كتابات عن الامام جعفر الصادق عليه السلام (ح 1)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عن كتاب الإمام الصادق للشيخ محمد أبي زهرة. إن للإمام الصادق فضل السبق، وله على الأكابر فضل خاص، فقد كان أبو حنيفة يروي عنه، ويراه أعلم الناس باختلاف الناس، وأوسع الفقهاء إحاطة، وكان الإمام مالك يختلف إليه دارساً راوياً، وكان له فضل الأستاذية على أبي حنيفة فحسبه ذلك فضلاً. وهو فوق هذا حفيد علي زين العابدين الذي كان سيّد أهل المدينة في عصره فضلاً وشرفاً وديناً وعلماً، وقد تتلمذ له ابن شهاب الزهري، وكثير من التابعين، وهو ابن محمد الباقر الذي بقر العلم ووصل إلى لبابه، فهو ممن جعل الله له الشرف الذاتي والشرف الإضافي بكريم النسب، والقرابة الهاشمية، والعترة المحمدية.
جاء في اصول الكافي من أقوال الامام جعفر الصادق عليه السلام: (من دخله العجب هلك)، و (رأس كل خطيئة حب الدنيا)، و (ما فتح الله علي عبد بابا من أمر الدنيا افتح الله عليه من الحرص مثله)، و (أبعد ما يكون العبد من الله عز و جل إذا لم يهمه ابطنه و فرجه)، و (من أصبح و أمسي و الدنيا اكبر همه جعل الله تعالي الفقر بين عينيه و شتت أمره و لم ينل من الدنيا اما قسم الله له و من أصبح و أمسي و الاخرة اكبر همه جعل الله الغني في قلبه و جمع له أمره)، و (من كثر اشتباكه بالدنيا كان أشد لحسرته عند فراقها)، و (من ساء خلقه عذب نفسه)، و (البذاء من الجفاء و الجفاء في النار)، و (ما من مظلمة أشد من مظلمة يجد صاحبها عليها عونا االله عز و جل)، و (من ظلم مظلمة أخذ بها في نفسه أو في ماله أو في ولده)، و (ليس منا من ماكر مسلما)، و (قال رسول الله صلي الله عليه و آله: هجرة فوق ثلاث)، و (أدني العقوق أف و لو علم الله عز و جل شيئا أهون منه لنهي عنه)، و (من نظر إلي أبويه نظر ماقت و هما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة)، و (قال الله عز و جل: ليأذن بحرب مني من آذي عبدي المؤمن)، و (قال الله عز و جل: ليأمن غصبي من أكرم عبدي المؤمن)، و (إن الله تبارك و تعالي يقول: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي و أنا أسرع شيء الي نصرة أوليائي).
عن الموسوعة الحرة ويكبيديا وهي من مصادر العامة عن جعفر الصادق: مولده ونشأته: رسم قديم للمدينة المنورة التي وُلد فيها جعفر الصادق. وُلد جعفر الصادق في المدينة المنورة بتاريخ 24 أبريل سنة 702م، الموافق فيه 17 ربيع الأول سنة 80 هـ، وهي سنة سيل الجحاف الذي ذهب بالحجاج من مكة. تنص بعض المصادر على أن ولادته كانت يوم الجمعة عند طلوع الشمس وقيل أيضاً يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين، وقالوا سنة ست وثمانين، وقيل في السابع عشر منه. أفاد عدد من علماء الشيعة أن النبي محمد تنبّأ بولادة جعفر الصادق، وأنَّه هو من كنّاه بالصادق، فقد جاء في الحديث: (إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق، فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدَّعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري). اعتبره البعض من أتباع التابعين، إلا أن الظاهر أنه قد رأى سهل بن سعد وغيره من الصحابة، وروى عن أبيه، وعن عروة بن الزبير وعطاءٍ ونافع والزهري وابن المنكدر، وله أيضاً عن عبيد بن أبي رافع. وقد وُصف الصادق بأنه مربوع القامة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيض الوجه، أزهر، له لمعان كأنه السراج، أسود الشعر، جعده أشم الأنف قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا مزهراً، وعلى خده خال أسود. والده محمد الباقر هو خامس الأئمة عند الشيعة، وقد اتخذ من ولده جعفر وزيراً، واعتمده في مهمّات أموره، في المدينة وفي سفره إلى الحج، وإلى الشام عندما استدعاه الخليفة هشام بن عبد الملك، وذلك لأنه كان أنبه إخوته ذكراً، وأعظمهم قدراً، وأجلّهم في العامة والخاصة. فكان أبوه الباقر مُعجباً به، ونُقل عنه أنه قال: (إن من سعادة الرجل أن يكون له الولد يعرف فيه شبه خَلقه وخُلقه وشمائله، وإني لأعرف من ابني هذا شبه خَلقي وخُلقي وشمائلي). آلت الإمامة بالمعنى الشيعي إلى جعفر الصادق عندما بلغ ربيعه الرابع والثلاثين (34 سنة)، وذلك بعد أن توفي والده مسموماً وفق بعض المصادر، مثل كتاب الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي، وكان ذلك في ملك هشام بن عبد الملك، وتشير المصادر إلى أن الأخير كان وراء سمّ الباقر. وتنصّ مصادر أخرى على أنَّ جعفر الصادق قال: قال لي أبي ذات يوم في مرضه: (يا بني أدخل أناساً من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم)، فأدخلت عليه أناساً منهم فقال: (يا جعفر إذا أنا متّ فغسلني وكفني، وارفع قبري أربع أصابع، ورشّه بالماء)، فلما خرجوا قلت له: (يا أبت لو أمرتني بهذا صنعته ولم ترد أن أُدخل عليك قوماً تشهدهم)، فقال: (يا بني أردت أن لا تُنازَع، وكرهت أن يُقال أنه لم يوصِ إليه، فأردت أن تكون لك الحُجة). ووفق المعتقد الشيعي فإن الإمام الباقر رغب من وراء هذا أن يُعلم الناس بإمامة الصادق من بعده. وفعلاً فقد قام الإمام الصادق بتغسيل والده وتكفينه على ما أوصاه، ودفنه في جنَّة البقيع إلى جانب الصحابة الذين توفوا قبله.
جاء في الموسوعة الإلكترونية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام التابعة للمجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام وكتابات الأعلام ومراجع المذاهب الاسلامية عنه: أبو حنيفة: أعلن أبو حنيفة أن المدّة التي تتلمذ فيها على الإمام الصادق عليه السلام هي التي ساعدت على بناء كيانه الفقهي فقال: (لولا السنتان لهلك النعمان). قال حسن بن زياد : (سمعت أبا حنيفة، وسئل: مَن أفقه من رأيت؟ فقال: ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد، لمّا أقدمه المنصور الحيرة بعث إليَّ فقال: يا أبا حنيفة إنَّ الناس قد فُتنوا بجعفر بن محمد، فهيّىء له من مسائلك الصعاب. قال: فهيّأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلي أبو جعفر فأتيته بالحيرة، فدخلت عليه، وجعفر جالس عن يمينه فلما بصرت بهما دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخل لأبي جعفر، فسلّمت وأذن لي فجلست، ثم التفت إلى جعفر، فقال: يا أبا عبد الله تعرف هذا؟ قال: نعم هذا أبو حنيفة، ثم أتبعها قد أتانا، ثم قال: يا أبا حنيفة هات من مسائلك نسأل أبا عبد الله، وابتدأت أسأله، وكان يقول: في المسألة أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا، ونحن نقول: كذا وكذا، فربما تابعنا وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعا حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرم منها مسألة، ثم قال أبو حنيفة: أليس قد روينا أنه أعلم الناس). ابن حِبّان قال ابن حِبّان: (وجعفر بن محمد كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا). الجاحظ قال: (جعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه، ويقال: إنَّ أبا حنيفة من تلامذته، وكذلك سفيان الثوري، وحسبك بهما في هذا الباب). الهيثمي: الشهرستاني قال: (وهو ذو علم غزير في الدين، وأدب كامل في الحكمة، وزهد بالغ في الدنيا، وورع تام عن الشهوات، وقد أقام بـالمدينة مدة يُفيد الشيعة المنتمين إليه، ويفيض على الموالين له أسرار العلوم، ثم دخل العراق، وأقام بها مدة ما تعرض للإمامة قط ولا نازع أحدا في الخلافة قط، ومن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط، ومن تعلى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حط). أحمد أمين قال: (وأكبر شخصيّات ذلك العصر في التشريع الشيعي، بل ربما كان أكبر الشخصيّات في ذلك العصر، بل العصور المختلفة، الإمام جعفر الصادق، وعلى الجملة فقد كان الإمام جعفر من أعظم الشخصيّات في عصره، وبعد عصره). الذهبي قال: (جعفر بن محمد بن علي بن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي الإمام أبو عبد الله العلوي المدني الصادق أحد السادة الأعلام). المستشرق آدم هودجسون قال: (يُعدُّ جعفر عند معظم الشيعة إماما من أعظم الأئمة، والمعلّم الثاني للفقه. ويُشير الإثنا عشرية إلى أنفسهم باعتبار أنهم أصحاب مذهب سمّوه المذهب الجعفري. وأضاف يقول: وكان حجّة في الحديث والفقه على الأرجح، وتتحّدث عنه أسانيد أهل السنّة باحترام).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat