صفحة الكاتب : د . شامل محسن هادي مباركه

الحبر الأعظم بين النجف وكيبيك 
د . شامل محسن هادي مباركه

عندما وصل البابا فرنسيس الى العراق، خرجت الجموع الغفيرة والحشود الوفيرة لاستقباله بالحفاوة والأهازيج، وقد شارك في الترحيب بزيارته التاريخية كافة الأطياف والأعراق والأديان في أرض الحضارات.

كانت له في العراق جولات ومحطات مهمة، وربما من أهمها مدينة الوصي (النجف الأشرف)، فحين حط رحاله في مدينة مهبط الأنبياء واستقبل من قبل أهلها استقبالاً يليق بمكانته ومقامه، توجّه رئيس هرم الطائفة الكاثوليكية للقاء مرجع الطائفة الشيعية سماحة السيد علي السيستاني دام ظله العالي.

كان هذا اللقاء المميز بين هذين العلمين و الحوار الودي في القضايا الإنسانية والشؤون الدينية يمثّل قفزة في مسار آفاق الحوار الإسلامي المسيحي، بل كأن هذا اللقاء بين الزعيمين الروحيين لطائفتيهما هو لقاء رسالة المسيح برسالة الإسلام، وذلك لأن البابا بنظر أتباعه من النصارى يمثّل امتداداً لرسالة السيد المسيح، ولأن المرجع بنظر الطائفة الشيعية يمثّل امتداداً لرسالة الإسلام.

لكن لبالغ الأسف، عندما وصل الحبر الاعظم الى مقاطعة كيبيك الكندية، اعلن حاكم المقاطعة، ميشيل دويون، "كيبيك لن تستقبل رجال الدين" متأثراً بالعلمنة، "ولا مكان للدين فيها". 

وصل البابا فرانسيس إلى كيبيك في وقت لا يبتعد فيه العديد من الكنديين الفرنسيين في المقاطعة عن الدين فحسب، بل يرفضونه صراحة، ويحتضنون العلمنة بعد فترة طويلة من بناء أجدادهم هويتهم على صخرة  الكنيسة الكاثوليكية.

أغلقت مئات الكنائس، وحظرت حكومة المقاطعة على العاملين في الخدمة العامة ارتداء اللباس الديني.

ما أعظم المفارقة بين من يحتضن البابا فرنسيس على ارض المقدسات، أرض علي عليه السلام، وبين أرض العلمنة والتكنولوجيا، كيبيك الكندية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . شامل محسن هادي مباركه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/04/20



كتابة تعليق لموضوع : الحبر الأعظم بين النجف وكيبيك 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net