صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

سؤال خطير !
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد انسحابهم ، قال أحد المتظاهرين لمراسل القناة التلفزيونية بمرارة : " ألم يفكر أحد من القادة ان يسألنا ماذا نريد ؟ لماذا يتوقعون منا الطاعة فقط ؟ "...كان السؤال خطيرا كما أظن ، فمن كان يعتصم ويهتف في مبنى البرلمان ثم امام اسوار المنطقة الخضراء وبعدها في القصر الجمهوري ليس متظاهرا ينفذ اوامر قادته بسبب الولاء والطاعة فقط ولم يكن هدفه الانتعاش في مسابح القصور الرئاسية أو التلذذ ببرودة مكيفات الهواء أو حتى اقامة الشعائر الحسينية فهو معتاد على حرارة الجو ولديه مايكفي من الاماكن لممارسة طقوسه ولكنه خرج للتظاهر بحماس لأنه متلهف لايجاد حل سريع لأزمة تشكيل الحكومة التي طالت وتعقدت بشدة وتعقدت معها حياته البسيطة فهو لايحلم بمنصب او مكسب بل ينتظر خروجا من النفق المظلم الذي قاده اليه المتشبثون بالسلطة والمتكالبون عليها ، وعندما يسقط ابناؤه ورفاقه وتفيض أرواحهم الغالية تحت رصاص لايعرف أحد مصدره أو لا يصرح أحد بمصدره الحقيقي فهو يعتبرهم قربانا للوطن وليس فداء للقادة ، فمن ذاق طعم الحروب والنزاعات التي خاضها الشعب من أجل القادة ولم يحصل الا على الخسائر والخيبات سيخشى حتما من تكرار التجربة لأن الشعب هو الخاسر الوحيد في كل النزاعات بينما ينعم القادة بالمديح والالقاب وتخليد التاريخ ..

لقد دأب القادة والزعماء على خداع الشعوب بالحرية المنتظرة والاماني المحققة ليخرجوا معهم ،فهل تقبع الحرية في أفواه البنادق ورؤوس الصواريخ والدماء البريئة ، وهل سأل الزعماء اتباعهم يوما ان كانوا مستعدين لمواجهات خطيرة ولا يعرفون عواقبها، وهل يعلم الذين يخرجون للتظاهر طلبا للسلم والحرية والرخاء ان هناك من يعتاش على الاحداث الساخنة ويعمل على تصعيدها بما يقود الى دق طبول الحرب ، وهناك من يتحينون الفرص لإبراز عضلاتهم ( الانتخابية) خشية حل البرلمان وضياع فرصهم في انتخابات جديدة...هل سأل القادة ابناء شعوبهم عما يريدونه حقا قبل أن يستفزوا فيهم مشاعر العداء والكراهية ؟..ألم يفكروا في الذين ارتبطوا بمصائر لا سبيل الى انفصامها كالزواج والصداقة والشراكة في العمل ، وكيف سيجعل منهم الحقد والرغبة بالثأر اعداء ؟

لماذا تحاول الزعامات ان تقود شعبها الى مصير لا يستحقه وهو الشعب الذي عانى الكثير ويحلم بالحياة والحرية الحقيقية ، وهل سيتحقق ذلك مالم يحظى الجميع بالعيش بوئام في بلد يتسع قلبه للجميع ..نحتاج اذن في هذه المرحلة بالذات الى الركون الى العقل والحكمة في معالجة الامور والى الديبلوماسية في بلوغ الاهداف السياسية وتجنيب مواطني بلدنا خوض مواجهة قسرية ستكون الشعوب فيها فقط ..هي الخاسر الوحيد !!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/07



كتابة تعليق لموضوع : سؤال خطير !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net