صفحة الكاتب : احمد سالم الساعدي

الحرب انتهت.. خلي السلاح صاحي!!
احمد سالم الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الان وقد وضحت الامور\"نسبيا\" واستقرت على \"جودي\" البرلمان  سفينة صراعات الكتل السياسية التي ابحرت لاكثر من ثماني اشهر في امواج عاتية من التنافس الشريف احيانا والغير شريف احيانا اخرى وبدات صورة تشكيل الحكومة بهيئتها الاخيرة تتضح المعالم يوما بعد اخر بات لزاما على جميع من أمن ببذور هذه العملية الديمقراطية و تذوق ثمارها طوعا  ان يركن الى تطبيقاتها ويستسلم لقوانينها بالمطلق فمثل هذه النظم المتطورة في ادارة البلدان لاتحتمل ميكافيلية التوجهات وانصاف النوايا..فحرب التحالفات قد انتهت..والمفروض ان الحروب هي شواذ زمنية يجوز فيها مالا يجوز في غيرها لها قوانينها واساليبها وممارساتها الخاصة التي لاتصح على زمن او ظرف اخر فما ان تضع الحرب اوزارها حتى يصبح عدو الامس صديقا لليوم  فلاشئ شخصي في الحروب لانها مثل باقي العموميات من الخطأ شخصنتها من قبل البعض الذين سيكونون اول ضحاياها  فتيار العموميات شديد الانجراف يصعب على كاهل شخصي ضعيف ان يتحمل شدته ولن يلبث طويلا قبل ان يجرفه لتضيع صرخاته وسط الهدير ..ويبدو بنظرة عامة لمنهج بعض الشخصيات السياسية العراقية في حراكهم اليوم انهم مصرين على اضفاء الطابع الشخصي لمعارك الديمقراطية الجارية في البلد والنظر الى رئيس الوزراء نوري المالكي \"كفرد\" انتصر عليهم بشكل مهين واذاقهم مرارة طعم الخسارة  لا كحزب سياسي  او تكتل برلماني  او رغبة  ناخبين او حرفية سياسية قدرت على مافشلوا فيه  ومثل هذه النظرة اللئيمة الحاسدة هي طامة العراق الكبرى وسبب بلائه التأريخي والتي  يمكن وضعها في خانة  العلامة الفارقة لكل من يجب الحذر منه على ديمقراطيتنا الناشئة  وهم كثر للاسف  رهنوا انفسهم لخدمة القضايا الفردية او الفئوية المعادية لعمل الفريق الواحد الذي يتحرك بأسم العراق بمختلف طوائفه  ولو كنت  مكان السيد رئيس الوزراء لما غفلت عنهم لحظة واحدة وامنت جانبهم  ابدا فالبعض قد استفزته هذه القدرة العالية لنوري المالكي على \"الانتاج السياسي\"  الى درجة الحقد والعداء الشخصي المجرد وباتوا يتحينون الفرصة لرد هذه الضربة التي اوجعت البعض وجعلته يفكر باعتزال السياسة \"لكتابة مذكراته\" بينما قبل بها البعض الاخر على مضض  مرغما بعد ان اعيته الحيلة وقصرت يده الغادرة عن سلّ خنجر التغيير بالقوة  وبرايي ان النوايا الحسنة  مطلوبة وضرورية لبدء عمل حكومة وظيفتها الاساس هي اكمال مسيرة اخراج بلد من ركام مأساة ماضي الديكتاتورية وتركاته الثقيلة  بشكل صحيح  لكن  شرط ان لاتتجاوز هذه النوايا الخط الرفيع الذي يفصلها عن السذاجة والافراط بحسن الظن فالطريق الى جهنم معبد بالنوايا الحسنة كما يقولون و الواضح ان حصان طروادة الذي تحاول دسه دول العرب و على رأسها  السعودية  في قلب العملية السياسية لازال بجعبته الكثير من قيح التأمر الذي لايكف عن افرازه وسط التحركات الرامية لتشكيل الحكومة غرض تلويث اجواءها وتسميم مناخ التفاهمات الجارية على قدم وساق بين الكتل المختلفة ومحاولة الالتفاف على الاتفاقات ووضع العصي في دواليب التشكيل الوزراي الجديد  لغرض افشاله تنفيذا لاوامر سعودية اصبح عدائها المعلن للعراق الجديد  خط ثابت في سياساتها الستراتيجية الكبرى  والحقيقة ان تغير المواقف لايعني بالضرورة تغير النوايا فالتجارب المريرة في التعامل مع البعض اثبتت ان اغماضة عين بسيطة ستكون كفيلة بتلقي الطعنات الموجعة  فقد سلبت السعودية ارداة هؤلاء وجندتهم دماغيا لمهمة عرقلة مسير اي خطوات واثقة تقوم بها دولة العراق الديمقراطي نحو الانعتاق من عبودية النهج الديكتاتوري الذي تغرق فيه المنطقة  واعادة تاهيل هؤلاء وطنيا  اجاب عليها ابو الطيب المتنبي حين قال\" لاترجو الخير عند امرئ.. مرت يد النخاس في رأسه\"  وهي الاستحالة بعينها لذا فأن خيار حكومة الاغلبية التي اعلن عنها بعض ممثلي التحالف الوطني كالسيد العلاق وكمال الساعدي يجب ان يكون خيارا قويا  قائما  تلجأ اليه الاغلبية البرلمانية في اي لحظة تشعر فيها ان المماطلة هي هدف التأخير واستنزاف الوقت الدستوري للتشكيل الحكومي هو الاساس فيما يحدث من تهاون مقصود في تقديم مرشحي الوزارات فنغمة المدة الدستورية الممنوحة للسيد رئيس الوزراء بات يغني عليها الاعلام العربي الطائفي تصاعديا يوما بعد اخر يقابله برود متعمد لدى بعض الشركاء في العملية السياسية  الذين اعتمر في قلوبهم وباء الطائفية والحنين الى حكم العصر الغجري في انهاء ملف تشكيل الحكومة املا بمعجزة دقائق اخيرة تحدث  وعدهم بها من يحركهم بخيوطه في الرياض والدوحة وعماّن لذا فأن شيطان التفاصيل الذي يحاول هؤلاء اغراق البقية في رماله المتحركة لن تكون لقرونه نهاية مالم يتعامل معهم ابو اسراء وفريقه بحزم وحسم لايحتمل التاخير او المساومة وتحديد مدة زمنية لتقديم هؤلاء مرشحيهم للوزارت هي خطوة  جدية مهمة لاتهاون فيها توضح لكل من التبس عليه امر الصبر فعدّه ضعفا ان سلاح الخيارات صاحي دائما وجاهز لاطلاق مايراه مناسبا في الوقت المناسب. 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد سالم الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/10



كتابة تعليق لموضوع : الحرب انتهت.. خلي السلاح صاحي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net