من أهم فنون الادب الشعبي العراقي هو الهوسة وهي قطعة قصيرة حماسية تُختم بشدة تتسابق الرجال الى الدبك على الأرض بأقدامهم ورفع الأيدي وهو يتغنون بهذه الخاتمة، وهي تشبه الى حد كبير الرجز العر بي، وقد تميزت عشائر العراق الفراتية والجنوبية بهذا الفن البديع، ووظفوه في مختلف المجالات الحياتية، من حروب وتفاخر ومديح وغيرها، ولكن ماأعطاه تميزا فريدا حتى في المضمون هو التوظيف الفكري لهذا الفن، وخصوص2ا في المجال الديني وبالخصوص في الهوسات الحسينية، والتي تشد الحماس العاطفي نحو القضية الحسينية، كما تقدم الكثير من المفاهيم الفكرية بصورةٍ شعرية مقتضبة، ولكل عشيرةٍ من العشائر مهوالها، والمهوال هو ناظم الهوسة وملقيها، وقد يضطر بعض المهاويل الى الإرتجال، بل إن الهوسة فنٌّ إرتجالي، فلايمارسه إلا مقتدرٌ من أدبه، عارفٌ بصوره، مستوضحٌ لأفكاره، فتجد في الهوسة جذبا عاطفيا، وصورا بديعة، تنم عن أفكارٍ في غاية السمو في أكثر الموارد والمواطن... ومن أقدم الهوسات هوسة الحاج زاير الدويج (تـ 1919م، ظفر بيّه ابمسايسته ويـدّه
أوعليه طالت أنفاسه ويدّه
جلب هوّه وأبوه مثله ويــدّه
من سـابع جد ينبح بيها وهو في هذا يذكرنا بقول الشاعر العربي: هو الكلبُ وابن الكلبِ والكلبُ جدّه
توارثَ هذا الكلبُ من ذلكَ الكلبِ ومما يُنسب للشيخ عبد الواحد آل سكر رحمه الله قوله مفتخرا: جمـيع الناس منّي وآنــه بـيهه
ومـواجب سرت كثره وآنه بيهه
طيور أم العله تـرف وآنـه بيهه
تندار الـدنيـه وذاك آنــه وقول شعلان أبو الجون رحمه الله متحديا بريطانيا: بـي خـيــر ويجثر عسكر وريلات
سـواريه وبياده وفوك طيّارات
بـعـزم الله وعـزم حيـدر أبـو الحـملات
يـتـوزّع وأطـروح أنشـيلـه ويقول المهوال مكطوف الظالمي: أحنه أهل شط الفرات من أختـلك
وأحـنه أهـل اعراكها كبل الخلك
السفينه بغـير راعيها اتـغرك أحنه أول بيضه وكل غش ما بينه وقال الشاعر جعفر الأديب :لو هب عج الشرجي وكبّر وسفانـج يمهـيله أتحيّر
أنخه الضاك المر وتمرمر للدفه بشوك أيعانكها
يردس حيل الموضايكها
مـلاّح اللي فج أبحرها لو مر أبخـوره أيـدبـرهـا
لو شلهت بمتونه ايجرها اومن جزره الجزره ايعبـرها
مو مثل اللي مو خابرها يركض عالصاري اوغركها
يردس حيل الموضايكها ومن الهوسات الولائية: علي وْبِاسْمك نباهي الحاقد وْنخزيه
على عناد النواصب هالاسم نفديه
نرد باسمك علي وْنلعن من يِعاديه
فَجْرونه وانبايع حيدر
ومن الشعر الحسيني للشاعر لقمان البدران في بطولة أبي الفضل العباس: نزَل للحومه يرعِد صاحب النوماس
مثل بركان ثــَـاير طشـّـراهه النـاس
ايصيح اِن تنكروني هـا أنـه العباس
مشدوده الدنيه ابـﭽفّ ايدي
مثل حيدر علي عد النبي المختار
عباس البطل ﭽان الابو الاحرار
وين ايدير عينه ايشوفه يمه اندار
ويشـﮔف لسهام ابـﭽف ايده
مثــل عباس ابـَـد مَـتجـيــب وَلّادهإجه التمرين ﭼنـّـه ابمَـشـيَه يتهَـاده
دﮒ جِدمه اعلى رَاﮒ المشرعه وناده
يـﮔرَبلي الما رايد راسه ومن شعر الاديب ناظم الحاشي: ياعباس مثلك مايصير اثنين
ومثل خوتك بعد خوان نلكة منين
راسة علرمح وبعدة يصيح حسين
لاانزل والدنيا افنيها
زينب نادت العباس ورجع عباس ناداها
يابت والدي اتبشري يكلها وعرف مغزاها
ملائكة السمة للنار تنكل جثث خلاها دخلهه انذار بحد سيفه ومن الهوسات بحق السيد السيستاني حفظه الله وأطال عمره المبارك: إشلون الملعب يبرد والسيستاني مهوس بيه وقول المهوال الحشدي: كله (قله) النجف تامر وإحنه كلنا إنطيع التنفيذ منا ومنهم التشريع إهم نجم الشمالي واليضيعه يضيع وجنودك يالسيستاني جنودك شنهو الرايد تامر بيه
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat