صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

آيات من سورة البقرة بحق أمير المؤمنين علي عليه السلام (ح 4)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قوله عز من قائل "أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (البقرة 5) روى الحاكم الحسكاني باسناده عن علي بن أبي طالب قال: (قال لي سلمان: قلما اطلعت على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يا أبا حسن وأنا معه، الا ضرب بين كتفي وقال: يا سلمان هذا وحزبه المفلحون). قوله تعالى "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36) فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)" (البقرة 31-37). وروى السيوطي باسناده عن ابن عباس قال: (سألت رسول الله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه. قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: سأل بحق محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب عليه).
جاء في كتاب الإمام على عليه السلام في آراء الخلفاء للمؤلف الشيخ مهدي عمر يعترف: علي عليه السلام إقضى الناس: علي أقضانا، أو: أقضانا علي، وغيرها من الكلمات التي كان عمر بن الخطاب يصرح بها دائما بشان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وخاصة عند ما كانت المعضلات والمسائل تخيم على عمر ولم يدر حلها وكشفها ، فكان يلوذ في ذلك بعلي بن أبي طالب عليه السلام فيكشف عنه ما تعسر عليه باسلوب دقيق وميثر للاعجاب والحيرة. وهذه الكلمات ومثيلاتها تكررت على لسان عمر، ولما كان نقل هذه الاعترافات العمرية باعلمية الامام علي عليه السلام يخرجنا عن الايجاز والاختصار اكتفينا بذكر مصادرها، فليراجعها القارئ في مظانها: صحيح البخاري 6: 23 كتاب التفسير في تفسير "وما ننسخ من آية أو ننسها" (البقرة 10)، بلفظ: أقضانا علي.
قال الله سبحانه "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (البقرة 30) روى الحاكم الحسكاني باسناده عن عبدالله بن مسعود قال: (وقعت الخلافة من الله عزّوجل في القرآن لثلاثة نفر: لآدم عليه السّلام لقول الله عزّوجل: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة 30) يعني آدم، وقالوا: "أَتَجْعَلُ فِيهَا" يعني اتخلق فيها "مَن يُفْسِدُ فِيهَا" يعني يعمل بالمعاصي بعد ما صلحت بالطاعة. نظيرها: "وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا" يعني لا تعملوا بالمعاصي بعد ما صلحت بالطاعة، نظيرها: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا) يعني ليعمل فيها بالمعاصي (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) يعني نذكرك. "وَنُقَدِّسُ لَكَ" يعني ونظهر لك الأرض، "قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (البقرة 30) يعني سبق في علمي ان آدم وذريته سكان الأرض وانتم سكان السماء.
قوله تعالى "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" (البقرة 45-46). روى الحبري الكوفي باسناده عن ابن عباس: (قوله: "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ" (البقرة 45) الخاشع: الذليل في صلاته المقبل عليها، يعني رسول الله صلّى الله عليه وعلي عليه السّلام). روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس قال: (الخاشع: الذليل في صلاته المقبل عليها، يعني رسول الله وعلياً، نزلت في علي وعثمان بن مظعون، وعمّار بن ياسر وأصحاب لهم رضي الله عنهم). أقول: روى البحراني في غاية المرام من طريق العامة حديثاً واحداً ومن طريق الخاصة حديثاً واحداً بهذا المضمون. وقوله جل جلاله "قال اني جاعلك للناس اماما" (البقرة 124) عن عبد الله بن مسعود كما ان نبي الله ابراهيم لم يسجد لصنم فان رسول الله وعلي بن ابي طالب لم يسجدا لصنم كما ورد في مناقب علي بن ابي طالب لابن المغازي الشافعي والمناقب للترمذي الكشفي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/04/15



كتابة تعليق لموضوع : آيات من سورة البقرة بحق أمير المؤمنين علي عليه السلام (ح 4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net