صفحة الكاتب : فاطمة محمود الحسيني

طب الامام الرضا أنموذجاً ذهبياً
فاطمة محمود الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لأهل البيت( عليهم السلام) منزلة رفيعة خصهم( الله عزوجل) وميزهم عن سائر خلقه وجعلهم حججًا عليهم ، وأودع فيهم علمه المكنون واسراره، فكانوا اعلامًا شامخة في عصرهم وعلى مدار كل العصور إلى حين يوم الوعد والنشور. 

فلهم علوم ومعارف وأسرار خاصة بهم فهم أولياء الله في ارضه ، ولم
تقتصر علومهم على الجوانب الدينية العقائدية والفقهيه  بل شملت جميع العلوم أهل الارض. 
ولأمام الرضا عليه السلام منزلة خاصة بارزة في علوم اهل البيت عليهم السلام، فقد ترك لنا آثراً علمياً بالغاً بالأهمية للأمة الإسلامية والعالم أجمع. وهي رسالة ذهبية  بعثها الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إلى المأمون العباسي. وأشتملت الرسالة  مجموعة من  الارشادات الصحية والطبية ونصائح العامة  في تناول الأطعمة والاشربة والأدوية والوقاية. 
وقد أعجب بها المأمون وأمر بكتابتها (بماء الذهب) لأهميتها العلمية وكنوزها الصحية والطبية. وعرضها على علماء واطباء عصره وقد أعجبوا بها ووافقو عليها بكل ماتحتويه، وسماها  المأمون ب(الرسالة الذهبية) بما تحتوي من نفائس ثمينة ، وشملت الرسالة العديد من العلوم ومنها :علم التشريح ووظائف الأعضاء، وعلم الأحياء ،وعلم والامراض  والعلاج ، والكيمياء، واحتوت باب التغذية، وتعديل المزاج  وقسم الطب الوقائي. 
وهذه الرسالة المباركة كانت حصيلة تجارب الامام عليه السلام وماسمعه عن ابائه وجده رسول الله. 
فوضع أبو الحسن الرضا المنهج العام للصحة العامة، وأساسها التوازن، وعدم الإسراف في الأكل والشرب، مستنداً  إلى القرآن الكريم في حفظ بدن الإنسان ووقايته من الإصابة بالأمراض قال تعالى : ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا ). 
ويبدأ الإمام علي الرضا رسالته بتشبيه جسم الإنسان  وتشريح اعضائه الرئيسية:
«أن الله تعالي لم يبتل العبد المؤمن ببلاء حتي جعل له دواء يعالج به، ولکل صنف من الداء صنف من الدواء. إن الأجسام الإنسانية جعلت في مثال الملك ، فملك الجسد هو القلب ، والعمال العروق والأوصال ، والدماغ وبيت الملك قلبه ، وأرضه الجسد ، والأعوان يداه ، ورجلاه وعيناه ، وشفتاه ولسانه وأذناه ، وخزانته معدته وبطنه ، وحجابه صدره ، فاليدان عونان يقربان ، ويبعدان ويعملان على ما يوحي إليهما الملك ، والرجلان تنقلان الملك حيث يشاء ، والعينان تدلان على ما يغيب عنه ، لان الملك وراء حجاب لا يوصل إليه الا بهما ، وهما سراجاه أيضا ، وحصن الجسد وحرزه ، والأذنان لا تدخلان على الملك إلا ما يوافقه لأنهما لا يقدران أن يدخلا شيئا.»
ثم أشار إلى نقاط عديدة أهمها 
تنظيم الأكل والشرب والاعتدال من حيث الكمية والكم فقال «إذا جُعتَ فَكُل، وإذا عَطِشتَ فَاشرَب، وإذا هاجَ بِكَ البَولُ فَبُل، ولا تُجامِع إلّا مِن حاجَةٍ، وإذا نَعَستَ فَنَم؛ فَإِنَّ ذلِكَ مَصَحَّةٌ لِلبَدَنِ»
الارشادات الصحية العامة والفعاليات اليومية منها: (النوم الصحي فقال « وَاعْلَمْ... أَنَّ النَّوْمَ سُلْطَانُ الدِّمَاغِ، وهُو قِوَامُ الْجَسَدِ وقُوَّتُهُ، فَإِذَا أَرَدْتَ النَّوْمَ فَلْيَكُنْ اضْطِجَاعُكَ أَوَّلًا عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ انْقَلِبْ عَلَى الْأَيْسَرِ، وكَذَلِكَ فَقُمْ مِنْ مَضْجَعِكَ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ كَمَا بَدَأْتَ بِهِ عِنْدَ نَوْمِكَ.  وعَوِّدْ نَفْسَكَ الْقُعُودَ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَتَيْنِ مِثْلَ مَا تَنَامُ، فَإِذَا بَقِيَ مِنَ         اللَّيْلِ‏ سَاعَتَانِ فَادْخُلْ وادْخُلِ الْخَلَاءَ لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ، والْبَثْ فِيهِ بِقَدْرِ مَا تَقْضِي حَاجَتَكَ، ولَا تُطِلْ فِيهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُ دَاءَ الْفِيلِ.  
والشراب الحلال هو الزبيب لأهمية الكبيرة لجسم لاحتوائه على الكلوكوز. 
تنظيف الأسنان، قال مَنْ أَرَادَ أَنْ لَا تَفْسُدَ أَسْنَانُهُ، فَلَا يَأْكُلْ حُلْواً إِلَّا بَعْدَ كِسْرَةِ خُبْزٍ. 
التحذير من الجمع بين بعض المأكولات فقال (عليه السلام): «وَاحْذَرْ ... أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ الْبَيْضِ والسَّمَكِ فِي الْمَعِدَةِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُمَا مَتَى اجْتَمَعَا فِي جَوْفِ الْإِنْسَانِ وُلِّدَ عَلَيْهِ النِّقْرِسُ والْقُولَنْجُ  والْبَوَاسِيرُ ووَجَعُ الْأَضْرَاسِ. وشُرْبُ الْمَاءِ الْبَارِدِ عَقِيبَ الشَّيْ‏ءِ الْحَارِّ أَوِ الْحَلَاوَةِ يَذْهَبُ بِالْأَسْنَانِ، والْإِكْثَارُ مِنْ أَكْلِ لُحُومِ الْوَحْشِ والْبَقَرِ يُورِثُ تَغَيُّرَ الْعَقْلِ، وتَحَيُّرَ الْفَهْمِ، وتَبَلُّدَ الذِّهْنِ، وكَثْرَةَ النِّسْيَانِ»
نصائح وقائية وصحية عديدة منها :
مَنْ أَرَادَ أَنْ يَزِيدَ فِي حِفْظِهِ، فَلْيَأْكُلْ سَبْعَ مَثَاقِيلَ زَبِيباً بِالْغَدَاةِ عَلَى الرِّيقِ.
مَنْ أَرَادَ رَدْعَ الزُّكَامِ مُدَّةَ أَيَّامِ الشِّتَاءِ، فَلْيَأْكُلْ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ لُقَمٍ مِنَ الشَّهْدِ؛ وإِذَا خَافَ الْإِنْسَانُ الزُّكَامَ فِي زَمَانِ الصَّيْفِ، فَلْيَأْكُلْ كُلَّ يَوْمٍ خِيَارَةً، ولْيَحْذَرِ الْجُلُوسَ فِي الشَّمْسِ. 
التِّينُ يَذْهَبُ بِالْبَخَرِ[34]، ويَشُدُّ الْفَمَ والْعَظْمَ‏، ويُنْبِتُ الشَّعْرَ، ويَذْهَبُ بِالدَّاءِ، ولَا يُحْتَاجُ مَعَهُ إِلى دَوَاءٍ. 
وهذه الوصايا النفسية ماهي إلا جزء صغير من الطب الامام ورسالته الذهبية وكان يحث على الالتزام بها بما تشمله لمسات وآداب عامة في ابداء نصحه بالالتزام بهذه الارشادات والتعليمات والتحذير من اهمالها . 
فاطمة محمود الحسيني


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاطمة محمود الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/20



كتابة تعليق لموضوع : طب الامام الرضا أنموذجاً ذهبياً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net