صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

الطفولة العراقية الضائعة تُدمي قلوب المخلصين
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سابقا ،كنت قد كتبتْ  لارسمتْ.. لوحة حزن بريشة دم قلب متفطر واقعا على طفولة العراقي والتمزق الإجتماعي المنظور.. فهل كتبت الإقدار على العراقي الأشّم.. الصبور حدّ اللاتصديق.. والرابض على تلال الإحزان المتجمعة الغيوم التي لاتنقشع ،قيظ غليان الموت الرخيص القادم منذ كذا سنة ؟ هل ستمّيز الدراسات المجتمعية والبحوث والآرشيف الحالية والمستقبلية إذا بقى هناك من يسطرّها محليا على الاقل،  شغوفاً بحب الوطن ، تُميّز شعبنا العراقي كإمة متالمة ولودة لصبر غيوم أحزانها المنهمرة؟ أمة صبورة كاظمة غيظها لمدى أبعد من مدى  الزمن المنظور... مهما قست أو ظهرت بوادر تفاؤليات.. تتناثر هنا وهناك تُرسلها الاقدار بجنونية التبعيض... تُنسينا التفاخر بإننا دائما  لانلملم فقط الجراح بكل صور الطيف الهندسي بل ونمشي في جنازات الإحزان عندما تشيّعها نظراتنا ودموعنا ومآقينا ونحن ندفنها في كل وريد عراقي . اطفال العراق وما ادراك ما طفولة العراقي فمن حرب إيران المجنونة  واليتم المبكر اول صدمة الزمن وثقافة الحرب  التي آسرت اطفالنا  بقسرية الإعلام المسيّس الواحد واناشيد التحشيد العسكرية الطائفية المقيتة والنوتات المختارة بذائقية  الدكتاتور لتجذب دون بديل عقول ذاك الجيل نحو إنحدارية مرسومة بدقة  ليسمع الطفل فقط نغمة التمجيد التآليهي للطغاة .ثم تَبْرعْ انامل الجلادين برسم كل قواسي وقوافي صور اليتم المبكر ديدن  وسمة الآف العوائل التي نشأ أطفالها دون بسمة الاب وتحيات الصباح وطلتّه الغائبة للابد كإفراز لمشاركته القسرية كمحارب.وهكذا  بعده نشأجيل الحصار جيل البحث الطفولي عن صيغ عيش قاسية الملامح بين اكوام الازبال وبكور النهوض الطفولي  الصباحي اليومي بحثا عن لقمة العيش الصعبة التي لم يراقبهم فيها احد عن مصدر الجذب والجلب مع إنتهاء المدرسة كخالقة جيل مستقبلي من حياتهم بالمطلق. ثم جاءت حرب امريكا والتناحر الطائفي الطيفي لتزيل غمامة الفرح عن حياة العراقيين لسنوات .  اليوم كان قلبي يرصد في أوج الامتحانات النهائية العراقية لكل الصفوف اللامنتهية.. تسربا غريبا لإطفال يدفعون عرباتا خشبية يتبضعون الزبائن في الأسواق وبإعمار مختلفة لايكاد يُصدق المؤجر لهم ، أنهم بهذا العمر اليانع اليافع النشأ ،تركوا مدارسهم ومارسوا دفع تلك الحمولات المتبخترة احيانا والتي تُلزم المؤجر  بإخلاقيته السامية ان يساعد الطفل في دفع العربة المستاجرة لخدمة بضاعته!تشعر أن للهب احيانا نسمات! عندما يخدعك بولوجه فكرك وقلبك ومشاعرك وتبصّرك فيما تراه..لم كتبت الاقدار على بعض كبير من اطفال العراق أن يتركوا مدارسهم ويعملوا ليل نهار  بعضلية لايقوون على إمتلاكها.. وهم كزقزقة العصافير..صدقوني لااعلم كيف يمّر عليهم قيظ الظهيرة وهم جياع أو عطاشي لايجرأون ان يبّردوا لهيب أفئدتهم بعلبة شراب ب250 دينار عراقي! أو بما نسميه بالعراقي لفة فلافل ب500 دينار لإنها تُنهِك ميزانيتهم!! كنت شاهد عيان على طفل حشر نفسه بين المتبضعين يشقّ عبابهم  بعربته لينال رزقه.. وجهه يعانق صمتا ووجوما غريبا..ملابسه ليست برثة..أوقفه أحد المتبضعّين وأرشده للدار التي تبعد عن السوق بضعة شوارع وسماها له.. لم يأبه الطفل سوى بالجواب بمامرسوم من تلقائية في مخيلته المستبحرة بنيل مغنم الرزق ..الإجرة الف ونصف دينار.. وافق الزبون وسأله لم لاتقرأ؟ اليس الموسم إمتحانات؟ أجابه الطفل الهاديء التقاسيم بدون إضطراب.. لقد تركتُ المدرسة! أمتعض الزبون وثارت ثورته! لم تركتها أبني؟ بهدوء لامعهود ونار متقّدة من متابعة الحوار في زحمة السوق..أجاب الطفل نحن مهجرّون!!فكانت إجابته رصاصة الرحمة في قلب المتسائل الذي وجم!!! إذن نسي الطفل هنا مدرسته ورغبته باللعب مع اقرانه وفرحته بالشراء المعروف وارتسمت فقط امامه خارطة غريبة التلافيف... تُضاف منقوشة بالوشم الليزري في دماغه أنّه مهّجر وإن عائلته التي تركت سكنها وإستقرارها تركت ايضا مدارس أطفالها  وذكرياتهم التي نعرف نقشتها للابد عند الطفل وأدخلتهم في نفق البحث عن لقمة عيش يشاركون الاب وربما الام في شظف ذاك العيش القاسي الذي يحفظ كرامتهم. ولكن؟ بتساؤل المنطق الهارب من النهوض في واقعنا العراقي.. من يأبه؟ من يهتم في وطني الجريح والجارح كرامة الناس بإنشغال سياسي لاينتهي دوران طاحونته المفككة؟ صار نوعا من الترف الفكري الإشارات لحالات مجتمعية مؤذية ومؤلمة وقاسية جدا فقد ضرب الفقر اطنابه في كل صوب مع إحترامي لمن يخالفني الرأي..والطفولة العراقية اليوم في مهّب الريح حتى لوكان تماسك الواقع نسبي 10% من الواقع الإجتماعي العراقي نريد محق تلك النسبة من نفوسنا ونواظرنا المتشوقة لفرحة طفل لايعمل ومتبسم الثغر وسعيد سعيد وهو يثير الغبار في شوارعنا المتعبة يلاحق كرة قدم نايلونية متهشمة ولكنه يلاعبها جذلا فرحا ويضربها ويضحك ملء شدقيه...واكررها للالم الذي تسطيره يسحق كرامة الرؤية والصبر.. أهكذا ترسم لنا الأحزان العراقية قصصا اندر من إبتكار الخيال ونحن أصلا مسحوقون من صبر التمني بحياة لائقة سدى سدى إنتظارها واليوم نريدها للاطفال فقط لاغير بتمنيات مستحيلة التصديق انها... تتحقق.

 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/25



كتابة تعليق لموضوع : الطفولة العراقية الضائعة تُدمي قلوب المخلصين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net