صفحة الكاتب : علي حسين النجفي

احمد القبانجي ..مفكر العصر
علي حسين النجفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 واجهت الدعوة الاسلامية منذ بداية انطلاقتها قبل اكثر من اربعة عشر قرنا ولاتزال تواجه ضروبا مختلفة من المعارضة ومحاولات التشويه وافراغ محتواها من اي مضمون فكري او برنامج لبناء الانسان وتنظيم شؤون حياته الدنيوية على وجه الارض من جوانبها المادية والروحية وقد نال القران الكريم النصيب الاوفر من حملات التشكيك والتشويه باعتباره مصدر العقيدة والتشريع والاساس الاول للفكر الاسلامي . وعلى الرغم من كل تلك المحاولات فان الاسلام استمر متجددا متحديا القرون والعصور , واذا كانت محاولات اعداء الاسلام الاولى المتمثلة بمقاومة المشركين للدعوة ورعيلها الاول قد باءت بالفشل والاندحار فان صور ووسائل محاربة الفكر الاسلامي تعددت واختلفت باشكالها عبر القرون اللاحقة لكن اعظمها شانا واكثرها خطرا تلك التي تنطلق من داخل المجتمع الاسلامي متلبسة بلباس الدفاع عن العقيدة وتصحيح الانحراف وتنوير الافكار حيث انها تجد الوسط الملائم لانتشارها والبيئة الحاضنة لها بين المسلمين لاسيما في المراحل التاريخية التي تشهد انعطافات مهمة في الحياة السياسية والقيم الاجتماعية بفعل العوامل الخارجية والافكار الوافدة الى المجتمع الاسلامي . وما الحركات والتنظيمات والمذاهب التي شهدتها الساحة الاسلامية منذ  رحيل الرسول الاعظم(ص) الا امثلة شاهدة في هذا المجال تحفل بها كتب التاريخ والعقائد واذا كانت لها بداية فانها لاتنتهي طالما استمرت مسيرة الحياة الانسانية في  تطورها . وقد تهيا لبعض تلك الحركات من عوامل القوة والتاثير ما منحها الديمومة والرسوخ بغض النظر عن سلامة بنائها الفكري واستقامة نهجها العقائدي او انحرافها عن الاسس السليمة والمناهج القويمة حتى اصبحنا نواجه اسلاما متعدد الوجوه والاشكال متباين الاتجاهات والادوات بين اقصى درجات التطرف وادنى درجات التسامح ولاشك في ان العالم غير الاسلامي يقف حائرا بمواجهة هذه الاشكال (الاسلامية) حيث ان كلا منها يطرح فكره وقيمه على انها الاسلام المحمدي الاصيل .وفي هذا السياق تاتي محاولات معاصرة على ايدي (مفكرين) يقدمون انفسهم على انهم اسلاميون ولا يترددون في الظهور  في المنتديات واللقاءات العامة بزي رجال الدين من العمامة فوق الراس والجبة والعباءة حتى (المداس) تحت القدمين!!بل يتقبلون الاشارة اليهم باصحاب السماحة وربما (ايات الله)!!! ومن بين هؤلاء برز مؤخرا المفكر الاسلامي المعاصر سماحة السيد احمد القبانجي ((سووا صلوات..)) فقد انتشرت اطروحاته (التنويرية) وطبلت لها ونفخت فيها منتديات الحزب الشيوعي ورواق اياد جمال الدين وموقع الزاملي (كتابات) ولم يتاخر تركي الدخيل في برنامجه على قناة العربية(اضاءات)عن محاورة هذا الداعية الجديد الاتي من اوساط حوزتي النجف الاشرف وقم المقدسة حسب ما يصفون!!
لقد تحاشيت في ماسبق التعرض بالرد او التعليق على اطروحات القبانجي والمقالات التي تبشر بافكاره لانني  ارى في محاولات الاهتمام بها  ما يمنحها من الاهمية ما لاتستحق لاسيما ان الاوساط المتلقية لهذه الاطروحات والداعمة لها هي اوساط بعيدة عن الفكر الاسلامي وتطبيقاته وتنحصر في دائرة صغيرة تضم الشيوعيين( لاسباب وعقد نفسية باعتبارهم اصحاب فكر غريب عن المجتمع الاسلامي )الى جانب عدد من ادعياء الثقافة (العلمانيين)المغتربين عن الاسلام الذين هم ابعد ما يكونون عن الخوض في اسس الفكر الاسلامي ومباني العقيدة الاسلامية وليس لهم من العلم والدراية ما يؤهلهم لطرح او مناقشة نظريات اسلامية بل ان غاية ما يجيدون من القول هو الدفاع عن موائد الخمور ونوادي الرقص ودور العهر لان هذا هو مبلغهم من النظر الى الحريات العامة والحضارة والثقافة, اما الاسلام والقران والسنة فهي شؤون ليست من شانهم !!
ان المقال المنشور في موقع الزاملي بتاريخ 9\\12\\2010 تحت عنوان:
الاجتهاد في مقابل النص ، المفكر الاسلامي السيد احمد القبانجي
 
كتابات - آريين آمد 
 
لايختلف عن سابقاته من المقالات في تقديم القبانجي مفكرا اسلاميا (سيدا) وفي الصفة الاخيرة اشارة لها معناها يبدو ان المنبهرين بافكار القبانجي يركزون الضوء عليها لما توحيه من انتماء بالنسب وبالزي يمنح صاحبه موقعا مركزيا في الدائرة الاسلامية وبالتالي يضفي على اطروحاته صفة الانتماء الى الاسلام ويبعد عنها شبهة الانتماء الى الافكار الدخيلة الوافدة من خارج المحيط الاسلامي,واعتقد من خلال اسم كاتب المقال انه لاتربطه بالاسلام رابطة العقيدة ولا بالعربية صلة النسب وربما كان واحدا من الذين يحاولون رمي الاسلام بسهام وفرها لهم (مفكر اسلامي سيد ) تحت عناوين التجديد والتنوير والنقد الذاتي والرؤية العصرية وما الى تلك من العناوين والمسميات التي اغدقها كتاب المقالات على اراء هذا المفكر المجدد ونظرياته المنبثقة من جوهر الاسلام , واكاد اجزم بالقول انه لو تخلى عن عمامته وجبته وعباءته وارتدى البدلة الغربية وربطة العنق ثم تحدث بمثل ما يتحدث به في مقرات الحزب الشيوعي ورواق المعرفة واتحاد الادباء لما وجد صدى لاحاديثه ولا انبرت الاقلام تسطر المقالات في عرض افكاره وتحليل نظرياته ...
ولان كاتب المقال لايعرف من الاسلام غير ما يطرحه عليه مفكره الاسلامي السيد القبانجي فقد اشتمل مقاله على اخطاء وتناقضات دلت على عدم معرفته بالاسلام وبينت بعده عن فهم اصوله الفقهية وقد كان الاجدر به ان ينأى بنفسه عن الخوض في لجة لايعرف مداها ولايدرك قرارها وان يكف قلمه عن كتابة ما ليس له فيه نصيب من الاحاطة به ,ففي بداية مقاله يشير الى ضبابية وقتامة الصورة في الوسط الشيعي بسبب (كثرة الاجتهاد والتقليد وتعدد المدراس الفكرية) لكنه يناقض هذا بعدئذ بقوله : ((فالاجتهاد يعني تجميد النص واعطاء العقل مكانته وديناميكيته، فالدين متحرك، وان الجمود هو اهم اسباب تخلف المسلمين، اضافة الى كثرة الفتاوى الغير عقلانية)) , فكيف يكون الاجتهاد وتعدد المدارس الفكرية سببا لقتامة الصورة وضبابيتها ثم يعتبره تحريرا للعقل وديناميكيته ويعود مرة اخرى قائلا ان كثرة الفتاوى من اهم اسباب تخلف المسلمين ,وبما ان كثرة الفتاوى هي نتيجة لتعدد الاجتهادات لذا نفهم من قوله ان الاجتهاد(الى جانب الجمود) سبب من اسباب تخلف المسلمين !!! اليس في هذا القول تناقض واضح ؟..
وينقل الكاتب عن مفكره الاسلامي السيد قوله : ((ان اول من اجتهد وغير النص هو الله من خلال \"الناسخ والمنسوخ\" لان الحكم يتغير بتغير العلة، فتغير الظروف سيؤدي حتما الى تغير الاحكام لان العلة تتغير)) وقد ابدى الكاتب اعجابه بمقولة القبانجي هذه ووصفها بانها ((جملته الكبيرة)) دون ان يدرك تهافتها لانه لايفهم مايعنيه الاجتهاد ويبدو ان القبانجي يستثمر جهل مستمعيه ليمرر عليهم اطروحاته فيصور لهم ان نسخ بعض الايات والاحكام يدخل في باب الاجتهاد وبما ان الله تعالى قد فعل هذا فهو اذن اول مجتهد!! والحقيقة ليست كذلك, فالاجتهاد هو استنباط الحكم الشرعي في مسالة معينة من مصادر التشريع عندما لايكون هناك نص ثابت فيها وهو وظيفة المجتهدين الفقهاء , فان وجد النص فلا اجنهاد مقابل النص .. اما النسخ فهو تغيير في الحكم لاسباب تتعلق بتدرج التشريع ومراحله وهو ارادة الهية ولايعني اجتهادا باية صورة او معنى كما ان افعال واقوال الرسول (ص) ليست من قبيل الاجتهاد مقابل النص اذا ما اخذنا بالاعتبار انه لاينطق عن الهوى{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى } وان سنته الصحيحة مصدر تشريعي ملزم الى جانب القران الكريم وهما اصل التشريعات واصل النصوص ولا اجتهاد من المسلمين مقابلهما (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا).. 
 
 
علي حسين النجفي 
النجف الاشرف .. في 10\\12\\2010 . 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين النجفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/10



كتابة تعليق لموضوع : احمد القبانجي ..مفكر العصر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net