الحنين إلى الماضي: في فهم نوستالجيا الحدث العاطفي            
يوسف نمير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الحنين إلى الماضي شيء يحبه الجميع، ولكن ليس من السهل السيطرة عليه، فالحنين هو الدافع في بعض الأحيان، في لحظة الوحدة أو ذكرى الحب أو الندم أو الذاكرة الجميلة مع الأصدقاء، أو في ايام الدراسة، والكثير من تلك الذكريات، قد تساعدنا هذه الروابط الخارجية من داخل ذكرياتنا على تجاوز بعض الألم الوجودي الذي نعانيه في حياتنا الحالية، وتلك الفرصة المثالية للبوح عن مثل تلك المشاعر داخل كل منا.
وبطريقة ما فإن للبوح بتلك المشاعر يسهل التعرف على تلك الذكريات، سواء أكانت جيدة ام سيئة. لقد ثبت علميا بأن الحنين إلى الماضي يقاوم الشعور بالوحدة والملل والقلق، ويجعل الناس أكثر كرما للغرباء وأكثر تسامحا معهم، لذلك يستخدم الناس الحنين إلى الماضي أو تلك الذكريات (وبالاخص الذكريات الجميلة منها)، ليشعروا حرفيا بالدفء العاطفي مع أنفسهم. والحنين إلى الماضي له أيضا جانبه المؤلم، ذلك أنه عاطفة حلوة ومرة في الوقت نفسه، لكن التأثير النهائي لهذا الحنين هو جعل الحياة تبدو أكثر أهمية وجعل الموت اقل إثارة للخوف، فعندما يتحدث الناس بحزن عن الماضي، فإنهم عادة ما يصبحون أكثر تفاؤلا وإلهاما بشأن المستقبل. يقول الدكتور سيديكيدس(Dr. Sedikides)، وهو استاذ علم النفس الاجتماعي والشخصي بجامعة ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة: "إذا لم تكن متوترا أو متجنبا.
اعتقد أنك ستستفيد من الحنين مرتين او ثلاث مرات في الأسبوع". 
يبقى مفهوم الحنين إلى الماضي وبشكل عاطفي مرتبطا في كيف نبقى على اتصال مع أنفسنا على مر السنين، أنه الطريقة التي نكتب بها تاريخنا الشخصي، من هم الأشخاص الذين كانوا مهمين بالنسبة لنا، وما هي اللحظات الصغيرة التي كانت مهمة أيضا، وماهي الانجازات الكبيرة التي كانت مهمة في لحظة من حياتنا، وما إلى ذلك، الحنين إلى الماضي، تلك الذكرى العزيزة للأوقات الماضية، تمنعنا من العيش كثيرا في هذه اللحظة التي نسميها الان، فالحنين يمكنه أن يذكرنا بما أحببناه أو كرهناه أو خسرناه، وما اكتسبناه أو احتفظنا به، والأهم من ذلك انه يعلق عاطفة قوية على تلك الأشياء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يوسف نمير

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/01/05



كتابة تعليق لموضوع : الحنين إلى الماضي: في فهم نوستالجيا الحدث العاطفي            
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net