سجدة الشكر
علي الكناني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نشاهد اغلب المؤمنين عندما ينتهي من صلاته الفريضة، نراه ملتزما بتسبيح مولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها، نعم تسبيح فاطمة مهم جدا، لكن هناك تعقيبا آخر لا يقل أهمية من التسبيح، وهو سجدة الشكر، ربما الكثير من الناس لا يأتي بهذه السجدة، فيأتي بتسبيح فاطمة وينصرف، وإن عدم إتيانه بسجدة الشكر هو لقلة معرفته ما فيها من الأجر العظيم عند الباري عز وجل. 

إليكم هذه الرواية ولنقرأها سويةً رويةً معاً، وأنا شخصياً أستبعد ممن يقرأ هذه الرواية ولم يأتي بسجدة الشكر بعد الآن، الرواية في مضمونها تقول: إذا فرغ الإنسان من صلاته، وسجد لله شكرا وقال في سجوده ثلاثا " شكرا لله" قال الله تبارك وتعالى لملائكته: ملائكتي إن عبدي أدى ما وجب عليه من الصلاة، فلما فرغ من صلاته سجد شكرا لي، فماذا له؟ "يعني ماذا أعطيه "، فتقول الملائكة يا رب رحمتك، "يعني هذا يستحق الرحمة".

فيقول الله عز وجل: ملائكتي ماذا له؟ "يعني هذا يستحق أكثر من الرحمة"، فتقول الملائكة يا ربنا جنتك، فيقول الله عز وجل: ملائكتي ماذا له؟ فتقول الملائكة يا ربنا كفاية مهمة، "يعني كل أموره تسهلها"، فيقول الله عز وجل: ملائكتي ماذا له؟ "يعني يستحق أكثر "، فلا يبقى شيء من الخير إلا وتقوله الملائكة.

فيقول الله عز وجل: ملائكتي ماذا له؟ فتقول الملائكة يا ربنا لا علم لنا بذلك، "يعني كل شيء قلناه ومع ذلك تريد ان تعطيه أكثر"، انظر العبارة واسمعها بعقلك، "يعني الواحد منا لما يسمع هذه العبارة يهتز حقيقة"، فيقول الله عز وجل: أشكر له كما شكرني، وأريهُ رحمتي العظيمة يوم القيامة، سبحان الله!! يعني أن الخالق العظيم يذكرني ويشكرني كما ذكرته وشكرته أنا العبد الفقير الضعيف، كم نحن محظوظين بين يدي رب كريم.

والنتيجة أن السجدة "سجدة الشكر" لها كيفيات كثيرة، والأفضل ان يلصق نفسه على الأرض، أي يجعل صدره على الأرض مع الذراعين، وقد ورد استحباب بدل السجدة الواحدة ان تكون سجدتان، بحيث يسجد السجدة الأولى، ثم يضع خده الأيمن على التربة، ثم خده الأيسر ايضا، ثم يرجع يسجد السجدة ويقول ثلاثا "شكرا لله"، ويستحب أن يدعو الساجد بهذه الدعوة أيضا في سجوده فيقول: "يا الله يا رباه يا سيداه"، فإذا قالها في سجدة الشكر ثلاثا، جاءه النداء من الله عز وجل : لبيك عبدي ما حاجتك؟ أعطاه الله حاجته.

نعم لنقتدي بإمامنا زين العابدين وسيد الساجدين سلام الله عليه، الذي كان ملتزما بهذه السجدة "سجدة الشكر" بعد الفراغ من كل فريضة، ونسأل الله تعالى لنا جميعاً بالثبات وعدم ضياع هذه السجدة العظيمة القدر، بحق نبينا الكريم وآله الطيبين الطاهرين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الكناني

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/25



كتابة تعليق لموضوع : سجدة الشكر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net