صفحة الكاتب : محمد صخي العتابي

الجمال والقبح لا يعكس القيم الحقيقية للشخص أو المجتمع
محمد صخي العتابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الجمال والقبح هما مفاهيم تتعلق بالتقييم الجمالي للأشياء والظواهر يمكن تعريف الجمال بأنه الصفة التي تميز الشيء بأنه جذاب ومرضي للعين أو الذوق بينما يمكن تعريف القبح بأنه الصفة التي تميز الشيء بأنه غير جذاب ولا يرضي العين أو الذوق.

ومع ذلك فإن مفهوم الجمال والقبح يعتمد على الثقافة والتقاليد والتفضيلات الشخصية حيث يختلف تعريف الجمال والقبح من شخص لآخر ومن مجتمع إلى آخر فما يعتبر جميلًا في مجتمع معين قد يكون قبيحًا في مجتمع آخر وهذا يعود إلى العوامل الاجتماعية والثقافية والتاريخية التي تؤثر على تشكيل وجهات النظر والتقاليد والمعايير

يمكن أن يؤثر مفهوم الجمال والقبح على مختلف المجالات في الحياة بما في ذلك الفن والأدب والموسيقى وحتى العمارة والتصميم. ويمكن أن يساعد تحليل هذين المفهومين في فهم تأثير الثقافة والتاريخ والمجتمع على التفضيلات الجمالية والاستجابة الإنسانية للأشياء المحيطة به

ومن المهم الاشارة إلى أنه يمكن أن يتغير مفهوم الجمال والقبح عبر الزمن وتطور الثقافة والتقاليد والمعايير فقد يكون ما كان يعتبر جميلاً في الماضي قبيحاً في الوقت الحاضر والعكس صحيح أيضاً كما أن هناك أشياء قد تكون جميلة في بعض الأوقات والثقافات وقد تكون قبيحة في أوقات وأماكن أخرى

يمكن للجمال والقبح أن يكونا مصدر إلهام للفنانين والكتاب والمصممين وغيرهم من الإبداعيين وفي الفن على وجه الخصوص يمكن للفنان استخدام القبح كعنصر من عناصر التعبير الفني لإيصال فكرة أو رسالة أو يمكن استخدام الجمال كوسيلة لجذب انتباه المشاهد وإثارة الإعجاب والتأمل

ويمكن القول بأن مفهوم الجمال والقبح هو مفهوم نسبي يعتمد على التفضيلات الشخصية والثقافة والمجتمع ويمكن أن يؤثر على مختلف جوانب الحياة الإنسانية

ويمكن لمفهوم الجمال والقبح أن يؤثر أيضًا على صناعة الموضة والجمال، حيث يتم تشكيل تصاميم الملابس والأكسسوارات ومستحضرات التجميل وفقًا لمفهوم الجمال المتفق عليه في المجتمع

ويمكن لمفهوم الجمال والقبح أن يؤثر أيضًا على صحة الإنسان ورفاهيته النفسية ففي المجتمعات التي تعتبر الجمال بمثابة معيار للقبول والانتماء يمكن أن يؤدي عدم الامتثال لمعايير الجمال إلى شعور بالاستبعاد وضعف الثقة بالنفس

ومع ذلك، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن مفهوم الجمال والقبح لا يعكس القيم الحقيقية للشخص أو المجتمع وأن الجمال الحقيقي يتمثل في الإنسانية والتسامح والاحترام والصدق والنزاهة والكرامة والإيثار

ولذلك يجب الاهتمام بتنمية الجانب الإنساني في الفرد والمجتمع وتعزيز القيم الحقيقية للجمال والقبح وإيجاد التوازن بين الجمال الخارجي والجمال الداخلي لتحقيق السعادة والرفاهية النفسية

وأخيراً، يمكن أن يساعد مفهوم الجمال والقبح على فهم العالم من حولنا وتقبل الاختلافات الثقافية والفنية والجمالية فعندما ندرك أن مفهوم الجمال والقبح نسبي ويختلف من شخص لآخر ومن زمان لآخر فإننا نتقبل التنوع ونحترم الآخرين ونفتح ذهننا لتجارب وآراء جديدة

وبالتالي، يمكن القول بأن مفهوم الجمال والقبح هو مفهوم شامل يمتد على مختلف جوانب الحياة ويؤثر على المجتمع والفن والموضة والصحة النفسية ولذلك يجب الاهتمام بتنمية وتعزيز القيم الحقيقية للجمال والقبح وتحقيق التوازن بين الجمال الخارجي والداخلي

علاوة على ذلك، يمكن لمفهوم الجمال والقبح أن يؤثر على التفاعلات الاجتماعية بين الناس ففي بعض الثقافات، قد يكون الجمال يرتبط بالقوة والثقة بالنفس بينما يرتبط القبح بالضعف والتعاسة. وبالتالي يمكن أن يؤثر ذلك على التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد ويمكن أن يؤدي إلى تمييز وإقصاء الأشخاص الذين يتمتعون بمعايير الجمال المختلفة

ويجب أن نتذكر أن مفهوم الجمال والقبح ليس قابلاً للتحديد بطريقة صارمة وثابتة بل هو نسبي ويتغير بحسب الزمان والمكان والثقافة ولذلك يجب أن نحترم ونقبل التنوع ونسعى إلى تعزيز القيم الإنسانية الحقيقية للجمال والقبح، والتي تتضمن الحنان والتسامح والإيثار والنزاهة والاحترام المتبادل

ومن الجدير بالذكر أنه رغم أن مفهوم الجمال والقبح يختلف من ثقافة لأخرى ومن شخص لآخر إلا أن هناك بعض العناصر الأساسية التي يمكن اعتبارها عالمية لمفهوم الجمال والقبح مثل التناغم والتناسق والتوازن والترتيب والتنظيم وهذه العناصر الأساسية قد تكون موجودة في الفن والموسيقى والأدب والعمارة وغيرها من الفروع الفنية والإبداعية

وفي النهاية يمكن القول بأن مفهوم الجمال والقبح هو مفهوم معقد وشامل يؤثر على حياتنا اليومية ويمتد على مختلف جوانب الحياة الإنسانية وبالتالي يجب أن نكون حذرين ونتعامل مع هذا المفهوم بحرص وأن نحترم التنوع ونسعى دائماً إلى تعزيز القيم الإنسانية الحقيقية للجمال والقبح والتي تتمثل في الحنان والتسامح والإيثار والنزاهة والاحترام المتبادل .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد صخي العتابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/03/29



كتابة تعليق لموضوع : الجمال والقبح لا يعكس القيم الحقيقية للشخص أو المجتمع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net