صفحة الكاتب : الشيخ احمد صالح ال حيدر

وجاءت الذكرى
الشيخ احمد صالح ال حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حلول الذكرى السنوية الأولى لرحيل فقية أهل البيت "عليهم السلام" تحل معها آلام الفقد وفجيعة الفراق فتلك الجمعة الحزينة أتذكرها جيدا بجميع تفاصيلها !

ورد عن مولانا أمير المؤمنين"عليه السلام"   يا كميل هلك خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر. أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة.  -نهج البلاغة- 
وقول الصادق "عليه السلام" في تفسير قوله عز وجل "{ أَوَلَمۡ یَرَوۡا۟ أَنَّا نَأۡتِی ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَاۚ} ننقصها بذهاب علمائها وفقهائها وخِيار أهلها "-تفسير البرهان -
تعودت النجف الأشرف في مسيرتها الرائدة على صناعة شخصيات عظيمة حملت لواء الدين والعلم والفضيلة ومن تلك الصروح الكبيرة شخصية آية الله العظمى فقية أهل البيت "عليهم السلام" فقيدنا المعظم السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم "قدس سره الشريف" كان فقيها متميزا دقيقا محققا فذا عالما صنديدا حيث غاص في المنقول والآثار والفقة والأصول ودلائل الاخبار ،وكان كذلك حصنا منيعا في وجه كل من أراد العبث والشطط ورأيا سديدا اغلق الابواب بوجه أهل الريب والزيغ والاهواء وحفظ بقلمه الشريف مسيرة السلف العادل الصالح الذي لا شك فيه ولابدعة معه فكان هاديا مهديا تحمل ماتحمل "رضوان الله عليه" في سبيل الدين الحنيف والمذهب الحق حتى أخذ السجن سنوات من عمره المبارك فما أستسلم للطغيان فتحمل أعباء المسؤولية بجد وأجتهاد وورع وسداد حيث أصبح شعلة يستضيء به كل من كان معة في أيام المحنة والسجن وبعدها أيضا ، كان رغم الشدائد والمصائب وماحل بأسرته الكريمة وقورا صبورا رشيدا ومصداقا لقول صادق العترة "عليه السلام" المؤمن وقورا عند الهزاهز ، حيث كان لله عملا ومنهجا وسلوكا وكل من عاصره يعرف ذلك ، سخّر قلمه الشريف وجهده للدفاع عن أهل البيت "عليهم السلام" وبيان عقائدهم الحقة والاجتهاد في فقههم ورد فروعه الى أصوله من يقرأ آثاره الشريفة يجد ذلك جليا فلم تأخذه فيهم لومة لائم ، وعندما كنا نزوره نجد أهل العلم حوله لهم دوي كدوي النحل في مجلسه يختلفون اليه ويستمعون بجوارحهم وتمام جوانحهم له فما وجودوا الا الرشاد والدقة والامعان ، في تلك الجمعة المفجعة رحل الى ربه راضيا مرضيا سعيدا في يومٍ مصيبة أباءه " وهو أستشهاد جده سيد الساجدين "عليه السلام" فأصبح خالدا بخلود الذكرى سيدي أبا رياض مصيبتك لاتُجبر وثلمتك لا تُسد ونشكر الله أننا كنا في زمان أنت فيه لما زرعته فينا من ولاءٍ خالص وبصيرة نافذة وأيمانا صلبا وتوجه تام لآل محمد "عليهم السلام " دون غيرهم ستظل فاجعة الطف تعلمنا الحسين "عليه السلام" ونهضته وتبقى أصول العقيدة تبصرنا أصول ديننا بحثا وأستدلالاً وكذلك صوت رحاب العقيدة يحيي فينا أسلوب المناظرات الهادئة المنتجة المثمرة وخاتم النبيين آخرها يحلل حركة النبي الاعظم "صلى الله عليه وآله" ويصورها بعبائرٍ أنيقة ومفاهيم واضحة أما المحكم والكافي والتنقيح والمصباح فهذه كنوز ونفائس أدخرناها كطلبة علم لمسيرتنا فأنت فينا بآثارك وإن أخترت خير الجوار جدك أمير المؤمنين"عليه السلام" فسلام عليك يوم ولدت ويوم قمت بأعباء الامانة ويوم رحلت راضيا مرضيا  فسلواننا وصبرنا بوجود الظل الاقدس لمولانا صاحب العصر "أرواحنا فداه" وسيد الطائفة المعظم المرجع الاعلى "دام ظله الشريف على رؤوسنا ومتع الله المؤمنين بطول بقائه المبارك".


الفاني الاحقر 
أحمد صالح آل حيدر 
الأربعاء ٢٥/محرم الحرام/١٤٤٤هـ
2022/8/24م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ احمد صالح ال حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/24



كتابة تعليق لموضوع : وجاءت الذكرى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net