صفحة الكاتب : نزار حيدر

[خليجي (٢٥)]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نعم هُنا العراق، كما صدحَ بذلك، وبصوتهِ العراقي الجَهوَري الأَصيل، الفنَّان العراقي الأَشهر والأَلمع الأُستاذ جَواد الشَّكرجي، في حفلِ افتتاحِ [خليجي (٢٥)] فيمدينةِ البصرة الفيحاء، ثغرُ العراق الباسِم!.

نعم هُنا العِراق، هُنا الحَضارة، هُنا التَّعليم، هُنا القانُون، هُنا النَّزاهة، هُنا مصدر الغِذاء والإِطعام الأَوَّل للعالَم، هُنا المنبع الذي علَّم البشريَّة عِلم الحرف والقانُونوالسَّقي والزِّراعة والصِّناعة والوصفة الطبيَّة والكيمياء والفيزياء والفلَك والطِّب والنِّظام، وعلُوم الفِقه والأُصول والكلام والمدارس الفكريَّة العقليَّة والنقليَّة، والخط العربي بكُلِّأَنواعهِ!.

هُنا العراق منبع الكرَم والشَّجاعة والإِباء والتنوُّع والتَّعايُش!.

هُنا العِراق فيهِ النَّجف الأَشرف وكربلاء المُقدَّسة والكوفة وسامرَّاء وبغداد وأَربيل والبصرة والمَوصِل وكركُوك وبابل والناصريَّة، وما تحكي كُلَّ واحدةٍ من هذهِ الأَسماء منرمزيَّة تغورُ في أَعماقِ التَّاريخ والحَضارة والمدنيَّة.

كُلُّ ذلكَ وأَكثر وأَكثر وأَكثر

ولكن…

فلماذا، إِذن، يتواجد في بُلدان المهجَر، وبالإِتِّجاهات الأَربعة، ملايين العراقييِّن عاجزُونَ عن العَودةِ إِلى بلدهِم ليُساهمُوا في إِعادةِ بنائهِ؟!.

لماذا يوجد في العِراق [١٠] ملايين أُمِّي لا يقرأ ولا يكتُب؟!.

لماذا يوجد في العِراق ملايين العاطلينَ عن العمل وجلُّهم من حمَلةِ الشَّهادات العُليا وفيهِم [٤٠٠ أَلف مُهندِس]؟!.

لماذا يعيش ملايين العراقيِّين في العشوائيَّات؟! وأَنَّ الملايين منهُم، وجُلُّهم نساء وأَطفال وعجَزَة يجدُونَ لُقمةِ عيشهِم في المزابِل أَو في تقاطُعات الشَّوارع عندَ إِشاراتالمرُور؟!.

لماذا انعدمَت الزِّراعة في العراق وكُلُّ ما يتعلَّق بها من نظُم السَّقي والسُّدود وخزَّانات المياه وغيرَ ذلك؟!.

لماذا يستورِد العِراق لُقمة عيشهِ من الخارِج؟!.

لماذا يحصل العراق على المرتبةِ [١٥٧] بمُؤَشِّر الأَمان العالمي بعدَ السُّودان والصُّومال؟!.

لِماذا يتصدَّر عِراق القانُون والإِنتاج والجديَّة والمُثابرةِ والإِنجازات الحضاريَّة التاريخيَّة العظيمة [(٥) حضارات في تاريخ بلادِ الرَّافدين] دُول العالَم بالفَساد والبطالةالمُقنَّعة [مُعدَّل عمل الموظَّف (١٧) دقيقة فقط في اليَومِ الواحد].

لِماذا لا يمتلك أَبناءنا وفلذَة أَكبادنا مدارس ورحلات ولَوحات وكُتب ودفاتِر تكفي لاستيعابهِم؟!.

لماذا يعجز العراق عن حمايةِ سيادتهِ؟! وهوَ الذي كانَ يتمدَّد على دُول الجوار، برِضاها، ليحمِيها من غزَواتِ الأَجانِب القاتِلة؟!.

للأَسفِ الشَّديد فلقد أَصبحَ [عِراقنا التَّاريخي العظيم] مصداقٌ لقَولِ الله تعالى {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}!.

وأَبيات الشِّعر المنسُوبةِ لإِمامِ البلاغةِ أَميرُ المُؤمنينَ (ع)؛

كُن إِبنُ مَن شِئتَ واكتسِب أَدباً يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ!

‏ فليسَ يُغني الحســــيبُ نسبتَهُ بِلا لسانٍ لــــــــــهُ ولا أَدبٍ!

‏ إِنَّ الفتى مَن يقولُ هــــــا أَنا ذا ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي!

والآن؛ هل تعتقِدُونَ بأَنَّنا أَقنعنا العالَم بأَنَّنا كُنَّا كذلكَ وحالنا اليَوم لا يسرُّ صديقٌ؟!.

أَينَ الخطأ؟! في التَّاريخ أَم في الحاضِر؟!.

كُلُّ أَملي في أَن يكُونَ [خليجي (٢٥)] الذي استحضرَ تاريخنا العظيم، حافِزاً لكُلِّ عراقيٍّ أَن ينهضَ بهِ من جديدٍ فينفُضَ عن نفسهِ غُبارَ السِّنين ليكُونَ العِراق اليَومكما كانَ العِراق بالأَمسِ، ويكونُ عِراق التَّاريخ هو عِراق الحاضِر، فنردِمُ الفجوةَ بين الماضي والحاضر، وبينَ الحاضِر والمُستقبل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/01/08



كتابة تعليق لموضوع : [خليجي (٢٥)]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net