صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

نفحات عن الامام الحسن المجتبى عليه السلام (ح 3)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاء في کتاب الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ للسيد سعيد كاظم العذاري: وعن عبدالله بن عمر قال (سمعت رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله يقول: إنّ الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا). وفي الحديث (خير رجالكم علي بن أبي طالب ، وخير شبابكم الحسن والحسين، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد). وفيه أيضاً (نحن ولد عبدالمطّلب سادة أهل الجنّة : أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي). وفيه حديث آخر (الحسن والحسين سيفا العرش وليسا بمعلّقين). وعن عمر بن الخطاب أنّه قال (قال رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله : إنّ فاطمة وعليّاً والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبّة بيضاء سقفها عرش الرحمن). وعن أبي هريرة قال (قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله: يحشر الأنبياء يوم القيامة على الدّواب ليوافوا من يومهم المحشر ، ويبعث صالح على ناقته، وأبعث أنا على البراق، ويبعث ابناي الحسن والحسين على ناقتين من نوق الجنّة). وعن زينب بنت أبي رافع ، عن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّها أتت بالحسن والحسين إلى رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله في شكواه الذي توفي فيه ، فقالت ( يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئاً، فقال: أمّا الحسن فله هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فله جرأتي وجودي). وعن جابر قال (قال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله: إنّ الله عزّ وجل جعل ذريّة كلّ نبي في صلبه، وإنّ الله تعالى جعل ذريّتي في صلب علي بن أبي طالب). وعن عمر بن الخطّاب، قال (سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: كلّ بني أنثى فإنّ عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإنّي أنا عصبتهم وأنا أبوهم). وقال صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله (الحسن والحسين سبطان من الأسباط ). وقال صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله (حسن سبط من الأسباط).
عن کتاب الميزان في تفسير القرآن للعلامة الطباطبائي: قوله تعالى "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" (الاحزاب 33) وإن كان المراد بإذهاب الرجس والتطهير التقوى الشديد البالغ ويكون المعنى: أن هذا التشديد في التكاليف المتوجهة إليكن أزواج النبي وتضعيف الثواب والعقاب ليس لينتفع الله سبحانه به بل ليذهب عنكم الرجس ويطهركم ويكون من تعميم الخطاب لهن ولغيرهن بعد تخصيصه بهن ، فهذا المعنى لا يلائم كون الخطاب خاصا بغيرهن وهو ظاهر ولا عموم الخطاب لهن ولغيرهن فإن الغير لا يشاركهن في تشديد التكليف وتضعيف الثواب والعقاب. لا يقال: لم لا يجوز أن يكون الخطاب على هذا التقدير متوجها إليهن مع النبي صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله وتكليفه شديد كتكليفهن. لأنه يقال: إنه صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله مؤيد بعصمة من الله وهي موهبة إلهية غير مكتسبة بالعمل فلا معنى لجعل تشديد التكليف وتضعيف الجزاء بالنسبة إليه مقدمة أو سببا لحصول التقوى الشديد له امتنانا عليه على ما يعطيه سياق الآية ولذلك لم يصرح بكون الخطاب متوجها إليهن مع النبي صلى‌ الله‌ عليه ‌وآله فقط أحد من المفسرين وإنما احتملناه لتصحيح قول من قال: إن الآية خاصة بأزواج النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله. وإن كان المراد إذهاب الرجس والتطهير بإرادته تعالى ذلك مطلقا لا بتوجيه مطلق التكليف ولا بتوجيه التكليف الشديد بل إرادة مطلقة لإذهاب الرجس والتطهير لأهل البيت خاصة بما هم أهل البيت كان هذا المعنى منافيا لتقييد كرامتهن بالتقوى سواء كان المراد بالإرادة الإرادة التشريعية أو التكوينية. وبهذا الذي تقدم يتأيد ما ورد في أسباب النزول أن الآية نزلت في النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله وعلي وفاطمة والحسنين عليهم ‌السلام خاصة لا يشاركهم فيها غيرهم. وهي روايات جمة تزيد على سبعين حديثا يربو ما ورد منها من طرق أهل السنة على ما ورد منها من طرق الشيعة فقد روتها أهل السنة بطرق كثيرة عن أم سلمة وعائشة وأبي سعيد الخدري وسعد ووائلة بن الأسقع وأبي الحمراء وابن عباس وثوبان مولى النبي وعبد الله بن جعفر وعلي والحسن بن علي عليه‌السلام في قريب من أربعين طريقا. وروتها الشيعة عن علي والسجاد والباقر والصادق والرضا عليهم ‌السلام وأم سلمة وأبي ذر وأبي ليلى وأبي الأسود الدؤلي وعمرو بن ميمون الأودي وسعد بن أبي وقاص في بضع وثلاثين طريقا. فإن قيل : إن الروايات إنما تدل على شمول الآية لعلي وفاطمة والحسنين عليهم السلام ولا ينافي ذلك شمولها لأزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كما يفيده وقوع الآية في سياق خطابهن. قلنا : إن كثيرا من هذه الروايات وخاصة ما رويت عن أم سلمة ـ وفي بيتها نزلت الآية ـ تصرح باختصاصها بهم وعدم شمولها لأزواج النبي وسيجيء الروايات وفيها الصحاح. فإن قيل : هذا مدفوع بنص الكتاب على شمولها لهن كوقوع الآية في سياق خطابهن. قلنا : إنما الشأن كل الشأن في اتصال الآية بما قبلها من الآيات فهذه الأحاديث على كثرتها البالغة ناصة في نزول الآية وحدها، ولم يرد حتى في رواية واحدة نزول هذه الآية في ضمن آيات نساء النبي ولا ذكره أحد حتى القائل باختصاص الآية بأزواج النبي كما ينسب إلى عكرمة وعروة، فالآية لم تكن بحسب النزول جزءا من آيات نساء النبي ولا متصلة بها وإنما وضعت بينها إما بأمر من النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله أو عند التأليف بعد الرحلة، ويؤيده أن آية "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ" (الاحزاب 33) على انسجامها واتصالها لو قدر ارتفاع آية التطهير من بين جملها، فموقع آية التطهير من آية "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ" (الاحزاب 33) كموقع آية "الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا" (المائدة 3) من آية محرمات الأكل من سورة المائدة، وقد تقدم الكلام في ذلك في الجزء الخامس من الكتاب. وبالبناء على ما تقدم تصير لفظة أهل البيت اسما خاصا في عرف القرآن بهؤلاء الخمسة وهم النبي وعلي وفاطمة والحسنان عليه ‌السلام لا يطلق على غيرهم، ولو كان من أقربائه الأقربين وإن صح بحسب العرف العام إطلاقه عليهم.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: و بالنسبة للنبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمّة المعصومين المنصوبين من قبل اللّه تعالى لا حاجة لهم بالبيعة، أي أنّ طاعة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و الإمام المعصوم و المنصوب من قبل اللّه واجبة سواء على من بايع أو لم يبايع! و بتعبير آخر: إنّ لازم مقام النبوّة و الإمامة وجوب الطاعة كما يقول القرآن الكريم: "أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‌" (النساء 59). لكن ينقدح هنا هذا السؤال و هو إذا كان الأمر كذلك فعلام أخذ النّبي من أصحابه البيعة كرارا أو المسلمين الجدد، و قد ورد في القرآن الإشارة إلى حالتين منها بصراحة إحداهما بيعة الرضوان محل البحث و الأخرى البيعة مع أهل مكّة المشار إليها في سورة الممتحنة. و في الإجابة على هذا السؤال نقول: لا شك أنّ هذه المبايعات كانت نوعا من التأكيد على الوفاء، و قد أديّت في ظروف خاصة و لا سيما في مواجهة الأزمات و الحوادث الصعبة لتنبض في ظلّها روح جديدة في الأفراد كما وجدنا تأثيرها المذهل في بيعة الرضوان في البحث السابق. إلّا أنّه فيما يتعلّق بمبايعة الخلفاء فقد كانت البيعة على أساس أنّها قبول لمقام الخلافة و إن كنّا لا نعتقد بخلافة من يخلف النّبي و التي تؤخذ البيعة لها عن طريق الناس، بل هي من قبل اللّه و تتحقّق بالنص من قبل النّبي أو الإمام السابق على اللاحق! و من هذا المنطلق فإنّ البيعة التي بايعها المسلمين لعلي عليه السّلام أو للحسن أو الحسين عليهما السّلام فيها جنبة تأكيد على الوفاء و هي شبيهة ببيعة النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/04/10



كتابة تعليق لموضوع : نفحات عن الامام الحسن المجتبى عليه السلام (ح 3)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net