كيف نخدم السيدة الزهراء ؏ خدمةً حقيقية ..؟
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تشدُني كثيراً كلمة السيد الشهيد الصدر قدس سره قالها في إحدى خطب الجمعة وهو في معرض الحديث عن السيدة الزهراء سلام الله عليها : ( ذلك إنّ من يبذل لها - للزهراء - أية خدمة حقيقية أو نفع حقيقي مخلص لا يمكن ان يدخل النار ، تكون هي شفيعته وتفطمه من النار سلام الله عليها ) .
يفتح لنا هذا العالم الجليل باباً واسعاً للتأمّل والسعي لتقديم الخدمات الفاطمية الحقيقية المخلصة ، وبنفس الوقت ينبهنا الى تلك الباب الواسعة التي فتحتها لنا الزهراء ؏ للجنة بعد أن تَغلق لنا أبواب النار وتفطمنا عنها بالكامل .. والسؤال هو : بماذا وكيف نخدم الزهراء ؏ لنستحق بها هذا الإمتياز والثواب العظيم ..؟
إذا أردنا الاختصار فلا بد لنا من البحث ما أمكن عن تعبيرٍ جامعٍ للإحتمالات التي قد يتفتق بها الذهن ويتشعب بها التفكير ، وأحسب أن القول ( استثمار شخصية الزهراء ؏ وقضيتها في نصرة الحق وأهل الحق ، الإسلام عموماّ والمذهب بالخصوص ) هي الخدمة التي ترضى لها الزهراء ؏ بعد الفراغ من الاعتقاد بأن الزهراء وجميع أهل البيت ؏ قد نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام ونصرة الحق ..
فلا تريد منا الزهراء أن نعمل لها بما لا ينفع وظيفتها وعلّة وجودها ، فهي في غنى عن كل ذلك ..
فهذه اذن ضابطة يمكننا مراعاتها في كل قول وفعل يخصّها سلام الله عليها ، بل لا بد ان تكون نيّة إحياء أمرها متقوّمة بهذه الضابطة ومقيّدة بهذا القيد .. على ان لا يقتصر الأمر على النيّة والتخطيط المحتمل لإنتاج تلك الخدمة ، وإنما قد يكون تحقق الخدمة الفعلية والواقعية وأن تكون ملموسة في الخارج هو أحد اهم الشروط لضمان عدم دخول النار ، وهذا ما نستظهره من قول السيد قدس سره - خدمة حقيقية او نفع حقيقي - .
وفي المقابل لا بد من الحذر مما يخالف تلك الخدمة وينعكس سلباً على وظيفة بضعة النبي صلى الله عليه وآله وعندها سنكون مصداقاً لقوله تعالى ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) الكهف ١٠٣-١٠٤.
ولا بد من الإشارة الى أن التعبير ب ( لا يمكن أن يدخل النار ) أبلغ من ( تدخله الجنة ) بإعتبار أننا نستفيد من بعض النصوص أن النار قد تكون عقاباً مؤقتاً حتى لمن استحق دخول الجنة ، كقوله تعالى ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ) مريم ٧١ .
ومن يعترض على مضمون كلام السيد قدس سره فإننا نجد ما هو أكثر من ذلك في الروايات الشريفة ، حيث نجد هذا الثواب يشمل كل خدمة تقدم الى ذرية النبي ص وآله وأبي طالب رضوان الله تعالى عليه ، نذكر ثلاث روايات أوردها العلامة المجلسي في البحار ج٢٣ ص٢٢٥ :
* أمالي الطوسي : الحفار ، عن محمد بن أحمد الصواف ، عن إسحاق بن عبد الله عن زيدان بن عبد الغفار ، عن حسين بن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام ، عن فاطمة ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أيما رجل صنع إلى رجل من ولدي صنيعة فلم يكافئه عليها فأنا المكافئ له عليها .
* صحيفة الرضا (ع) : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربعة أنا لهم شفيع يو م القيامة ولو أتوا بذنوب أهل الأرض : المكرم لذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه .
* صحيفة الرضا (ع) : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : من اصطنع صنيعة إلى واحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها في الدنيا فأنا أجازيه غدا إذا لقيني يوم القيامة .
فخدمة الزهراء ؏ هي القدر المتيقن من ذلك بلا أدنى شك . سلام الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تشدُني كثيراً كلمة السيد الشهيد الصدر قدس سره قالها في إحدى خطب الجمعة وهو في معرض الحديث عن السيدة الزهراء سلام الله عليها : ( ذلك إنّ من يبذل لها - للزهراء - أية خدمة حقيقية أو نفع حقيقي مخلص لا يمكن ان يدخل النار ، تكون هي شفيعته وتفطمه من النار سلام الله عليها ) .
يفتح لنا هذا العالم الجليل باباً واسعاً للتأمّل والسعي لتقديم الخدمات الفاطمية الحقيقية المخلصة ، وبنفس الوقت ينبهنا الى تلك الباب الواسعة التي فتحتها لنا الزهراء ؏ للجنة بعد أن تَغلق لنا أبواب النار وتفطمنا عنها بالكامل .. والسؤال هو : بماذا وكيف نخدم الزهراء ؏ لنستحق بها هذا الإمتياز والثواب العظيم ..؟
إذا أردنا الاختصار فلا بد لنا من البحث ما أمكن عن تعبيرٍ جامعٍ للإحتمالات التي قد يتفتق بها الذهن ويتشعب بها التفكير ، وأحسب أن القول ( استثمار شخصية الزهراء ؏ وقضيتها في نصرة الحق وأهل الحق ، الإسلام عموماّ والمذهب بالخصوص ) هي الخدمة التي ترضى لها الزهراء ؏ بعد الفراغ من الاعتقاد بأن الزهراء وجميع أهل البيت ؏ قد نذروا أنفسهم لخدمة الإسلام ونصرة الحق ..
فلا تريد منا الزهراء أن نعمل لها بما لا ينفع وظيفتها وعلّة وجودها ، فهي في غنى عن كل ذلك ..
فهذه اذن ضابطة يمكننا مراعاتها في كل قول وفعل يخصّها سلام الله عليها ، بل لا بد ان تكون نيّة إحياء أمرها متقوّمة بهذه الضابطة ومقيّدة بهذا القيد .. على ان لا يقتصر الأمر على النيّة والتخطيط المحتمل لإنتاج تلك الخدمة ، وإنما قد يكون تحقق الخدمة الفعلية والواقعية وأن تكون ملموسة في الخارج هو أحد اهم الشروط لضمان عدم دخول النار ، وهذا ما نستظهره من قول السيد قدس سره - خدمة حقيقية او نفع حقيقي - .
وفي المقابل لا بد من الحذر مما يخالف تلك الخدمة وينعكس سلباً على وظيفة بضعة النبي صلى الله عليه وآله وعندها سنكون مصداقاً لقوله تعالى ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) الكهف ١٠٣-١٠٤.
ولا بد من الإشارة الى أن التعبير ب ( لا يمكن أن يدخل النار ) أبلغ من ( تدخله الجنة ) بإعتبار أننا نستفيد من بعض النصوص أن النار قد تكون عقاباً مؤقتاً حتى لمن استحق دخول الجنة ، كقوله تعالى ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ) مريم ٧١ .
ومن يعترض على مضمون كلام السيد قدس سره فإننا نجد ما هو أكثر من ذلك في الروايات الشريفة ، حيث نجد هذا الثواب يشمل كل خدمة تقدم الى ذرية النبي ص وآله وأبي طالب رضوان الله تعالى عليه ، نذكر ثلاث روايات أوردها العلامة المجلسي في البحار ج٢٣ ص٢٢٥ :
* أمالي الطوسي : الحفار ، عن محمد بن أحمد الصواف ، عن إسحاق بن عبد الله عن زيدان بن عبد الغفار ، عن حسين بن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام ، عن فاطمة ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أيما رجل صنع إلى رجل من ولدي صنيعة فلم يكافئه عليها فأنا المكافئ له عليها .
* صحيفة الرضا (ع) : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربعة أنا لهم شفيع يو م القيامة ولو أتوا بذنوب أهل الأرض : المكرم لذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه .
* صحيفة الرضا (ع) : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : من اصطنع صنيعة إلى واحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها في الدنيا فأنا أجازيه غدا إذا لقيني يوم القيامة .
فخدمة الزهراء ؏ هي القدر المتيقن من ذلك بلا أدنى شك . سلام الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat