صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

هل العراق دولة شرّ تجاه الكويت؟
عزيز الحافظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

هل تعتمد السياسة بعموميتها وفرديتها.. على وقائع تخمينية إفتراضية وتمنيات سايكولوجية غريبة حتى عن المرحوم فرويد؟ هل تعتمد مواقفها وتخوفاتها وهواجسها وآفاقها على خلجات ومشاعر تفسيةتخص السياسي أم هي جزء من واقعية تنبيء عنها مظاهر وبوادر ودلائل ومقدمات وتحليلات وإستنباطات وإستقراءات، تماما كمَقْدَم العواصف او الطقوس البرقية الجوية. أختصرت المقدمة مع إن الموضوع يستحق تفصيلا وتوضيحا وإستدلالياتا أكثر. فقد عُقِدت في ديوان نائب كويتي هو السيد محمد الكندري ، ندوة لمناقشة ظاهرة تكوينية سياسية لكونفدرالية خليجية والبازغ بسطوع الشمس ليس موقفه من إيران فهو لايهمني لامن قريب ولامن بعيد ولكن الذي يهمني بحكم عراقيتي هو حشر العراق برقعة شطرنجية مقرونة بالغير.. استحدثها خياله الخصب مع تخوفه مما اسماه المطامع الايرانية بتنظير غريب التصديّق! قال سيادته: ان الكويت من اكثر الدول المعرضة للخطر والواقعة في خط المواجهة،؟! وجيلنا المُتعب المُرهق من التداول اللفظي للمواجهة يعرف إنها متعلقة بذاكرة المواطن العربي بدول المواجهة مع إسرائيل حصرا والكويت في الخارطة الجغرافية المعلومة الحدود ليست من تلك الدول!وقال إن الخطر الحالي؟ أكبر من خطر عام 1990؟!! والعراق وإيران أصبحتا دولة واحدة تظهر الشر !!!فهل عاد صدام من الاجداث وسطعت عنترياته من جديد مبعوثا من القبور؟ كعراقي لم أشهد ذلك.. ولكن السيد النائب يقرن بظلم جغرافي وتاريخي وشعبي ونفسي العراق بإيران ويقول: بسبب المتغيرات السياسية في العراق وإيران، واللتين أصبحتا كأنهما دولة واحدة، تظهران العدوان والشر الشديد للدول المجاورة! وفي هذا التسطيح الفكري المريض نستطيع إستنباط الحشرية – الحشوية للعراق في موضوع يخص النائب مع إيران! نعم لااكرر تخوفاته واختلف او أتفق مع بعضها ولكنه شانه ونظرته الخاصةالبعيدة عن ضفاف الواقعية بمليون سنة ضوئية حسب نظرتي عند تعلق الامر بالعراق! فنحن اليوم كيف ينظر لجوارنا بعدائية؟ نعم نلوم الحكمة المعروفة عند الساسة الكويتيين في إنهم لم يقتربوا من الشعب الذي صاهروه وعرفوه أقرب من كل شعوب العالم بودوديته ووطيبته وحسه النقي ومعدنه الرهيف. فلم يطفأوا الديون ولم يساعدوه على النهوض من حطام وركام ورثها مرغما..وللان ندفع تعويضات هم ليسوا بحاجة لها في وقت نحن لإموالها في التنمية أحوج من موقف أرتكبه أهوج وملزم لنا بالدفع لتهورات معروفة في أوانها ولكننا لازلنا ندفع الثمن بقرارات دولية جائرة التطبيق الآن. فكيف وصفنا بدولة الشر؟ أين الشر ومكمنه وموقعه وجسوره وحدوده؟ هل وجهنا لهم صواريخ ارض – ارض؟ هل حشدنا لواء الحرس الجمهوري الخاص والملغي على الحدود؟ ومليون هل من المزعج تسطيرها... هل قواتنا البحرية تضايقهم؟ هل نمارس التنقيب المائل معهم بالحقول النفطية المشتركة وهل وهل لتكوين صورة سوداوية يسمينا السيد النائب بدولة الشرّ؟
من حقكم الكونفدرالية ومن حقكم التسلح ولكننا لن نكون يوما ما ذيلا لاي دولة ولن نشترك في اي موقعة إفتراضية بناء على جبال توجّس تختلقونها في او هامكم تثيرون فيها الشعب الصابر بمؤذيات تختارونها بعناية التوجيه المذهبي المقيت وهو لايستحقها مطلقا. إكرهوا إيران ماشئتم.. ذاك شأن لايخصنا ولكن لاتقرنوا مطامعها التي تنشرون آفاقها وتخوفكم وتحذّركم بأقسى مما تخافونه من اللقيطة إسرائيل!بوطننا العراق وشعبنا الأبي الصبور أبدا.
إن العلاقات الجوارية بين العراق والكويت اليوم تشهدّ إنفراجا نسبيا بحكمة القادة في البلدين فلاتتبعوا سياسة التازيم اللامبرر للوضع الحالي بمالا يحتمل حتى التأطير الخيالي لتصوير وقائع إفتراضية تبنيها مخيلات شبه بلهاء تتصيد في الماء العكر ليوصف الوطن الجريح بالشرورية الظالمة التي كانت سمة الحديث المأسوف على تسطيره من قبل احد السادة النواب الكويتيين. نظرة واقعية بعين الصقر.. نعرف إستقلالية السياسة العراقية وتوازنها رغم إنها في مرحلة النشوء والإرتقاء فلا أحلاف ولاتكتلات ولا تهافت على العدوان فنحن دولة اليوم بلامخالب ولكنها تبرز انيابها.. أسطع من الشمس في رابعة النهار عندما يظلمها الاقربون!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/06/07



كتابة تعليق لموضوع : هل العراق دولة شرّ تجاه الكويت؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net