كتبتها ليلة ميلاد الإمام الجواد (عليه السلام) 1443هـ
أحمد الرصافي
الدرُّ غارَ وجَوهرُ التيجانِ
من سَترِ ذاتِ الدينِ والإيمانِ
يا أيُّها الياقوتُ دَعْ عنكَ الضِّيا
لولاهُ ما أَشرَقْتَ بِاللَمَعانِ
تبقى الجواهرُ بين كفّي صائغ
وكذا تُقَلّبُ بين كُلِّ بَنانِ
دُرٌّ وياقوتٌ وأَلْـمـاسٌ وأَحْـ
ـــجارٌ يُـقلّبُها البعيدُ وداني
ذا قدرُها بين البضائع تُشتَرىٰ
وتُباع في الأيّامِ والأحيانِ
هي لا تُلامُ إذا بكتْ أو فُطِّرَتْ
حَزَناً، فقد عُرِضَتْ لِكُلِّ عِيانِ
ولها يحقّ بأن تَغارَ وتنطوي
حَسَداً لبِنْتِ الصَّون والإحصانِ
تلك التي حَقّاً تُسمّى جَوهراً
دُرّيّــةٌ حُفِظَتْ من الأدرانِ
سَترتْ مَحاسِنها وغَطّتْ حُسنَها
خَوفاً بأنْ يبدو بلا استئذانِ
فترىٰ بِوَقْفَتها ومِشيَتِها غَدَتْ
بِجَلالةٍ وبِـهَيبــةِ الرحـمٰـنِ
وهيَ البخيلةُ أنْ تَبيعَ حُروفَها
نَغَمـاً لِكُلّ مَسامِعِ الآذانِ
كانت إذا خَجِلَتْ تَسامَتْ لِلسَّما
كَـنَـقِـيّ ماءٍ دونَمـا سَـيَـلانِ
كانت إذا مَشِيَتْ رِداءً مُعـتِمـاً
مستورةً حتّى عَنِ الأذهانِ
تلك العباءة من عُلاها تَنحَني
لِتُراب نَعلَيها بلا تِـبيـانِ
كانت إذا نَظَرَتْ تَغُضُّ بِكُلّها
خوفاً لِعَينَيها من العِصيانِ
كانت إذا وَقَفَتْ كغُصنٍ مائلٍ
خَجَلاً، حياءً، دونَمـا إِذعانِ
كانت إذا ابتَسَمَتْ فَخَلْفَ سَتائرٍ
حتّى تَظَلَّ شديدةَ اللَمَعانِ
سَتَرَتْ، كذا صَبَرَتْ، لِـخَيرِ نِـهايةٍ
ولسانُ حالِ السَّترِ خَيرُ لسانِ
أَمضي بِسَتري كي أُلاقي موعِداً
لِسعيدِ حظٍّ في الرجالِ أَتاني
إذْ ذاك لا نَدَمٌ يُغشّي مُقلَتي
بل فرحةٌ وبِحظوةٍ وأَمانِ
ذاك الذي سكَنٌ له أغدوا، وقد
آوي إلـى سكني بِكُلِّ حَنانِ
فهناك أُظهرُ لِلوَحيدِ مَـحاسِني
كُفواً غَدا بالـخُلْقِ والإيمانِ
وأُوَدِّعُ الأوهامَ في زَمَنِ الصِّبا
وبه أُرَوِّي مُهجتي وجَنانـي
فَهُناكَ أَسقي العينَ مِن بَسَمـاتِهِ
وأُجيبُهُ بِالـمِثلِ والتِّحنانِ
وهُمومَهُ دَوماً أُزيلُ بِبَسمةٍ
تَجلو كثيرَ الغَمِّ والأَحزانِ
فأكونُ كالزهراءِ عن ليثِ الوَغىٰ
تجلو هُـموم القلبِ كُلّ أوانِ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat