صفحة الكاتب : جسام محمد السعيدي

كيف يتم احصاء الزائرين؟ وما حقيقة الرقم الذي يعلنه بيان العتبة العباسية المقدسة؟
جسام محمد السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ما أن يبدأ شهر صفر، بل وأحياناً قبله، حتى تبدأ تقديرات زائري الأربعين تصدر من العامة والخاصة، كلاً وفق رؤيته، لكن يبقى للعلم الكلمة الفصل في مثل هذه الموارد.

وينبغي تذكر أمورٍ مهمة في هذا الصدد، قد يغفل عنها بعض المؤمنين في أجواء العاطفة الجياشة، والغيرة العالية على الدين عموماً والمذهب خصوصاً، التي تتطلب الدفاع في قبال الهجمات والتشكيكات التي يطلقها البعض جهاتاً وأفراداً ضد الزيارة وعدد زائريها.

وهنا يصبح لزاماً علينا ولو من باب أخلاقي، تبيان تلك الأمور:

1. أي رقم لعدد الزائرين لا يستند إلى أدلة علمية حتى لو كان واقعياً، فترويجه يحمل مخاطر على مصداقية من يروجه فرداً كان أو مؤسسة، بل ويقدح بسمعة الزيارة وعظمة آثارها الإيجابية، ويأتي بنتائج عكسية لمن يريد دحض كلام المبغضين والأعداء والحاسدين!!!.

2. رقم تقيم عليه دليل لكنه أقل من الواقع أو يساويه، أفضل للزيارة والمذهب وما يرتبط بهما من عناوين، من رقمٍ ليس عليه دليل ولو ساوى الواقع، لأن هذا الرقم ممكن أن يقدح به العدو بلا استطاعة منا للرد عليه، بينما الرقم الأول لا يستطيع أحدٌ دحضه لانه بدليل.

3. إطلاق الأرقام المبالغ فيها للعدد الكلي للزائرين أو عدد الأجانب منهم، في أغلبه يكون بحسن نية، لكن بحسب التتبع، فقد يكون أصلاً أمراً غير بريئ ويقف خلفه أجندات سياسية أو حتى تسقيطية، ولهذا تفصيل ليس هنا محله، ومن يروج لأرقام مبالغ فيها سيقع في حرج الكذب حين تنكشف الحقيقة، ويروج لتلك الأجندات بلا علم أو قصدٍ منه.

4. ما يراه الزوار من العدد الكبير للزوار الأجانب واعتقاده أنهم أكثر مما يظهر من أرقام رسمية، سببه تكدس أغلبهم في المدينة، بين حسينيات وفنادق وشوارع، ولعدة أيام، في الوقت الذي يغادر الزائر العراقي -يغادر أغلبهم وقد تصل النسبة الى 98%- في نفس ساعة وصوله بعد دخوله العتبتين أو أحدهما - يزور الثانية عن بعد-، بل قد يتيح الزائر العراقي الفرصة للزائر الأجنبي، ويكتفي العراقي بأن يزور كلا العتبتين قرب أحد مجسرات المدينة أو مداخل المدينة القديمة، دون دخولهما، وهو عرف نشأ منذ سقوط الطاغية بسبب الزحام.

وبالتالي يظهر الزائر الأجنبي للرائي كأنه هو الأكثرية أو الوحيد!!، ولا يرى إلا قلة من الزائرين العراقيين في المدينة القديمة لأن أغلبهم يزور من مداخلها أو مداخل العتبتين المقدستين.

والدليل على ذلك هو زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام لسنة1443هـ التي لم يكن فيها زوار أجانب بسبب جائحة كورونا، كان عدد الزائرين القادمين لكربلاء من يوم 7 صفر الخير حتى الساعة 12 من ظهر تلك الأربعينية هو (16,327,542) زائراً وكلهم عراقيين عدا 10000 زائر اجنبي حينها، عدا زوار الأيام من 1- 6 صفر وبالتالي قد يصل العدد الى 17 مليون.

وعليه فإن عدد زوار موسم أربعينية الإمام الحسين عام 1444هـ لغاية الساعة 12 ظهراً من يوم الأربعين، وهذا الرقم من 1 صفر الى ظهر (الساعة 12)يوم 20 من يوم الأربعين العظيم.. والقادمين من خارج كربلاء هو:

21,198,640 زائراً ...

5. الرقم أعلاه ذكره بيان العتبة العباسية المقدسة بشكل دقيق، وليس لنهاية يوم الزيارة..

وهذا يعني أن الزائرين المتدفقين من المحافظات بعد الساعة 12 ظهراً، سيزيد الرقم أعلاه، لكنه ليس كبيراً، وقد يصل الى 21,5 مليون أو أقل أو أكثر بقليل.

وفيما يلي الفيديو الذي شرح فيه مسؤول الاتصالات والمعلومات في العتبة العباسية المقدسة المهندس فراس كيفية العد.
لمشاهدة  الفديو اضغط هنا 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جسام محمد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/18



كتابة تعليق لموضوع : كيف يتم احصاء الزائرين؟ وما حقيقة الرقم الذي يعلنه بيان العتبة العباسية المقدسة؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net