صفحة الكاتب : حسن الحضري

بين الصِّراع العلمي والغزو الفكري
حسن الحضري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   مما لا ينكره أحد أنه لا يمكن لأمَّةٍ أن تتقدم وترتقي أو تحتفظ بمكانتها بغير العلم، لذلك كانت أولى آيات القرآن الكريم نزولًا على النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- هي قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 1- 5]، فتَبيَّن بذلك أن سبيل نهضة هذه الأمَّة ورفعتها وصدارتها بين الأمم؛ هو العلم، الذي يبدأ بمعرفة الخالق سبحانه وتعالى، ثم يمتد إلى سائر العلوم الدِّينية والدُّنيوية، ولذلك اختصَّ الله تعالى العلماء بالفضل فقال: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 9]، والاستفهام هنا استنكاري يفيد أن الإجابة بالنفي؛ إذْ لا يستوي من يعلم ومن لا يعلم؛ فالعلماء أعلى وأرفع منزلة كما بيَّن الله تعالى بقوله (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة: 11].   

 وفي قصة سليمان -عليه السَّلام- حين طلب عرشَ بلقيس كما بيَّن لنا القرآن الكريم: (أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) [النمل: 38] روى ابن جرير [ت: 310هـ]([1]) في تفسيره؛ أنَّه طلب ذلك «حتى يعاتبها، وكان الملوك يتعاتبون بالعلم»([2]).

 وقديمًا كانت الأنظمة الحاكمة مهما بلغ طغيانها وجبروتها أو انعزالها عن الدولة؛ تحرص على مكانة العلماء وتسعى إلى استقطابهم؛ لأنها تعلم أنه لا قوة لها ولا بقاء بغير العلم والعلماء، بل كان رؤوس تلك الأنظمة يحرصون على أن تكون لديهم حصيلة علمية يجادلون بها خصومهم في الداخل والخارج، بخلاف عصرنا الحاضر؛ حيث ضاع العلم والعلماء، وأصبحت الأنظمة الحاكمة تخضع لإملاءاتٍ خارجيةٍ تضع في اعتبارها الأول أن تنأى بها عن التفكير في أيَّة نهضة علمية، واستجابة هذه الأنظمة لتلك الإملاءات تدل على أنها أنظمة ضعيفة البنيان، قاصرة الفهم، لا تستطيع أن تدرك الخطر المحدق بها، ولا ميدان التنافس الحقيقي الذي ينبغي أن تتفوق فيه حتى تصنع تاريخها المشرِّف، بدلًا من الاحتماء خلف الاستبداد الذي تحاول أن تواري به عجزها.

 ولم تكن هذه المثالب موجودة في العصور القديمة؛ لأن الأنظمة الحاكمة آنذاك كانت تقوم على قدراتٍ حقيقية، فكان يتوافر لديها -على الأقل- القدرات القتالية والمهارات الحربية، أما الآن فإنها تعتمد على الآلة أكثر من العنصر البشري، وهذه الآلة قد يحسن التعامل معها بعض متوسطي أو منخفضي الذكاء، وحين تحصر هذه الأنظمة قوَّتها في الجانب السياسي أو العسكري فإنها تكتب شهادة وفاتها وتُعفِي التاريخ مِن تذكُّرِها؛ لأن التاريخ لا يتذكر إلا الأقوياء، والنظام السياسي الذي لا يدرك أهمية العلم ولا يحترم العلماء؛ لن يكون رأيه وليد خبراته، وبالتالي فهو نظام هشٌّ، ليس لديه رؤية فكرية أو قدرات علمية تُعِينه في تحقيق ذاته وإثبات وجوده من خلال تحقيق أيَّة نهضة من أي نوعٍ، فهو نظام فاشل حتى في تحقيق نهضةٍ تتعلق بصُنع الآلة الصَّمَّاء التي جاءت به إلى الحكم؛ تلك الآلة التي ربما يحسن استخدامها لكنه لن يحسن تصنيعها إلا بالعلم، والحكومات الأجنبية التي تمدُّه بهذه الأسلحة مقابل المال، لن تمدَّه بالعلم مقابل أي ثمنٍ؛ فهي تريده جاهلًا غاشمًا حتى يظل دميةً صالحة للَّعب من أجل تحقيق أهدافها كيفما كانت.

 ومن أجل ذلك لجأت الدول الاستعمارية، ضمن خطتها المعاصرة في الغزو الفكري والتضليل العلمي والقضاء على أيَّة وسيلة يمكن أن تتاح لتحقيق أيَّة نهضة في العالم العربي والإسلامي؛ لجأتْ إلى اصطناع طبقة من مدَّعي الشهادات والألقاب المزيفة في الدول العربية والإسلامية، وقد نبَّه على هذا المؤامرة بعض المفكرين والكتاب منذ عشرات السنين؛ قال الكاتب الروائي إحسان عبد القدوس [ت: 1990م]([3]): «ولعل موسكو تتعمد توزيع الشهادات على الطلبة الأجانب دون أن يصلوا إلى المستوى العلمي الذي يستحق هذه الشهادة؛ لأنهم لا يريدون أن يصل الأجانب إلى أي مستوى؛ العلم مقصور على أبنائهم وحدهم»([4]).

 وإذا كانت هذه هي الحال منذ أكثر من نصف قرنٍ من الزمان؛ فإنها الآن أشد خطرًا وأوسع انتشارًا، ولا سيَّما أنَّ إدارة هذه المؤامرات لم تعُد قاصرة على دول الاستعمار القديم؛ بل أصبحت بعض بلداننا العربية الشقيقة تمارس هذا العمل الإجرامي تجاه شقيقاتها؛ فنحن نرى بعض الدول العربية ذات المقدَّرات الضخمة تمنح بعض الجاهلين من أبناء شقيقاتها ألقابًا وشهاداتٍ أعلى كثيرًا من إمكاناتهم العلمية، وهي تعلم علم اليقين أن بلادهم ستجعلهم في أرفع المناصب؛ اعتمادًا على تلك الألقاب والشهادات المزيفة التي حصلوا عليها بغير استحقاق، وبهذا تضمن تلك الدول تدمير مؤسسات شقيقاتها (النائمة) التي لا تدرك حقائق الأمور بسبب جهل رؤوس أنظمتها، التي لا تعرف الغثَّ من السَّمين، حتى أصبحت الدول الفقيرة التي لا يهتم حكامها إلا بمصالحهم الشخصية؛ لا تكاد توجد وزارة أو هيئة علمية بها إلا وقد تولَّى رئاستها أحد العملاء الذين تم اصطناعهم وإعدادهم من أجل ذلك، فازدادت هذه الدول تدهورًا وانحطاطًا في جميع مجالات الحياة، مع أنها تكتظ بالعلماء والمفكرين والمبدعين، لكن تمَّ تهميشهم بالتعتيم الإعلامي الذي تستخدمه الدول المتآمرة كخطةٍ موازيةٍ في معترك الصراع العلمي والتضليل الفكري والغزو الثقافي، وقد استطاعت بالخطَّتين معًا أن تصل إلى أهدافها في وقتٍ قياسيٍّ وبنجاحٍ محضٍ لا يشُوبه شيء من الفشل.   

 إنَّ دُوَل الاستعمار القديم يمكن أن تدور الشكوك حول ادِّعاءاتها التي تعلنها في أثناء الصراع العلمي والغزو الفكري الذي تنتهجه ضد الدول العربية والإسلامية، وإن كانت تلك الشكوك لا تعوق تحرُّكها وتوغُّلها في مخطَّطاتها؛ بسبب استسلام قادة هذه الدول، والضعف الفكري الذي يصل إلى حدِّ الجهل، المسيطر على كثيرٍ منهم، لكن حين تأتي تلك الممارسات من قِبَل بعض الدول الشقيقة فإنها تتستَّر خلف وحدة اللُّغة والدِّين والهويَّة، وهو الأمر الذي يحقق لها النجاح بصفة مستمرة في خداع أشقَّائها.

ومعلومٌ أن الجهات التي من شأنها إظهار الجاهل في صورة العالم حتى يتَّبعه العامَّة فيهلكوا جميعًا؛ من  شأنها أيضًا أن تمارس التعتيم الإعلامي ضد العالِم الحقيقي، إضافة إلى ما تمارسه ضده بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشرٍ من تضيِيقٍ في سُبُل العيش؛ حتى ينشغل عن علمه أو يشعر أنَّه أصبح وبالًا عليه، فما يمارَس ضده من جرائم سببها الوحيد عو عِلمه ونبوغه، وحين تُوَجَّه ضدَّه الحرب من أجل ذلك؛ فإن الضرر يقع عليه وحده، وهو لن يستمر في الدفاع عن قضيةٍ يكون نصرُه فيها فائدة لبلاده كلها بينما يقاسي وحده ويلاتها؛ بل ربما يلتفت إلى مصلحته، ويترك تلك الأمور التي تجلب عليه الشر والضرر، ولا سيَّما إذا كان بلده من البلدان التي أصابها الغزو الفكري الذي يهدف إلى تدمير العلم والعلماء.

 والغزو الفكري الذي تمارسه تلك الدول ليس معناه أنها تحاول فرض فكرها الذي تطبِّقه في مجتمعاتها؛ فهي لن تسعى أبدًا إلى تصدير فكرها الخاص الذي هو أداة نهضتها ومصدر عزَّتها؛ لكنها تسعى إلى فرض فكرٍ تخريبيٍّ يتعامل به أبناء المجتمعات المقصودة بذلك الغزو، وربما أوهمت تلك المجتمعات أن ذلك الفكر سرُّ تقدُّمها؛ حتى ينساق الجاهلون وراءها، ويضاف إلى ذلك أيضًا الغزو الثقافي؛ والفارق بينه وبين الغزو الفكري أن الغزو الفكري يكون بنشر الفكر التخريبي الذي ترغب الدول الغازية أن تتعامل به المجتمعات المراد غزوها؛ حتى تقضي تلك المجتمعات بأنفسها على مقدَّراتها ومؤسساتها فتصبح فريسة سهلة بعد ذلك، أما الغزو الثقافي فيكون بنشر ثقافة الدول الغازية داخل المجتمعات المراد غزوها، وبطبيعة الحال فإن هذه الثقافة لن تَصلُح في تلك المجتمعات؛ بسبب اختلاف الهويَّة والحضارة واللغة، فتكون حينئذٍ في حدِّ ذاتها أداةً للهدم.

 ولا يمكن القضاء على الغزو الفكري والثقافي إلا بعد تحقيق النصر في مسألة الصراع العلمي؛ لأن العلم هو طريق الوعي والفكر، وبه يمكن استرداد الهويَّة، ويمكن مواجهة كل ثقافة دخيلة، وبه أيضًا يمكن تنقيح التراث وتنقيته مما أقحمه المستشرقون وغيرهم، وبه يُصان المجد التَّليد، ويُضاف إليه كلُّ طريفٍ، وهو من قبلُ ومن بعدُ به مبتدأ نهضة الأمم وإليه منتهاها.       

 

 ([1])«الأعلام» للزركلي (6/ 69)، طبعة: دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشرة 2002م.

 ([2])انظر «تفسير الطبري» لابن جرير الطبري (18/ 60- 64)، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر، طبعة: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة الأولى 1422هـ- 2001م.

 ([3])«تكملة معجم المؤلفين» لمحمد خير (ص27- 28)، طبعة: دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1418هـ- 1997م. 

 ([4])«يا عزيزي كلنا لصوص» لإحسان عبد القدوس (ص21)، طبعة: دار غريب للطباعة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

حسن الحضري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/24



كتابة تعليق لموضوع : بين الصِّراع العلمي والغزو الفكري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه

 
علّق ايزابيل بنيامين ماما آشوري ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : سلام ونعمة وبركة عليكم اخي الطيب سليمان حياك الرب . طرحت مجموعة من الاسئلة يحتاج كل سؤال منها الى بحث منفصل. ولكن لابد من الاجابة ولو بصورة مختصرة . بولص شخصية مضطربة جدا فهو مجهول النسب والاصل يُعرف بأنه شاول الطرسوسي وحسب وصف الإنجيل فقد ساهم بقتل اسطفانوس رجما بالحجارة ويقول الانجيل (كان تلاميذ يسوع المسيح يرتعدون هلعا من مجرد ذكر اسمه ، وكان يلقيهم احياء في الزيت المغلي او يرضخ رؤوسهم بالحجارة) هذا الشيطان تحول فجأة إلى قديس وملاك ورسول ثم تتبع الانجيل واحرقه واتلفه وطارد التلاميذ ، ثم وضع بديلا عن انجيل يسوع انجيله المعروف بإنجيل بولص كما نقرأ في رسائله : 1- (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 16 (في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي ) 2- وقوله في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 16: 25 ( وللقادر أن يثبتكم، حسب إنجيلي) 3- وقوله في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 8 (اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات، من نسل داود بحسب إنجيلي). ففي هذه النصوص الثلاث ذكر بولص مختصر مهمته السرية التي كلفه بها مجمع السنهدريم اليهودي. الاول أن الله سوف يُحاسب الناس يوم القيامة حسب إنجيل بولص ، فلا إنجيل غيره. النص الثاني : ان الله سوف يقوم بتثبيت إيمان الناس حسب إنجيل بولص. النص الثالث: ان قيامة يسوع المسيح من الموت تمت بحسب إنجيل بولص. واما الرقوق التي جاء بها من منطقة العربية فهي مدرجة في إنجيله وكلها خزعبلات كتبها يهود الجزيرة له وامروه ان تكون بديلا عن انجيل يسوع المسيح. اما اعداء رسالة الاسلام بعد النبي فهم ابو بكر وعمر . وعمر اخطر من بولص لأنه درس عند اليهود منذ ان كان صغيرا وقد حاول ان يُدخل في القرآن ما ليس منه ولكن الرب ابطل عمله. هناك كلام كثير لا يسعه هذا المجال. تحياتي

 
علّق سامي التميمي ، على الامارات تسلم حمدية الجاف مدير المصرف التجاري العراقي السابق : هناك حقيقه متزامنة ان اكثر أموال الدوله العراقيه مهربة إلى الإمارات والأردن وهنا يبرز التزامن بقيام شياع السوداني للاردن اولا ثم الامارات وفي وقت واحد تحقق على الأرض تنفيذ المدن الصناعية المشتركه مع الأردن المفلسه والإمارات مركز المافيات وتبييض الاموال والتي ستدخل لبناء منشئات ميناء الفاو وكلتا الدولتين في اعلاه سيكونان شريكين باستخدامها أموال العراق المهربة في مصارفهما وعلى معنى مثلنا الشعبي ( من لحم ثوره واطعمه)

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة و مباركة للفاضلة ايزابيل خطر الغضب و الضلال يهدد أتباع جميع الاديان و خاصة المسلمين منهم و الدليل على ذلك اننا أمرنا أن نقرأ الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا بمعدل 22 مرة بين فرض و نافلة .و لولا فداحة ذلك الخطر لما كان ذلك التكرار .و الهداية متعلقة بالصراط المستقيم و منوطة به حتما و الصراط المستقيم معروف ذاتا و عينا . و الغضب يترتب عن قتل الانبياء و الاولياء و الابرياء و قد حصل عند اليهود و النصارى و المسلمين و الضلال يترتب عن تحريف الدين و قد حصل عند الكل و الدليل على ذلك وجود المذاهب بالعشرات عند الكل رغم ان الله واحد و جبرائيل واحد و الرسول او النبي واحد على مر العصور مما يقتضي ان يكون الدين واحدا أيضا . هناك اكثر من حديث نبوي يؤكد اننا سنتبع اليهود و النصارى شبرا بشر و ذراعا بذراع و هذا يعني ان الغضب يشمل الكل و الضلال يستوعب الكل و هناك فقط فرقة ناجية عند الكل . و لئن كان بولص تلك الشخصية الغريبة قد تطوعت لتحريف رسالة المسيح عيسى بن مريم بحماس منقطع النظير فمن المحتم ان يكون لدى المسلمين بولصهم الذي قام بنفس الدور بحماس غريب ايضا . و شخصية بولص الذي لم يتصل بالمسيح اصلا تحوم حولها مجموعة من التساؤلات تستدعي اجابات فلم غير اسمه من شاوول الى بولص؟ و بعد ان اضطهد اتباع المسيح بلا رحمة لم رحل الى الجزيرة العربية ؟ و بمن اتصل ؟ و ما هي الرقوق التي اتى بها ؟ ثم لماذا انقلب تماما و ارتدى معطف المسيحية ليخرب الدين الجديد من الداخل؟ و هذا ما حصل فعلا . و وفقا لسنة او قانون القذة بالقذة و الشبر بالشبر و الذراع بالذراع و لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه و فقا لذلك و تبعا لذلك يجب ان يكون للمسلمين بولصهم ..قام تحريف الدين من الداخل و على علماء المسلمين ان يكشفوا الغطاء عن هذا التناظر المرعب و ان لم يفعلوا عليهم بحذف احاديث القذة و الشبر و الذراع من معجم الاحاديث النبوية .تلك الاحاديث صحيحة و ثابتة و تاريخنا يؤكد وقوع مضمونها و حصوله . و للسيد المسيح قولة شهيرة : أخرج اولا الخشبة من عينيك و حينئذ تبصر جيدا . و ما لم نخرج الخشبة عن اعيننا و نكتشف بولص المسلمين فسنبقى في تيه و ضلال مبين . و لذلك فإن حصر المغضوب عليهم على اليهود فقط و الضالين على النصارى فقط و تحميلهم هذا الخطر المزدوج لوحدهم هو تضليل في حد ذاته و الآية الكريمة ( أفإن مات أو قتل ) تجعلنا نشك في كل شيء .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة و مباركة للفاضلة ايزابيل و ان شاء الله بيلا انقطاع موضوع الغضب و الضلال في الفاتحة هو على غاية من الأهمية و لو كان الامر متعلقا فقط باليهود و النصارى لما أضطر المسلمون الى قراءة الفاتحة في كل ركعة من الصلوات الخمس بمعدل 22 مرة مع نافلة الفجر و الشفع و الوتر .و هذا التكرار الكبير للفاتحة لدليل قاطع على ان خطر الغضب و الضلال يترصد بالمسلمين فهم و اليهود و النصارى سواء في هذا الأمر و لولا ذلك لما أضطررنا الى الدعاء الى الله في كل صلاة لكي يجنبنا الغضب و الضلال و لما طلبنا منه الهداية الى الصراط المستقيم و هذا الصراط معروف و واضح بذاته و عينه .و الذين حاربوا الصراط المستقيم سيكون غضب الله عليهم اكثر من غضبه على اليهود و الضلال الذي اصاب المسلمين هو افدح من ضلال النصارى . عن علي بن حمزة ، عن أبي عبد الله الصادق ، قال : ما بعث الله رسولا إلا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه ويضلان الناس بعده ، فأما الخمسة أولو العزم من الرسل : نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم ، وأما صاحبا نوح ؛ فقيطيفوس وخرام ، وأما صاحبا ابراهيم ؛ فمكيل ورذام ، وأما صاحبا موسى ؛ فالسامري ومرعقيبا ، وأما صاحبا عيسى ؛ فبولس ومريسا ، وأما صاحبا محمد ؛ فحبتر وزريق. و ما قام به بولس يدعو حقا الى العجب العجاب فقد قام بدوره بحماس منقطع النظير و نحن لا نعلم لماذا سافر الى الجزيرة العربية و بمن اتصل و ما هي الرقوق التي اتى بها . و نحن لا نعلم لماذا غير اسمه من شاوول الى بولس و لا نعلم ان كان في مولده او اصله امر ما غير عادي مخالف للشريعة مما جعله يقوم بمهمته التضليلية على أكمل وجه و بحماس غريب كأنما هو بذرة شيطان مثل الحجاج بن يوسف . نرجو من الفاضلة ايزابيل توضيح هذه الأمور

 
علّق سليمان علي صميدة ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : عودة ميمونة للفاضلة ايزابيل لو كان المغضوب عليهم هم اليهود فقط و الضالون هم النصارى فقط لما فرض علينا ان نقرأ الفاتحة في كل ركعة و نعيد نفس الدعاء و هذا يعنى ان هناك خطرا ما قائم في تاريخ الاسلام قد يجعل المسلمين من المغضوب عليهم او من الضالين و النجاة من الامرين هي الهداية الى الصراط المستقيم و ما لم تحصل تلك الهداية فالخطر قائم و اكيد .و الطريق المستقيم معروف و الضالون و المغضوب عليهم لا يتبعونه ! ***** حقيقة بقيت متعجبا لما قام به بولس و الحماس المنقطع النظير الذي استولى عليه .هل هناك تفسير لما فعله و لماذا غير اسمه من شاوول الى بولس ؟ و لماذا ذهب الى الجزيرة العربية و بمن اتصل و ما هي الرقوق التي اتى بها من هناك ؟ هل هناك شخص يشبهه قام بنفس الدور في الاسلام وفقا للاحاديث العديدة التي تشير الى اتباعنا لليهود و النصارى شبرا شبرا ؟.

الكتّاب :

صفحة الكاتب : ريمون معجون
صفحة الكاتب :
  ريمون معجون


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net