صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

تطبيقات قرآنية عن أيام العيد (ح 2)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


تكملة للحلقة السابقة منذ أشهر:

8- قوله تبارك وتعالى "وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ" (الانبياء 73) ورد في الروايات عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لقى اخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك اسره الله عز وجل يوم القيامة. وخرج ايضا باسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان احب الاعمال الى الله تعالى بعد الفرائض ادخال السرور على المسلم. واسنادا عن الحسن بن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ان من موجبات المغفرة ادخالك السرور على اخيك المسلم. وقال عليه الصلاة والسلام: ماادخل رجل على مؤمن سرورا الا خلق الله عز وجل من ذلك السرور ملكا يعبد الله عز وجل ويوحده فاذا صار العبد في قبره اتاه ذلك السرور فيقول: ماتعرفني فيقول له: من انت فيقول: انا السرور الذي ادخلتني على فلان انا اليوم اونس وحشتك والقنك حجتك واثبتك بالقول الثابت واشهدك مشاهد يوم القيامة واتشفع لك الى ربك واريك منزلك من الجنة.
9- جاء في شبكة المعارف الاسلامية عن العيد دلالاته ومعانيه عيد الفطر السعيد: عيد المؤمنين: المؤمن لا يُعيرُ أيّة أهمية للنجاحات المادية والإنجازات الدنيوية، لأنّها لا تشكّل مطمحًا له ولا غاية يرجو الإخلاد إليها، إذ المفروض أنّه قد تأدَّب بآداب الله تعالى، وتخلَّق بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، فنظر إلى الحياة الدنيا على أنّها متاع الغرور، وأنّها لهو ولعب وزينة وتفاخر بين الناس، بالأموال والأولاد، ولا تساوي بنظره شيئًا، إلاّ بمقدار ما يزرعه فيها من عمل صالح يحصد ثماره في الآخرة، وآمن أنّ الدار الآخرة هي الحيوان، وغير ذلك من المفاهيم والقوانين التي صقلت شخصيته، وهذّبت وجدانه وروحه، فحَكَّم عقله في أهواء نفسه، ومَلَك شهواته، وسيَّرها بالاتّجاه الإلهيّ الصحيح. فالإنسان المؤمن ينطلق في فرحه وحزنه، وبهجته وغمّه، من خلال رضا الله تعالى، وما يدفعه إليه إيمانه من انسجام وتوافق بين باطنه وظاهره، فما يكون مفرحًا في طول ولاية الله تعالى ورضاه، يُفرِحه على المستوى النفسي، وتظهر آثاره على مظهره الخارجي، وما لا يكون كذلك سيكون أثره على مظهره متماشيًا ومنسجمًا مع ما انعقد عليه قلبه من إيمان. إلاّ أنّ ذلك لا يعني عُزوفه بالمطلق عن الحياة الدنيا، بل هو يسعى إلى التوفيق بين مقتضيات الحياة الدنيا، ومقتضيات الآخرة، ما دام منسجمًا مع ذاته، فكان مصداقًا لقوله تعالى: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَ" (القصص 77) غاية ما في الأمر أنّه يسخّر نِعَم الدنيا لتكون في خدمة الهدف الأسمى والغاية الأشرف والفوز بالجنة. الطائفة الأولى: أما الطائفة الأولى فتتمثّل في عيدي الفطر والأضحى. الطائفة الثانية: عيد الغدير.
10- اكثر الناس تمر عليهم الفرص مثل فرصة شهر رمضان ولكنهم لم يستفيدوا منها ويصبح الانسان يردد يا ليت "يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا" (الفرقان 27) و "يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا" (النبأ 40) و "َيا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا" (النساء 73) فالمؤمنون والمتقون كرسوا اوقاتهم لله في شهر رمضان فاليوم يفرحوا بطاعاتهم من قراءة القرآن واعطاء الصدقات "فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ" (ال عمران 185). فقد تصرم شهر رمضان بسرعة ومن منافعه ان اعماله تبقى لها اثر في استمرار الاعمال في بقية الاشهر ولو بالحد الادنى و ليس التوقف والا فلا اثر لرمضان فمثلا اخلاق الصائم تستمر معه طول السنة.
11- مع استحباب البهجة "وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ" (النمل 60) واظهار السرور في يوم العيد، ولكن شهر رمضان مثل مضمار السباق كل من يسبق في عمل الخير والطاعات فيه فانه سوف يحصل على الفوز والجائزة في نهاية مضمار السباق، فالذي يفوز هو الذي يفرح، اما الخاسر الذي لم يستفد من هذا الشهر ولا يستمر بعد الشهر بنفس العطاء المادي من مساعدة الايتام والفقراء وافطار الصائمين، و العطاء الروحي بعدم الغيبة والكلام الجارح، وعليه الاستمرار بالعبادات كقراءة القرآن وصلوات الليل وزيارة الاقرباء.
12- مواسم العيد كانت معروفة في الحضارات القديمة كالسومرية والفرعونية. ففي قصة ابراهيم عليه السلام عندما رفض الخروج مع اهل بابل بحجة المرض إذ قال "إِنِّي سَقِيمٌ" (الصافات 89) وهكذا لم يشترك في عيدهم وخروجهم وبقي في المدينة. عيداً قديماً عريقاً يخرجون للاحتفال به واقامة مراسيمه وتجديد ما كان عليه الآباء والاسلاف إلى الصحراء حيث السفوح الخضراء والمراع الجميلة. وكان عيداً لإبراهيم بطل التوحيد كذلك عيداً لم يسبق له مثيل عيداً طال انتظارُه وافرح حضوره وحلوله فها هو إبراهيم يجد المدينة فارغة من الاغيار والفرصة مناسبة للانقضاض على مظاهر الشرك والوثنية وحدث هذا فعلا.
13- ان الذي يشارك أهله واصدقائه ومجتمعه افراح العيد دليل على عدم انانيته فمن طبيعة النفس البشرية التي تحب الخير للآخرين المشاركة في افراحهم. قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). السفرات الروحية في الأديان المختلفة مثل الصيام والحج تنتهي بأعياد بعد ان أجهد الإنسان نفسه في رضا خالقه بانجازه الأعمال المادية والروحية المطلوبة منه ونجاحه فيها. وإذا كان الطالب ينجح في امتحاناته فلابد ان يفرح ويفرح المجتمع كذلك به. قال الله عز وعلا "قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ" (يونس 58).
14- ان زكاة الفطرة ماهي الا دليل على ان تجعل الفقير يفرح كما يفرح الغني بملابسه الجديدة وطعامه اللذيذ في أيام العيد السعيدة. قال الله تبارك وتعالى "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى" (الأعلى 14-15). عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/04/28



كتابة تعليق لموضوع : تطبيقات قرآنية عن أيام العيد (ح 2)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net