صفحة الكاتب : علي الخالدي

مراجع الدين كسَرّوا حدود سايكس بيكو
علي الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المرجعية الدينية هي مؤسسة إسلامية بحتة، متحررة من قيود السلطة والدولة ولا تعتمد او تعود إليها في الدعم المالي او الامني، لأنها تمثل الإسلام وهو فوق كل صفة او طائفة وكيان و جماعة او حتى الأرض التي تسكنها.

لذلك اصبح للمرجعية الدينية و الفقهاء حرية في الحركة، داخل البلدان التي يقطنوها وخارجها، يجوبون الأرض بممارسة مهامهم في التوعية والتعبئة الدينية من نشر العلوم الإسلامية، وتطبيق مبادئ الإسلام المحمدي الاصيل المتمثل بأهل البيت "عليهم السلام "، وهذا ما ساعد في اتساع القاعدة الدينية والمذهبية لمراجع الدين، حيث ازدادت اعداد الحوزات العلمية والمداوس الدينية والطلاب الحوزويون وانتشار ممثلي الفقهاء في البلدان، بسبب نشاطات الترحال بين العراق والجزيرة العربية وإيران والشام وتركيا واذربيجان وباقي البلدان.

بالتزامن مع توسع سلطة المرجعية الدينية الإقليمية، وسقوط الدولة العثمانية التي كان فيها شيء ما من الحرية للمذاهب، جاء الاحتلال الاستعماري الجديد في بداية القرن التاسع عشر, وقد وضع اوزاره في بلاد المسلمين وكانت جدران " سايكس بيكو " التي تهدف لتقطيع الديار الإسلامية وفصلها عن العالم، اهم اهدافها شل الحركة المرجعية الإسلامية وحصرها بحدود الوطن والأرض، ليتمكن لاحقاً من تقويض نشاطها الإسلامي الذي يهدد تمدد الشياطين الغربية الجديدة على الارض.

أن أول مرجعية كسرت قيود الإحتلال الاستعاري الجديد لبلدان المسلمين، كانت ثورة التنباك عام ١٨٩١ مثالًا مبكرًا على تأثير الفتوى العابرة للحدود، حيث أجبر المرجع القاطن في مدينة سامراء العراق آية الله السيد محمد حسن الشيرازي (١٨١٥-١٨٩٥) الشاه القاجاري على إلغاء امتياز التبغ الممنوح للبريطانيين، يُضاف لذلك أن الثورة الدستورية الإيرانية (١٩٠٥-١٩١١) كانت بقيادة مراجع الدين العظام، وكذلك ثورة العشرين (١٩٢٠) العراقية الصاعقة للاحتلال البريطاني كانت برعاية حوزة النجف الاشرف بقيادة الشيخ محمد تقي الشيرازي " رضوان الله تعالى عليه " .

نتيجة الأحداث السالفة الذكر بالاضافة لتضحيات رجال المرجعية الدينية على مدى اكثر من عقد من الزمن تحت القتل والتهجير, يدفعنا للقول بأن نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين كانتا نقطة انطلاق للدور السياسي للمرجعية العالمية العابرة للحدود، فالاحداث الراهنة في إيران والعراق بعد ٢٠٠٣ مكنت المرجع الأعلى كسلطة دينية، مما منحه دورًا يتجاوز دور البابا الكاثوليكي الذي لا يقدر ان يمثل احيانا حتى طائفته، وأصبح قبلة وقبان يلجأ إليهم ساسة العالم والمستضعفون في تطورات الأرض السريعة والمفاجئة، كأحداث الإرهاب في أفغانستان واعتداءات الكيان الصهيوني الغاصب على فلسطين ولبنان وغيرها .

نحن اليوم مع اعظم مرجعية عالمية متمثلة بسماحة السيد السيستاني والسيد الخامنئي " دام ظلهما " ، ولا نشك ان هما من قصدهما الإمام الباقر "عليه السلام "، بالحديث الذي ورد عن معروف بن خربوذ، قال: ما دخلنا على أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قط إلا قال: خراسان خراسان، سجستان سجستان، كأنه يبشرنا بذلك، فالبشارة لا تكون إلا في زمن الظهور الشريف .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/01/24



كتابة تعليق لموضوع : مراجع الدين كسَرّوا حدود سايكس بيكو
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net