الإصدار الثالث للأستاذ عبد الرزاق عوده الغالبي :
صدر اليوم عن دار بيت الكتاب السومري في شارع المتنبي ببغداد الإصدار الثالث للأستاذ عبد الرزاق عوده الغالبي ... سنوات العمر الهاربة ...مجموعة قصص قصيرة تسرد معاناة وأوجاع الإنسان العربي بإخراج طباعي جميل عسى أن ينال رضاكم... تلك الإصدارات متوفرة في بغداد شارع المتنبي
مقدمة الباحث والأديب العراقي صباح محسن كاظم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحياة الاجتماعية بمجموعها وواقعها وانعكاساتها في قصص عبد الرزاق عوده الغالبي
إن شمس الحقيقة تسطع من تلك النصوص التي تؤصل لتفادي الزيف والقبح والتشوه في العلاقات الاجتماعية ، وهي تتناول البؤس ، واللاجدوى ، والفاقة....والريبة والمكر....في بلد الثراء الذي لم يحصد معظم أبناؤه إلا الخيبة والأسى والأنين...... ربما يقول المتقمص بعين الناقد أن النصوص المباشرة (كالحكمة سلاح ) وقصص أخرى ، فالرمزية بالسرد تجعل الحبكة أكثر تماسكاً في البناء وسياق تناول الموضوع كما في قصة (مأساة بقدمين) و (جروح لن تندمل) و(هي فينوس أم شبعاد....؟ ) و (تيه في عينيها ) ....... فجدية الكتابة عن شريحة سلبت حقوقها بوضح النهار بزمنين وعهدين لم تنصف مراعاة لتأشير الخلل البنيوي في الإدارة ولفت الأنظار للاهتمام بقاع المجتمع لمن يتوكأ المسؤولية ، أعتقد أن وظيفة الأدب الجمالية أن ترصد معاناة المجتمع، وألّا تزوّق القبح أو تضع أحمر الشفاه على فم القرد لتجميله...... كما استطاع القاص الغالبي في منحى آخر من توظيف قصصه كما هي مستقاة من تجارب البشر كـ( العصا السحرية) أو في (وهل يشيخ الجمال) ، في الاستغراق بوصف المحاسن والمفاتن في ذوق أدبي رفيع في (العشق الرقمي) و كما في (غزل في الممنوع) استخدم المفارقة وعمد إلى الإثارة بالسرد من خلال النقد اللاذع وهو في حقيقة الأمر كما في مفردة (القصاب) الذي يغتاب ويأكل لحم الآخرين بالبهتان وهو الإشارة الى المرض الاجتماعي الأخطر كظاهرة مرئية و ملموسة ، وهنا تدخل القصة مضمار الأدب الوعظي المتلبس بالحكمة ومغادرة السلوك الشائن لما يمارسه المجتمع من غيبة وتسفيه وافتراء وتحامل و ضغينة باستبدال تلك المنظومة المتفشية بقيم الأخلاق والتسامح والمحبة التي غادرها المجتمع بشكل يدمي القلب. مجمل المجموعة تحاكي السلوك الاجتماعي مؤشرة على السلب والإيجاب بأسلوب شيق ، ربما يقول أحدهم : لم يكتب من خارج ساحة القص ، أقول وأجزم أن الأدب ليس حكراً على أحد وأدّبنا باطلاعه على الأدب الانكليزي وتجربته الحياتية التي فاقت الستين قد أثرت تلك القصص الجميلة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat