صفحة الكاتب : صلاح نادر المندلاوي

المثقف العراقي .. بين الحقيقة والانتهازية!!
صلاح نادر المندلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم علينا كشعب  أولا ومثقفين في مجالات الابداع الثقافي كتابا وباحثين وشعراء  و فنانيين ثانيا  هو لماذا تظاهر   بعض زملائنا استنكارا لقرار مجلس محافظة بغداد على أغلاق نوادي ألاتحادات والنقابات المهنية وكان من ضمنها نادي ألاتحاد العام للكتاب والادباء وكانت   بأشراف مؤسسة المدى للثقافة وألاعلام في شارع المتنبي
ولماذا  تم عبرها مهاجمة    رئيس مجلس محافظة بغداد السيد كامل الزيدي بشكل مثير وخاصة   عبر وسائل ألاعلام المرئية والمقروئة ولست هنا للدفاع عن رئيس مجلس المحافظة أو ان أتهم الزملاء (بالتهور )!!لاننا كمثقفين يجب علينا تطبيق القوانين قيل غيرنا من شرائح المجتمع كوننا نعتبر من (النخبة ) ولسنا من شريحة النقمة !! لان طريقة أعتراضنا على كل مايؤثر علينا يجب أن يكون بطريقة حضارية ومختلفة عن شرائح المجتمع الاخرين  لانه سيترتب عن ذلك تسجيل اخطاء   غير مضيئة في واقعنا الحياتي وبالتالي سيسجل كنقطة ضدنا بشكل عشوائي ليحترق الاخضر بسعر اليابس !!  ويبدو أن الزملاء الكتاب والاعلاميين والذين خرجوا في هذه التظاهرة  من (الشرابة ) ولايهمهم ما يجرى في البلاد من سوء في جميع قطاعات الحياة من كهرباء وماء غير صالح للشرب وأرتفاع أسعار ا لمواد الغذائية وتدهور الواقع الصحي وانتشار الامراض و ازمة السكن والبطالة وكأنهم يعيشون في أقليم (كوسوفو )!!وبعيدون عن معاناة المواطنيين  ولماذا تم الاعتصام على هذا القرار بالذات في حين ان العديد من القرارات المشرع عبر البرلمان العراقي السابق ضدنا كشعب أو كمثقفين يشوبها العديد من علامات الاستفهامات ؟؟   ولماذا هذه الضجة المفتعلة على هذا الامر فقط ويبدو ان المثقفين العراقيين جميعهم من شاربي الخمر والويسكي المعتق المستورد من دول الافرنيج !!     ليعتصموا للدفاع عن   حريتهم الشخصية  نتيجة أغلاق (نادي ) مقر الاتحاد العام للادباء والكتاب ولماذا كانوا ومازالوا  صامتين أمام معاناة عموم المواطنيين طيلة السنوات المنصرمة من سوء الخدمات من قبل مجلس محافظة بغداد او عدم تعويض اسر شهداء وضحايا التفجيرات الارهابية أو تعويض المهجرين والنازحين والشهداء من الذين تم قتلهم بطرق وحشية من قبل القوات الامريكية والشركات الامنية الاجنبية  وخاصة ضحايا (ساحة النسور )  أو المغدوريين والمفقودين من أبناء الشعب العراقي ....    ألم تكن هذه من الامورالمهمة ليكون لهم  دور حقيقي وصادق    ليدافعوا  عن كل ما يشوه صورة الانسان العراقي  ولماذا هذا التوقيت بالذات قبل موعد تشكيل الحكومة المرتقبة بأيام معدودة    و كان  ألاجدربهم   المطالبة بتشريع القوانين المهمة   كقانون    الملكية الفكرية أو قانون حماية الصحفيين وهذا يعتبر التجسيد الحقيقي لمسألة الدفاع عن حقوق المواطنة وليس عبرالتجسيد السياسي ..!! لقضايا   معينة  وبشكل ثقافي .. (والعاقل يفتهم ..!!)لاننا اليوم نعتبر شاهدين على عصرنا وسنؤرخ هذه الاحداث في مذكراتنا الشخصية لتكون شاهدا على ما هو أيجابي أو سلبي في حياتنا الاجتماعية في زمننا المؤلم جدا والذي سقطت فيه بعض القيم الرفيعة وسادت فيه الكثير من القيم الوضيعة وصار الفساد الاخلاقي أو المالي حدثا عاديا والخيانة الوطنية من جانب البعض أمرا مطابقا للعقلانية ذلك أن ما يخطر على البال من كل ما يؤذي الذوق السليم والوجدان النقي ..ويقع على عاتق رئيس واعضاء مجلس محافظة بغداد مسؤولية كاملة والدليل على فشلهم انهم سكتوا طيلة السنوات المنصرمة على  عمل اندية الاتحادات والجمعيات  والنقابات المهنية لان القانونيين العراقيين يلعبون (الدمبلة )في مقر أتحادهم المقابل لحديقة الزوراء فما بالكم ايها السادة تلاحقون الاتحادات الاخرى لان حقوقينا يلعبون الدمبلة ..!! ويشربون الكحول على أنغام المطرب (سعدي الحلي )...!!ولماذا لم تلاحقون الا تحادات منذ السنوات الماضية لان أغلب تلك النوادي غير مرخصة ويشوبها العديد من الشكوك وعلامات الاستفهام ؟؟ويمكن ان نقول بأنه دليل فشلكم يا مجلس المحافظة لانكم سكتم على بعض أندية الاتحادات (التعبانة )!! قلبا وقالبا وأنتم تجنون ثمار سكوتكم وتهاونكم ايها السادة ونتيجة ذلك أصبح المثقفون العراقيون الحقيقيون بين مطرقتكم وسندان المثقفين الحقيقيون و اشباه المثقفين  يدعون بأ ن القرار يحد من حريتهم الشخصية (الفرويدية )!! لانهم لايمكن لهم أن يبدعوا ألابشرب  كؤوس (العرق )والويسكي ومقبلات و (الجاجيك )والخس و(اللبلبي)الحار مع الشطة !!في ناديهم (الثقافي )!!
 لذا فأنني أعتبر هذه التظاهرة (الثقافية)!! والتي كانت بدعم  من مؤسسة المدى للثقافة والاعلام كشف زيف القيم لدى   الذين نطلق عليهم كلمة (مثقف) والمعاني اللا..  أخلاقية للبعض من المحسوبين على الثقافة العراقية لان ثقافتنا   منذ الازل لم ترتكز على المشروبات الكحولية و لعبة (الدمبلة )!!   بل العمل الوطني الصادق النابع من مخيلة المثقفين والمبدعين لخدمة العراق عبر أنجازاتهم الادبية ومن المعيب أن نعتصم لهذا الامر المخجل بل كان من الافضل الاعتصام لامور مصيرية لخدمة الشعب عموما وليس عبر مواقف غير واضحة المعالم و سياسية ألاهداف ويهاجم بعض المتطفلين وبأسلوب ركيك و  بشكل عشوائي ( الجهات   الدينية )وكأن هذا القرارصادر من جهة دينية وهنا يجب أن نتأمل جيدا كتابات البعض وتصريحاتهم التلفزيونية وسنكشف بأن المقصود من هذه الهجمات أطراف سياسية  وبمعنى أدق تم توظيف القرار سياسيا وهذا مخالف للعمل الثقافي أو الاعلامي لاننا تعلمنا ونعلمه للاخرين بأن الثقافة وألاعلام هي جهة محايدة تسلط ألآضواء على السلبيات والايجابيات بمسافة واحدة لاجل أيجادالحلول اللازمة لها بشكل حضاري بعيدا عن التحزب وروح الضغينة والحروب السياسية
 ونحن مع اي شكل من أشكال الاعتصام بشرط أن يكون وفق تطلعات واضحة الرؤى والملامح ليكون بذلك الدفاع الحقيقي على كل ما يشوه الحق و لبقاء الكرامة وحفضها  وللجميع الحق للدفاع   عن حقوقهم    المجتمع   أذا كانت ضمن القوانين العراقية أو المبادىْ الاخلاقية ومن حقالجميع أيضاأن يدافعوا عن حريات الشخصية لكن يجب ان يكون ضمن أطار أجتماعي وأحترام الديانات والطوائف والقوميات في المجتمع دون التأثير على حقوق الاخرين وكان على رئيس مجلس محافظة بغداد   وأعضاء المجلس ووزار ة حفظ الامن (الداخلية ) أن يتابعوا هذه المسألة الخطيرة منذ سنوات وليس الان لانهم كانوا الجهات 
 التي ساعدت هذه النوادي للانتشار بشكل واسع لانهم كانوا صامتين امامهم ولاندري ما السبب ؟؟  ولماذا هذا التوقيت للاغلاق أو الاعتصام لربما سيكشفها الايام المقبلة ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح نادر المندلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/11



كتابة تعليق لموضوع : المثقف العراقي .. بين الحقيقة والانتهازية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net