صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

مع الإمام المهدي في غيبته / ٩
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

البذرة عبارة عن شجرة ، ولكن بالقوة وليس بالفعل ، بمعنى أن الله تعالى أودع فيها كلَّ الاستعدادات والعناصر اللازمة لأن تكون شجرة ، والشجرة كذلك فيها كلُّ استعدادات وعناصر تكوين الثمرة .. ولكن شاءت حكمة الله أن يشارك في صياغة هذه المعادلة ( البذرة = ثمرة ) المستفيد من الثمرة غذاءً وذائقةً وهو الإنسان ، وذلك من خلال قيامهِ بزرع تلك البذرة وتهيئة الظروف الملائمة لحياتها حتى تصبح شجرة ثم ينتظر وقت جني الثمار واقتطاف المحصول ..

وهذه المشاركة من قبل الإنسان تشريفية أكثر من كونها حقيقية ، قد شرّفه الله تعالى بذلك ، وإلّا فإن الزارع هو الله تعالى ( أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ، أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) الواقعة ٦٣-٦٤.

هذا وصف تشبيهي للقضية المهدوية ، فأهمّ الاستعدادات المتعلّقة بأصل حسم هذه القضيّة ونجاحها متوفرة وموجودة ، من وجود القائد المسدّد من قبل الله تعالى ، الى توّفر الشريعة والقانون الذي سيطبّقه هذا القائد .. وما ينقص هذا المشروع الإلهي الكبير سوى تلك العناصر التي قد شرّفنا الله بها - إن أحسنّا استثمارها - وجعلها بأيدينا لنكون أعضاءً فاعلين ومشاركين بهذه القضية ومستفيدين من بركاتها العظيمة .

من ذلك نفهم أن حجّة الله تامّة علينا إتجاه المشروع المهدوي ، وأنه تعالى قد هيّأ كلَّ مستلزمات الوصول للغاية وتحقيق الهدف ، فالعرقلة والتأخير عندنا نحن الذين لم نرتّب أوراقنا بعد ولم ننسجم مع هذه الأنساق والخطط الكونية العظيمة ..

وإذا أردنا التكلّم بلغة المنطق نقول : أن المقتضي موجود والمانع مرفوع ولكن الشرط مفقود .. وهذا هو خير جواب لمن يعترض ببعض الإشكالات ، من قبيل :

+ ما فائدة الإمام الغائب ..!
+ لماذا ولد المهدي قبل القيام بمهمته الاف السنين ..!
+ لو أراد الله تعالى حسم القضية لحسمها سبحانه ..!

فينطبق على المستشكل قول الشاعر :

عَـــلِيلٌ أَنْـــتَ مُسْـقِمُـهُ
فَمَــا لَكَ لا تُكَلِّمُـــهُ
سَرَى فِيهِ الضَّنَى حَتَّى
بَدَتْ لِلْعَيْـنِ أَعْظُمُهُ
فَلا إِنْ بَــاحَ تَــعـــذِرُهُ
وَلا إِنْ نَاحَ تَرْحَمُــهُ
وَدَمْعِي أَنْتَ مُرْسِلُــهُ
وَقَلْبِي أَنْتَ مُؤْلِمُــهُ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/02



كتابة تعليق لموضوع : مع الإمام المهدي في غيبته / ٩
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net