المنبر ... قلب الأمة النابض
فاضل حاتم الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فاضل حاتم الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تحتاج مفاهيم الشريعة الإسلامية بطبيعتها – من فقه وأصول وعقائد وأخلاق ومقاصد وغيرها – الى وسيلة لإيصالها الى الناس ورد الشبهات والإشكالات والتساؤلات التي ترد عليها بين فترة وأخرى .
وهنا يمثل المنبر والحسيني منه خصوصا من أهم واقوي وسائل التبليغ لتلك المفاهيم , لما يمتلكه من عوامل جذب لمختلف طبقات المجتمع وأثره الواضح في صناعة وتشكيل الوعي وتحقيق اكبر قدر ممكن من المعرفة ومواكبة الواقع والتطور . وباعتباره الوسيط الناقل لفكر ومبادئ أهل البيت (ع) تعد شخصية الخطيب وما تحمله من خصال ومؤهلات من أهم عوامل نجاحه ودوره التنويري , فكلما كانت شخصيته قوية متوازنة كانت أكثر تأثيرا في المجتمع ؛ لأنها تمتلك القدرة على إرشاد الناس نحو الله تعالى وتنظيم شؤون حياتهم وإدارتها بالشكل الصحيح والابتعاد عن النزعة المادية – يعني عدم الإفراط في تقاضي الأجور – لأنها تؤدي الى عدم تأثير خطبه ومحاضراته خصوصا بعدما يحيط اسمه هالة مادية , والابتعاد عن صناعة الحواجز والأسوار والنظرة المتعالية التي تحوي شيئا من التكبر والجفاء تجاه الناس لأنهم يرونه من سلالة المصلحين الذين يقف على رأسهم الأنبياء والرسل والأئمة (عليهم السلام ) .
ومن الأمور التي تجعل المنبر اكثر تأثيرا وجذبا هو الاهتمام بالموضوعات المراد طرحها وعدم الاستغناء عن المضمون العلمي بالصوت الجميل والنبرة الشجية ؛ لان ذلك يحول المنبر من مركز للإشعاع الفكري الى منبر سطحي لا يستطيع المستمع أن يفهم موضوع المحاضرة ومحورها .
إن ضبط مواصفات وأخلاقيات الذين يتصدون للخطاب الديني أمر حساس ودقيق وفي الوقت نفسه أمر مهم ؛ وذلك لأن الخطاب الديني الرصين هو الذي يهدف ويركز على الثوابت المشتركة بين أبناء الأمة الواحدة فضلا عن أبناء المذهب الواحد ، ويرسخ نهج الاعتدال وتمكين القيم الإنسانية المشتركة على المصالح الضيقة , وهو كفيل بتفكيك الخلافات وامتصاص الشحناء مما يستدعي تخطيط ومنهجية مبنية على معرفة الواقع وتحدياته واستشاره العقلاء والخبراء لمواجهة غسل الأدمغة والمشاريع الشيطانية القاتلة وسموم شبكات التواصل الاجتماعي .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat