صفحة الكاتب : حسين فرحان

المنبرُ الحُسيني والتحدّياتُ المُعاصرة.. قراءةٌ في وصايا المرجعيةِ للخُطَباءِ والمُبلِّغين..
حسين فرحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أعوادٌ ارتقاها المعصومُ (عليه السلام)، تُحيطُ برقبتِه جامعةُ الأسرِ فتشخبُ ومعصماه الشريفانِ دمًا وقيحًا.. قادمٌ من أرضٍ اجتمعَ فيها الكربُ والبلاء، فلم تفارقْه مشاهدُ تلك المعركةِ وأهوالها..
سارَ ضعنُ السبي والأسر مارًّا بالمدائنِ والأمصارِ، تاركًا فيها دموعَ حزنٍ وبركاتِ نزولٍ ومقاماتٍ تُزارُ لطفلةٍ قَضَتْ حزنًا، وأخرى مرضًا أو عطشًا.. حلَّ فيها الركبُ الحُسيني حلولَ من جحدته الأُمّةُ العاصيةُ لنبيّها والمُنكِرةُ لوصيته بأهلِ بيتِه وعترته.. حتى كانت خاتمةُ المسيرِ عندَ الأميرِ المُتغطرسِ المُغترِ بنظريةِ المُلكِ التي تصرخُ جاحدةً: (فلا خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزل)..
كانَ لا بُدَّ من كلمةِ حقٍّ عندَ سلطانٍ جائر،ش والذي سينطقُ بها سيكونُ من أهلِ البيت (عليهم السلام)، ولا أحدَ سواه، فالأهلُ صرعى وإمامته (عليه السلام) تأبى إلا علوًّا وحجيتُه تأبى إلا ظهورًا.. 
رغمَ ألمِ السبي وحزنِ الفراقِ وعِلّةِ الجسم انبرى (عليه السلام) فكانَ من كلامِه حينَ طلبَ الإذن: "ائذنْ لي حتى أصعدَ هذه الأعوادَ فأتكلّم بكلماتٍ فيهن للّهِ رضا، ولهؤلاءِ الجالسين أجرٌ وثواب"..
أبى نديمُ القردِ أنْ يكونَ له ذلك لسببٍ أفصحَ عنه لمن أنكرَ عليه هذا الرفض: "إنْ صعدَ المنبرَ هذا لم ينزلْ إلا بفضيحتي وفضيحةِ آلِ أبي سفيان"..
ألحَّ عليه القومُ وهم يتساءلون: "وَمَا قَدْرُ مَا يُحْسِنُ هَذَا؟!" فَقَالَ: "إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ قَدْ زُقُّوا الْعِلْمَ زَقًّا"..
ارتقى زينُ العِبادِ (عليه السلام) تلك الأعوادَ رغمَ أنفِ الطاغية؛ إتمامًا لكلمةِ الحقِّ وإظهارًا لنوره، وبيانًا لمظلوميةِ هذا البيتِ الشريفِ، وتأسيسًا لوعيٍ عقائديٍ وفكريٍ عبرَ منبرٍ حُسينيٍ تجتمعُ فيه العبرةُ والعبرةُ بكلماتٍ (فيهن للهِ رضا، وللجالسين تحته في كُلِّ عصرٍ "أجر وثواب")..
كانتْ تلك –باختصارٍ شديد- مرحلةَ التأسيسِ لمنبرِ الحُسينِ (عليه السلام) الذي هو منبرُ جدِّه وأبيه (صلوات الله عليهما)، وامتدادًا تاريخيًا منحته مصيبةُ عاشوراء لونًا جديدًا لا تنفكُّ فيه العاطفةُ عن الوعيّ، ولا العِبرةُ عن العَبرة، يستندُ فيه الطرحُ على تأسيسِ إمامٍ معصومٍ شهِدَ الواقعةَ بنفسه، وقد أدركَ وأيقنَ أنَّ هناك منبرًا آخر سيتعرّضُ لغزوِ الدولةِ الأموية فتنزو عليه نزوَ القردةِ؛ لتشوّهَ معالمَ الدينِ الحنيفِ بترهاتٍ وعقائدَ فاسدة، واجتهاداتٍ واستحساناتٍ وقياساتٍ باطلة، وسيلتفُّ حولَه المُغرَّرُ بهم بمعسولِ كلامِ المُتفيقهين وسياطِ الظالمين..
فهل يليقُ بهذا المنبرِ الشريفِ أنْ يرتقيه أناسٌ ليس فيهم أهليةُ التصدّي لمثلِ هذا الأمرِ الخطيرِ والمسؤوليةِ الكبيرة؟
أما يكفي نزو الدولةِ الأمويةِ على منبرِ الإسلامِ ليكونَ أداةً للنصبِ والتكفيرِ والذبحِ والتهجيرِ وتشويهِ معالمِ المُعتقداتِ الحقّة؟
فاذا تعرّضَ منبرُ الإمامِ الحُسينِ (عليه السلام) لغزوةٍ تشبهُ تلك الغزوةِ الأمويةِ فما الذي ننتظرُه في ردِّها والتصدّي لها؟
وهل نلتزمُ الصمتَ أمامَ هجمةٍ اتخذتْ أسلوبَ (الحرب الناعمة) لاختراقِ هذا المنبرِ الشريف؟ وهذا ما نراه اليومَ حينَ ظهرتْ بوادرُ استغلالِ المنبرِ للإطاحةِ بالناسِ ومُعتقداتِهم بطريقةِ استثمارِ العاطفة.. وهو أمرٌ خطيرٌ للغايةِ يستدعي استنفارَ الجهودِ ولو بالإشارةِ لخُطباء ليس لهم غاياتٌ دنيويةٌ أو تمّت أدلجتهم وتجنيدهم للهدم..
وظيفتُنا، بيانُ فسادِ ما يُروِّجُ له كُلُّ شخصٍ يرتقي المنبر دونَ وجهِ حقّ، وبيانُ أنَّ العمامةَ ليستْ مقياسًا لأحقّيةِ أحدٍ في اعتلاءِ المنبر؛ فالعمامةُ زيٌّ دينيٌّ يُمكِنُ لأيّ شخصٍ ارتداؤه ولو من دونِ وجهِ حقّ..
نحتاجُ إلى وعيٍ جماهيريٍ يُميّزُ بينَ الصالحِ والطالح، والغثِّ والسمين، كما يحتاجُ الخطيبُ إلى مراقبةِ نفسِه أولًا، وتطويرِ قدراته ثانيًا، والالتزامِ التامِّ بما تُمليه عليه هذه المسؤوليةُ من ضبطٍ ومعرفةٍ ودرايةٍ وورعٍ.. بالإضافةِ لاحترامِ قُدسيةِ هذا المنبر..
لقد تصدّتِ المرجعيةُ الدينيةُ العُليا لهذا الأمرِ كما تصدّتْ لأمورٍ أخرى كثيرةٍ مُهمة، فانبرى سماحةُ السيدِ السيستاني (دام ظله) ليخطَّ للخطباءِ والمُبلّغين مجموعةً من الوصايا التي يقومُ عليها عملُهم ووظيفتُهم ويذكرهم بعظيمِ خطرِ هذا التصدّي، وبمسؤوليةِ الكلمةِ وبتكليفِهم، فهم من ستشخصُ إليهم أبصارُ الصغار قبلَ الكبارِ حين يتكلّمون من فوقِ المنابرِ، وسيكونُ لكلمتهم التأثيرُ البالغُ في صناعةِ الوعي والمُساهمةِ في ترسيخِ المُعتقداتِ وتصحيحِ المساراتِ إنْ شابَها بعضُ الزيفِ أو خالطَها شيءٌ من سوءِ فهم..
صنعَ سماحتُه للخُطباءِ خارطةَ طريقٍ يتحقّقُ في اتباعها اكتمالُ دورِ الخطيبِ وانتفاعُ الجُلساء، يجتمعُ فيها (للهِ رضا، وللجُلساءِ أجرٌ وثواب)..
ولنا أنْ نلتمسَ شيئًا من هذه الوصايا ولو على نحوِ تسليطِ الضوءِ على جوانبَ مهمّةٍ منها -وكُلّها مهمّة- لكنّنا نقطفُ من ثمار شجرتها آملينَ أنْ تُراجَعَ كُلُّها من قبلِ الخُطباءِ؛ طلبًا للفائدة، واستئناسًا برأي هذه الشيبةِ المُباركةِ (أدامها الله لنا ذخرًا)..
فهي اثنتا عشرة حكمةً يُمكِنُ إيجازُها بما يلي:
(الحكمةُ الاولى): الاهتمامُ بالقرآنِ الكريم في الخطابِ اهتمامًا أكيدًا؛ فإنّه رسالةُ اللهِ (سبحانه) إلى الخلقِ كافّة، وثقلُه الأكبرُ في هذه الأمّة، وميزانُ الحقِّ والباطل...
(الحكمة الثانية): تضمينُ الخطابِ -حيثُ يقتضي المقام بنحوٍ ما- ما يُثبِتُ أصولَ العقيدةِ الحقّةِ ودلائلَها المُحكمةَ من أدلّةٍ قويّةٍ ووجدانيّةٍ بأساليبَ مُيسّرةٍ وقريبةٍ من الفهمِ العامّ...
(الحكمة الثالثة): الاهتمامُ ببيانِ التعاليمِ والقيَمِ الفطريّةِ الساميةِ الإلهيّةِ والإنسانيّةِ المُتمثّلةِ في دعوةِ النبيّ وعترته (صلوات الله عليهم) وفي مُمارساتهم وحياتهم، وتوضيحُ محلّهم في الأسوةِ والاقتداء...
(الحكمة الرابعة): بيانُ وصاياهم (صلوات الله عليهم) الخاصّةُ إلى أتباعِهم ومُحِبّيهم، وذلك أنّ لأئمّةِ أهلِ البيت (عليهم السلام)  -مُضافًا إلى بياناتِهم للأحكامِ وتوصياتِهم العامّة للمُسلمين وتأكيدهم على أهمّيّةِ الاهتداءِ إلى محلِّ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) في هذهِ الأمّةِ واصطفائهم منها- وصايا خاصّة لمُحبّيهم وأتباعهم، فينبغي الاهتمامُ بإيصالِها إليهم حتّى يتأدّبوا بآدابهم وتكونَ أعرافًا راسخةً في أوساطهم.
(الحكمة الخامسة): أنْ يحذرَ المُبلّغُ في بيانِ أهمّيّةِ العقائدِ الحقّةِ ومُسلّماتِ مذهبِ أهلِ البيت (صلوات الله عليهم) في شأنِ مقاماتِهم الشريفةِ من أنْ يوهنَ أهمّيّةَ الطاعاتِ ويُهوِّنَ المعاصي في أعيُنِ الناس، فإنّ أمرَ المؤمنِ لن يصلحَ إلّا بالخوفِ والرجاء، فلا بدَّ من حفظِ المؤمنِ للموازنةِ بينهما في نفسه وفي شأنِ الآخرين...
(الحكمة السادسة): تجنُّبُ طرحِ ما يُثيرُ الفرقةَ بينَ المؤمنين والاختلاف فيهم، والاهتمامُ بالحفاظِ على وحدتِهم وتآزرهم والتوادّ بينهم.
(الحكمة السابعة): تجنُّبُ القولِ بغيرِ علمٍ وبصيرة، فإنّ ذلك مُحرّمٌ في الدين أيًّا كانَ مضمونُ القول، كما قال (تعالى): "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا" (الإسراء: 36)، وليس في حُسنِ قصدِ المرءِ وسلامةِ غايتِه ما يُبيحُ ذلك، كما لا يقيه من محاذير ذلك ومُضاعفاته.
(الحكمة الثامنة): أنْ يلاحظَ المُبلّغون -فضلًا عن سلامةِ مضمونِ خطابهم- آثارَه التربويّةَ على المُخاطبين والمُجتمع، نظيرَ ما يُلاحظونه في الحديثِ مع أسرتهم وأولادهم، فرُبَّ معنى صحيحٍ أو تصرّفٍ سائغٍ في نفسِه ينبغي تجنّبُ ذكره ومُمارسته بالنظرِ إلى عدمِ مُلاءمته من حيث الآثارِ التي يتركُها في نفسِ من يسمعُه ويشهده، وشأنُ الدُعاةِ إلى اللهِ (تعالى) هو التذكيرُ والتزكيةُ معًا...
(الحكمة التاسعة): أنْ يهتمَّ المُبلّغُ بمُطابقةِ خصالِه وسريرتِه مع توصيفاته وأقواله، فيكون أسبقَ من الناسِ في العملِ بها، فإنّ ذلك أقربُ إلى الصدقِ وأبعدُ من الرياء، وأوجبُ للإخلاصِ والتأثيرِ في المخاطبين، فكيفَ يصفُ المرءُ بصدقٍ خصالَ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وعترتِه النبيلةِ ويوصي الآخرين بها...
(الحكمة العاشرة): أنْ يتّصفَ المُبلّغُ باللياقاتِ المُلائمةِ لهذه الوظيفةِ الشريفةِ والسمتِ المُناسب لها، فإنَّ لكُلِّ وظيفةٍ أمورًا مُلائمةً لها من حيث المظاهرِ والسلوكيّاتِ العامّةِ والخاصّةِ، ولتبليغِ الدينِ وأداءِ العزاءِ الحُسينيّ أيضًا لياقاتٌ ملائمةٌ مع ما يتضمّنه فيه من الحديثِ عن الحقِّ وأئمّةِ الهُدى وما يُرادُ به من الإرشادِ والتذكرة...
(الحكمة الحادية عشرة): أنْ يهتمّ المُبلّغُ بنقدِ نفسِه بنفسِه، مُمحّصًا لأقوالِه وأدائه قبل الناس، مُتجنّبًا تزكيةَ النفس، غير آمنٍ من خطئه وخطيئته، مستحضرًا لحضورِ الله (سبحانه) معه ورقابته عليه في مقامِ دعوتِه وفي أحواله كُلِّها وسؤاله عنها في يوم القيامة، مُنتفعًا بنقدِ الناس إيّاه، مُنصفًا لهم من نفسه، مُستجيبًا للتذكيرِ بالحقّ...
(الحكمة الثانية عشرة): وقبل ذلك كُلِّه وبعدَه تحرّي التقوى والإخلاصِ للهِ (تعالى) في القولِ والأداءِ والسلوك، فيجعل اللهُ (سبحانه) نصبَ عينيه، ويستحضرُ رقابتَه عليه ويسعى إلى رضاه وقبوله ويكون عملُه لوجهه الكريم؛ فإنّ من أخلصَ للهِ (تعالى) حقًّا واتّقاه أوقظه في مواضعِ الغفلةِ ونبّهه على مواضعِ الخللِ، ويسّرَ له سبيلَ الرشد، ثمّ باركَ له (سبحانه) في عمله في هذه الحياة وما بعدها.
رعايةً للاختصارِ أوردنا مُقدّماتِ هذه (الحِكَم) المُباركةِ وجوانبَ منها فمن أرادَ التعرُّفَ عليها بتمامِها مُراجعتها في الموقعِ الرسمي لسماحةِ السيدِ (دام ظله)..
المنبرُ مسؤوليةٌ كبيرةٌ، ومسؤوليتُنا تجاهه أنْ نُحافظَ عليه بالحضورِ الواعي؛ فهو المدرسةُ التي تمنحُنا ما لا نجدُه في غيرها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين فرحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/10/15



كتابة تعليق لموضوع : المنبرُ الحُسيني والتحدّياتُ المُعاصرة.. قراءةٌ في وصايا المرجعيةِ للخُطَباءِ والمُبلِّغين..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net