يعتبر القضاء من الأمور المهمة والمقدسة عند كافة الامم منذ القدم وله قدسية خاصة في جميع الشرائع السماوية، فيعتبر منصب القاضي من اهم المناصب حيث يسود من خلاله العدل والاستقرار في المجتمع، اذ يقف القاضي بوجه الظالم لاعادة الحقوق المسلوبة الى اصحابها، فالقاضي هو القوة التي يلجأ اليها الضعيف لاعادة حقوقه.
والقضاء في اللغة: هو احكام الشئ واتمامه والفراغ منه، ومن الصفات المهمة التي يجب ان يتحلى بها القاضي هي العدالة، ولكن كيف يكون القاضي عادلا؟
تتحق العدالة في القاضي بعدة امور منها، ان يكون احد اطراف الخصومة راجعة الى القاضي، هنا يجب ان لا ينحاز القاضي الى طرف على حساب الطرف الثاني وعليه ان يكون عادلا، وذكرت عدالة القاضي في احاديث عديدة للرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم )، منها( سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل الا ظله: امام عادل )، يلعب القاضي دورا مهما في حل النزاعات المختلفة في جميع المجتمعات من خلال تطبيق القوانين والشرائع والسنن، وهنا قد يسأل سائل هل تطبيق القانون اهم من تطبيق العدالة؟ ويأتي هذا السؤال على خلفية العديد من القضايا التي تتصف بأستغلال الضحية وجهلها بالقانون والنصب عليها، وهنا ياتي دور القاضي العادل في حل هكذا من الامور والوصول الى حل يريح ضميره وينصف المظلوم، القضاء هو الطريق إلى تحقيق العدالة والإنصاف ومنع الظلم والاستغلال، وهو في الوقت ذاته الميزان الذي يوازن بين جميع أطراف المجتمع ومكوناته، وعلى القاضي ان لا يميز بين المكانة الاجتماعية ولا اللون ولا العرق فالله سبحانه وتعالى المشرع الاول للقوانين والعدالة ونزلت ايات كثيرة في ذلك منها ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat