صفحة الكاتب : مسلم عباس

شكراً شرطي المرور.. ولكن
مسلم عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

دشنت مديرية المرور العامة حملة مكثفة في عموم العراق لإعادة ضبط سير المركبات في الشوارع وذلك بعد ازدياد الحوادث اليومية واختفاء القواعد القانونية من الشارع العراقي.

وزارة الداخلية وعلى لسان المتحدث الرسمي باسمها تهيب بالمواطنين الكرام التعاون مع مديرية المرور العامة لإعادة تنظيم حركة السير والمرور في بلادنا العزيزة.

مشكلة كبيرة وغير قابلة للتحمل، تزايد في أعداد المركبات، بطء حركة السير، الازدحامات خانقة، عجز الطرق عن استيعاب الأعداد الكبيرة من المركبات، انحدار أخلاقية الالتزام بحق المرور للجميع، كل هذه الأمور يعتقد المتحدث باسم الداخلية خالد المحنا إنها تستوجب وقفة جادة منا جميعًا لاستعادة الصورة التي تليق بكرامة البلاد وصورتها الحضارية بين الأمم.

ليس هذا فحسب بل تزايد الاستخفاف بالقوانين والأنظمة، الأمر الذي انعكس في كثرة الحوادث المرورية وارتفاع أرقام الضحايا وبما فاق ضحايا الإرهاب.

تتفق وزارة التخطيط مع الداخلية بشأن وجود زيادة في حوادث المرور ما يتطلب منا وقفة جادة لإيقاف نزيف الموت اليومي في شوارع العراق.

وأثناء تجوالي اليومي لاحظت خلال الأيام القليلة الماضية نشاطاً متزايداً لشرطة المرور، ولو أنه ليس بالشكل المطوب، ما دفعني لتقديم كتاب شكر وتقدير لمديرية المرور العامة باسمي وباسم من يوافقني على إهداء هذا الكتاب.

لكن

أين كانت مديرية المرور العامة طوال السنوات السابقة؟

لماذا تركت الشوارع لمن يشاء، للمراهقين والكبار، للعقلاء والجهلاء، من يملكون إجازة السوق ومن لا يملكون.

من سمح لمديرية المرور العامة أن تأخذ إجازة طويلة الأمد لنفسها، فامتنعت عن الوقوف بوجه المخالفين لقواعد السير.

هل تعرف مديرية المرور ما يجري في مواقع تسجيل المركبات؟ وهل تعرف المديرية كيف تمنح إجازة السوق؟ وهل تعرف نوعية الاختبارات التي تجرى للحاصلين على إجازة السوق؟

يمكن للمديرية تقديم إجابتها بشأن مشكلة السير وتلقي باللائمة على الوضع العام للبلاد، فالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لم يكن يتمتع بالاستقرار المطلوب الذي يتيح لشرطة المرور أداء دورهم في إنفاذ القانون وحفظ أرواح المواطنين.

وحتى لا نتشدد تجاه مديرية المرور، نحن نعرف جيداً بأن هناك ظروفاً خارج سيطرتهم بحاجة، مثل تهالك منظومة الطرق، وعدم تنفيذ مشاريع توسعات تتناسب مع حجم الزيادات السكانية وزيادة أعداد السيارات في العراق، إذ لا يمكنها استيعاب هذه الأعداد، مما يسبب مثل ضغط هائل، وهذا الواقع يقره المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي في تصريحه لموقع قناة الرابعة (9 تشرين الثاني 2022).

والظروف التي جعلنا نسامح مديرية المرور العامة بشأن إخفاقاتها في تطبيق قانون المرور، تفرض على المديرية ذاتها أن تأخذ هذه الظروف بنظر الاعتبار في كل لحظة يشاهد فيها شرطي المرور أحد سائقي السيارات وهو يقوم بمخالفة مرورية.

على شرطي المرور أن يتأكد هل أنه يطبق القانون المروري على جميع المواطنين أم بطريقة انتقائية، بمعنى هل يمكن لمواطن آخر تجنب الغرامة المالية في حال قيامه بنفس المخالفة أم أن الأمر يتعلق بمزاج شرطي المرور لحظة مشاهدته المخالف؟

هل سيقف شرطة المرور في جميع التقاطعات المرورية أم تنفذ الحملات بطريقة عشوائية.

نكتب عن تناقضات مديرية المرور العامة وهي كثيرة ويجب أن تأخذها بنظر الاعتبار، تصور أن المرور فشلت في التنسيق مع مديريات البلدية في المحافظات وأمانة بغداد لتوحيد صبغ الشوارع، وهو ما يجعل المواطن في حيرة من أمره.

في بغداد يصبغ الجانب الأيسر للشارع باللونين الأصفر والأسود للدلالة على منع الوقوف منعاً باتاً.

ويصبغ الجانب الأيمن بالأصفر والأبيض للدلالة على منع الوقوف والسماح بالتوقف لإنزال الركاب.

وفي كربلاء الصبغ معكوس، ما يصبغ به الجانب الأيسر في بغداد يصبغ به الجانب الأيمن في كربلاء، وما يصبغ به الجانب الأيمن في بغداد يصبغ به الجانب الأيسر في كربلاء.

سألت أحد ضباط المرور في بغداد عن الصبغ الصحيح للرصيف فقال إن الموجود في بغداد هو الصحيح.

وكتب أحد المواطنين استفساراً لإعلام مديرية مرور كربلاء في الفيس بوك بشأن اختلاف طريقة صبغ الرصيف فقال إن الموجود في كربلاء هو المتوافق مع القواعد المرورية.

التناقضات كبيرة في الأعمال الخاصة بمديرية المرور، وفي القضايا المرتبطة بتطبيق القانون المروري لكنها ليست من اختصاصها مثل تعبيد الشوارع القديمة وتوسيعها وبناء الكراجات في المراكز التجارية وغيرها.

إذا كانت مديرية المرور جادة في تطبيق قوانينها، فشكراً لجميع العاملين في مجال المرور، لكن المسألة لا تتعلق بفرض الغرامات فحسب، هناك أمور أخرى يجب أخذها في الاعتبار إذا كنا جادين في تنظيم حركة السير وإنهاء الزحامات المرورية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

مسلم عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/12/20



كتابة تعليق لموضوع : شكراً شرطي المرور.. ولكن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه.

الكتّاب :

صفحة الكاتب : د . طارق ابوزيد
صفحة الكاتب :
  د . طارق ابوزيد


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net