صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

متى يصحو بعض السياسين من احلام اليقظة ؟!
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعودنا منذ ان  بدأت دورة البرلمان الحالية والى اليوم ، ان نسمع من بعض السياسيين تصريحات نارية وغير واقعية في كثير من الاحيان ، والذين يسمعون هذه التصريحات من خارج العراق  يتخليون العراق بلدا تشتعل فيه النيران من شماله الى جنوبه ، ومن شرقه الى غربه ، هؤلاء السياسيون عندما يصرّحون فأن تصريحاتهم تتصف بصفتين أُخرتين اضافة الى ناريتها ، الاولى انهم عندما يصرّحون لا يتصورون انّ الشعب العراقي يستمع الى تصريحاتهم ، او يعرفون ذلك ويتجاهلونه علما ان الشعب هو الادرى بما يجري في الساحة السياسية ، لأنه هو من يعيش الحدث في الميدان ولا يحتاج لاحد من هؤلاء السياسيين الناريين كي ينبهه الى معاناته ومشاكله التي يتحدثون عنها بطريقة تجارية مبتذلة في كل يوم وليلة   يفترض ان هذه المشاكل الموجودة يجب ان يشعر بها المواطن قبل ان يصرح بها السياسيى الذي يريد اشعال نار الفتنة ويخلق اجواء التأزيم ، لكن المشاكل التي يثيرها هؤلاء السياسيون هي غير موجودة على ارض الواقع ، لذا عندما يسمع المواطن الغيور تصريحاتهم ، يبقى حائرا من اين اتى هذا السياسي بهذا الكلام غير الموجود اصلا ؟ والصفة الثانية لتصريحات هؤلاء اضافة الى ناريتها كما قلنا ، ان من يسمع تصريحاتهم يتخيلهم اشخاصا اعداءً للعملية السياسية الجديدة وللحكومة المنتخبة  ويتخيل المواطن هؤلاء السياسين ومن خلال تصريحاتهم ايضا  ،أنهم في حالة حرب مع الحكومة وبالاخص مع السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ، وينسى هؤلاء السياسيون انهم جزء من الحكومة التي يحاربونها ويريدون تسقيطها ، وتشترك قوائمهم التي ينتمون اليها بعدد من  الوزراء فيها ، وهذا يعني انهم يتحملون جزءا من مسؤولية التقصير الموجود ان كان هناك تقصير بنسبة عدد وزرائهم في الحكومة، وفي تقديري ان هؤلاء السياسيين بتصريحاتهم النارية هذه يريدون ان يظهروا وكأنهم يحاولون ارضاء حكومات  اقليمية في المنطقة معروفة بعدائها للشعب العراقي .

اما الشعب العراقي فقد تعود على سماع هذه التصريحات النارية ، وعرف النوايا والاجندات التي تختبئ وراء هذه التصريحات ، وغرضها تأجيج الموقف ، وخلق الفتنة ، وهي اشبه بصب الزيت على النار ، اخرهذه التصريحات كان للسيد حيدرالملة عضو القائمة العراقية ، اذ كان تصريحه خياليا بأمتياز ولا يمكن تصديقه  او ايجاد تفسيرحقيقي له ، الا القول ان السيد الملة يعيش في احلام اليقظة ، وهذه الاحلام حسب ما يقول علم النفس تكون اعراضا لحالة نفسية غير طبيعية يعاني منها  الاشخاص الذين يحملون امنيات خيالية كبيرة وغير واقعية ، فيتخيلون انفسهم وهم يعيشون ( احلام اليقظة ) وقد تحققت هذه الامنيات على ارض الواقع .

اخر تصريح للسيد الملة يقول فيه ، انه تم جمع اكثر من مائتي توقيع لاعضاء مجلس النواب ممن يريدون سحب الثقة عن المالكي ، وقد ايّده في هذا التصريح بعض السياسين من القائمة العراقية ، ونحن كمواطنين نقول للسيد الملة ، ان كان كلامك هذا صحيحا ، فلماذا التأخير اذن في سحب الثقة ؟ نقول لك عليك ان تبدأ- ومعك من الاصوات كما تقول اكثر مما هو مطلوب ضمن النصاب القانوني وهو الاغلبية المطلقة لنصف عدد النواب - في أجراءات سحب الثقة من الحكومة فورا ومن دون تأخير ، لأننا كمواطنين نطمح ان تكون آليات سحب الثقة بطريقة دستورية وقانونية وبما ان السيد الملة قد ضمن توقيع اكثر من مائتي نائب ، عليه المباشرة بهذه الاجراءات الدستورية ، لأن عمله هذا سيكون ضمن الضوابط الديمقراطية الدستورية ، والشعب لا يريد من السياسيين اكثر من الالتزام بالضوابط الدستورية والقانونية والديمقراطية في العملية السياسية .

 انا في رأيي ورأي الكثيرمن المراقبين للعملية السياسية ، ان السيد الملة يعيش في احلام اليقظة اذ لوكان تحت يده هذا العدد من التواقيع لما تأخر ساعة واحدة عن اجراءات سحب الثقة عن حكومة السيد المالكي ، عليه نقول اذا صحا السيد الملة من حلم اليقظة هذا ووجد نفسه عاجزا عن جمع تواقيع سحب الثقة عن الحكومة ، ليس مائتي توقيع او اكثر كما يقول بل عليه توفيرالاغلبية المطلقة حسب الدستور ، لكن اذا وجد نفسه عاجزا عن ذلك عليه ان يعدّل من مساره ، لانه لا يمكن له الاستمرار في الاستخفاف بالشعب لهذا الحد ، الشعب العراقي ليس مغفلا ولا جاهلا مثل ما يظن البعض من السياسيين ، ولا يمكن تسويق الامور الخيالية غير الواقعية عليه  لان الشعب قد اكتسب خبرة جيدة من خلال الاحداث الكبيرة والكثيرة التي مرّت عليه ولا يكمن استخدام اسلوب البعث الدموي في التعامل مع الشعب الذي كان يستخدمه سابقا وهو( اكذب اكذب حتى يصدقك الناس ) .

ايها السادة المنادون بسحب الثقة عن الحكومة ، يقول لكم الشعب العراقي ، وفروا الجهد والتعب على انفسكم  ، واتركوا التهويل الاعلامي والتصريحات النارية الرنانة لأنها ترهق اعصاب الناس ، واتجهوا الى البرلمان واسلكوا السبل القانونية والدستورية لسحب الثقة ، لان الشعب قد سئم من اساليب اللف والدوران الفارغ والمراوغة ، وعلى السياسيين الاتجاه الى الشعب بصدق لتوفير الامن والخدمات والكهرباء وتوفير العمل للعاطلين واشباع الجياع ، حينئذ سيصدقكم الشعب وتكسبون ثقته  اما ان بقيتم على طريقتكم هذه ، فلن تزدادوا الّا بعدا من الشعب العراقي ، سيما وان الشعب قد خبر جميع اساليب الكذب والخداع والتزوير التي يمارسها بعض السياسيين واخذ يميّز بين الصادق والكاذب الذي يريد ان يضحك على ذقون الناس  واخيرا نصيحتنا لجميع السياسيين الذين يعيشون في احلام اليقظة ، ان يصحوا من احلامهم  وينزلوا الى ارض الواقع ، ويصطفوا مع الشعب لتحقيق طموحاته الوطنية والاقتصادية والامنية وغيرها من الطموحات ، وعلى السياسيين الذين يعيشون هذه الاحلام المتقاطعة مع طموحات الشعب ، ان يتخلصوا من اسر النفوذ الخارجي الذي يريد ان يصنع منهم آلات لتنفيذ مخططاته في تمزيق وحدة الشعب العراقي ، وتدمير تجربته السياسية الجديدة التي اغاضت بعضا من دول الجوار خاصة المحور الطائفي في المنطقة  ، اما احلام اليقظة غير الواقعية فأنها لا تخدم سوى المبتلى بالامراض النفسية .

  A_fatlawy@yahoo.com

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/03



كتابة تعليق لموضوع : متى يصحو بعض السياسين من احلام اليقظة ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net