الذي تديره مليشيا قوات سورية الديموقراطية (قسد)، بمحافظة الحسكة، شمال شرقي سورية.

وهذه الدفعة الخامسة التي يستعد العراق لإعادتها، بعد تأهيل 603 عائلات كان قد جرى نقلها إلى معسكر نزوح مغلق جنوبي مدينة الموصل وإخضاعها إلى برامج تأهيل نفسية واجتماعية بإشراف الأمم المتحدة.

وقال المستشار في ديوان محافظة نينوى، محمد الجبوري، لـ”العربي الجديد”، إن جميع الأسر العائدة يتم نقلها إلى مخيم الجدعة الواقع على بعد نحو 20 كيلومتراً جنوبي الموصل، وهناك يخضعون لعدة برامج تأهيل تستمر عدة أشهر.

وأضاف الجبوري أن “غالبية العائدين من النساء والأطفال، لذلك هناك برنامج بدعم الأمم المتحدة لتعويض الأطفال عما فاتهم من تعليم وكذلك النساء في دورات وورش تأهيل وإعادة توضيح مفاهيم كثيرة اختلطت عليهم بسبب حقبة داعش ووجودهم بتلك المعسكرات”، مشدداً على أن جميع العائدين لديهم موقف أمني سليم وغير مطلوبين للقضاء و”يمكن اعتبار وجودهم في مخيم الهول السوري بالحظ العاثر”.

وقال المتحدث باسم وزارة الهجرة العراقية، علي عباس، الأربعاء، في تصريحات للصحافيين بمدينة أربيل إن “لجنة تذهب إلى مخيم الهول السوري قبل كل وجبة، تبقى حوالي 10 أيام إلى 15 يوماً”، مضيفاً أن “العوائل التي ترغب بالعودة إلى العراق، تجرى مقابلة معهم وتسجلهم اللجنة، وبعدها تأتي بهم إلى العراق، ومن ثم يجلبون تدقيقاً أمنياً”.

وبحسب عباس فإن اللجنة المعنية بإعادة العراقيين من سورية تتشكل من عدة جهات أمنية وحكومية، وتذهب الى مخيم الهول لتقابل العوائل التي ترغب بالعودة ويتم تحديد عددهم ليتم نقلهم، مضيفاً أن كل دفعة تبلغ 150 عائلة وهي تشكل ما بين 650-700 شخص، يحتاجون إلى ترتيبات من نقل وتأمين الغذاء والخيام.

بحسب المتحدث باسم وزارة الهجرة علي عباس، فإن الدفعة الجديدة التي من المقرر أن تصل خلال اليومين المقبلين “تضم مرضى وكبار السن، لأنه بدأت هناك حالات وفاة بسبب الأمراض المزمنة، فصار التوجه بأن يتم نقل هؤلاء، وستكون هناك سيارات إسعاف مرافقة للباصات”.

وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أعلنت في 11 أيار/ مايو الماضي، إعادة 500 عائلة عراقية من مخيم الهول السوريّ إلى مُخيم الجدعة في محافظة نينوى جنوبي الموصل، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

ويأتي الإعلان العراقي بعد أسابيع قليلة من اجتماع لمستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، بحث فيه ملف مخيم الهول السوري، وبحسب بيان رسمي عراقي صدر عن الحكومة فإن الأعرجي شدد على “أهمية أن يأخذ المجتمع الدولي دوره في إنهاء ملف مخيم الهول، لما يمثله بقاء هذا المخيم من خطر حقيقي على العراق والمنطقة، مؤكداً تعاون العراق مع المجتمع الدولي، لإنهاء هذا الملف”.

وسبق لمدير دائرة الهجرة في محافظة نينوى، خالد عبد الكريم إسماعيل، تأكيده في تصريحات لمحطة تلفزيون عراقية محلية، استقبال 5 دفعات لأسر عائدة من مخيم الهول، بما يعادل 660 عائلة عراقية، في مركز الجدعة، مضيفاً أن أولئك الأفراد دخلوا في مراحل تأهيلية بالمركز.

وأوضح إسماعيل أن غالبية العوائل المقيمة في المركز هي من تلك المحافظات التي سيطر عليها تنظيم داعش.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/11



كتابة تعليق لموضوع : الهجرة تسعى إلى انهاء ملف النزوح بشكل نهائي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net