صفحة الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

على ضفافِ الانتظار(19)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

آثارُ تأذّي الإمامِ المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه)
إنَّ من يُخالفُ أمرَ الله (تعالى) فإنّه يؤذي المعصوم، والعكس صحيح، فإنّ من يؤذي المعصوم فإنّه يرتكب مخالفةَ الله (تعالى)؛ وذلك لأنّ رضا الله رضاهم (عليهم السلام)، وغضبه غضبهم.
وعلى نحو الإجمال فإنّه يترتبُ على تأذّي الإمام المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه) العديد من الآثار، هذه بعضها، مع الالتفات إلى أنَّ هذه الآثار قد تكون سببًا لإدخالِ الأذى على قلبه، وليس دائمًا هي نتائج لذلك:
أولًا: البعد المعنوي عن أئمتنا (عليهم السلام):
إذ هم (عليهم السلام) يمثلون الطهارة، ومخالفتهم وإدخال الأذى عليهم يعني الابتعاد عن مواضع الطهارة، ومن ثَمّ يلزم منه البعد المعنوي عنهم (عليهم السلام).
وهناك إشاراتٌ عديدةٌ في الأدعية وغيرها إلى أنَّ البعد المعنوي أشدُّ من البعد المادي في بعض الأحيان، ومن ذلك ما جاء في دعاء كميل: (فَهَبْنِي يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي، صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ؟ وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلى كَرامَتِكَ؟)
ثانيًا: أنَّ من يؤذي الإمام (عليه السلام) عمومًا، فإنّه يؤذي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإنْ لم يتُبْ ممّا هو عليه، فلعله يكون موضعًا للّعنة الإلهية!
فقد رويَ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من آذى عليًا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله (تعالى)، ومن آذى الله (تعالى) يوشك أن ينتقم منه.
ثالثًا: إدخال السوء على أهل البيت (عليهم السلام) ومذهبهم.
فقد رويَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: سَمِعْتُه يَقُولُ: مَا لَكُمْ تَسُوؤُونَ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وآله)! فَقَالَ رَجُلٌ: كَيْفَ نَسُوؤُه؟! فَقَالَ (عليه السلام): أمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْه، فَإِذَا رَأَى فِيهَا مَعْصِيَةً سَاءَه ذَلِكَ، فَلَا تَسُوؤُوا رَسُولَ الله وسُرُّوه.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال لأبي أُسامة زيد الشحّام: «اقرأ علىٰ من ترىٰ أنَّه يطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام، وأُوصيكم بتقوىٰ الله (عز وجل) والورع في دينكم والاجتهاد لله...، إنَّ الرجل منكم إذا ورع في دينه وصَدَق الحديث وأدّىٰ الأمانة وحسَّن خُلُقَه مع الناس قيل: هذا جعفري، فيسـرّني ذلك ويدخلُ عليَّ منه السـرور، وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان علىٰ غير ذلك دخل عليَّ بلاؤه وعارُه وقيل: هذا أدب جعفر...»
رابعًا: تأخير الظهور.
من الواضح أنّ للذنوب آثارًا على الكون كُلّه، كما يصـرِّح بذلك القرآن الكريم، قال (تعالى): "ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"
ومن تلك الآثار هو تأخير الظهور، إذ ورد هذا المعنىٰ في مكاتبة الإمام المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه) إلىٰ الشيخ المفيد: «ولو أنَّ أشياعنا وفَّقهم الله لطاعته علىٰ اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخَّر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجَّلت لهم السعادة بمشاهدتنا علىٰ حقّ المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلَا ما يتَّصل بنا ممَّا نكرهه ولا نؤثره منهم، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل...»


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/01/17



كتابة تعليق لموضوع : على ضفافِ الانتظار(19)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net