صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

شذرات عن الامام الرضا عليه السلام (ح 2)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تكملة للحلقة السابقة المنشورة قبل أشهر. الأمام علي بن موسى الرضا عليه السلام منذ طفولته كانت له معجزات: عن علي بن ميثم عن أبيه قال: سمعت أمي تقول: سمعت نجمة أم الرضا تقول: لما حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع في منامي تسبيحا وتهليلا وتمجيدا من بطني فيفزعني ذلك ويهولني، فإذا انتبهت لم أسمع شيئا فلما وضعته وقع على الأرض واضعا يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء يحرك شفتيه، كأنه يتكلم فدخل إلي أبوه موسى بن جعفر فقال لي: هنيئا لك يا نجمة كرامة ربك، فناولته إياه في خرقة بيضاء فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى ودعا بماء الفرات فحنكه به ، ثم رده إلي وقال: خذيه فإنه بقية الله تعالى في أرضه.
ألقابه عليه السلام: سراج الله، ونور الهدى، وقرة عين المؤمنين، ومكيدة الملحدين كفو الملك، وكافي الخلق، ورب السرير، ورءاب التدبير، والفاضل، والصابر والوفي، والصديق، والرضي. عن سليمان بن حفص قال: كان موسى بن جعفر عليهما السلام يسمي ولده عليا الرضا وكان يقول: ادعوا لي ولدي الرضا وقلت لولدي الرضا، وقال لي ولدي الرضا وإذا خاطبه قال: يا أبا الحسن. عن علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن: يا علي هذا أفقه ولدي وقد نحلته كنيتي وأشار بيده إلى علي ابنه. عن نعيم القابوسي، عن أبي الحسن موسى قال: ابني علي أكبر ولدي وأبرهم عندي وأحبهم إلي هو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي.
عن أبي الصلت الهروي قال: لما أنشد دعبل الخزاعي قصيدته التائيه الرائعه فيقول دعبل: لمّا أنشدتها للإمام الرضا عليه السلام وانتهيت إلى قولي: خروجُ إمام لا محالــة خارج * يقـوم علـى اسم اللهِ والبـركاتِ. يقول دعبل: فبكى الإمام الرضا بكاءاً شديداً وقال لي: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذا البيت فهل تدري مَن هو هذا الإمام الذي يقوم؟ قلت لـه: لا يا مولاي. فقالعليه السلام: يا دعبل الإمام من بعدي إبني محمد وبعده ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه القائم المنتظر في غيبته ،لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا. ثم أكملها الإمام الرضا ببيتين قائلاً: وقبرٌ بطوس يالهـا من مصيبةٍ * ألحّتْ على الأحشاء بالزفراتِ قال مسافر: فوالله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه.
وعن دخول الامام الرضا عليه السلام مدينة البصرة: روي عن محمد بن الفضل الهاشمي: فلما كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة إذا الرضا قد وافى فقصد منزل الحسن بن محمد داخلا له داره، وقام بين يديه، يتصرف بين أمره ونهيه فقال : يا حسن بن محمد أحضر جميع القوم الذين حضروا عند محمد بن الفضل وغيرهم من شيعتنا وأحضر جاثليق النصارى ورأس الجالوت ، ومر القوم يسألوا عما بدا لهم فجمعهم كلهم والزيدية والمعتزلة ، وهم لا يعلمون لما يدعوهم الحسن بن محمد فلما تكاملوا ثني للرضا وسادة فجلس عليها ثم قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل تدرون لم بدأتكم بالسلام ؟ قالوا: لا، قال: لتطمئن أنفسكم، قالوا: من أنت يرحمك الله قال: أنا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب وابن رسول الله صليت اليوم صلاة الفجر في مسجد رسول الله مع والي المدينة، وأقرأني بعد أن صلينا كتاب صاحبه إليه واستشارني في كثير من أموره فأشرت عليه بما فيه الحظ له ووعدته أن يصير إلى بالعشي بعد العصر من هذا اليوم، ليكتب عندي جواب كتاب صاحبه، وأنا واف له بما وعدته ولا حول ولا قوة إلا بالله. فقالت الجماعة: يا ابن رسول الله ما نريد مع هذا الدليل برهانا وأنت عندنا الصادق القول، وقاموا لينصرفوا فقال لهم الرضا عليه السلام لا تتفرقوا فانى إنما جمعتكم لتسألوا عما شئتم من آثار النبوة وعلامات الإمامة التي لا تجدونها إلا عندنا أهل البيت فهلموا مسائلكم. فابتدأ عمرو بن هداب فقال: إن محمد بن الفضل الهاشمي ذكر عنك أشياء لا تقبلها القلوب، فقال الرضا: وما تلك؟ قال: أخبرنا عنك أنك تعرف كل ما أنزله الله.
ثم نظر الرضا إلى ابن هداب فقال: إن أنا أخبرتك أنك ستبتلى في هذه الأيام بدم ذي رحم لك كنت مصدقا لي؟ قال: لا، فان الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، قال: أو ليس الله يقول: "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ" (الجن 26) فرسول الله عند الله مرتضى ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على ما شاء من غيبه، فعلمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وإن الذي أخبرتك به يا ابن هداب لكائن إلى خمسة أيام فإن لم يصح ما قلت في هذه المدة فاني كذاب مفتر، وإن صح فتعلم أنك الراد على الله ورسوله، وذلك دلالة أخرى، أما إنك ستصاب ببصرك وتصير مكفوفا فلا تبصر سهلا ولا جبلا، وهذا كائن بعد أيام، ولك عندي دلالة أخرى إنك ستحلف يمينا كاذبة فتضرب بالبرص. قال محمد بن الفضل: تالله لقد نزل ذلك كله بابن هداب، فقيل له: صدق الرضا أم كذب؟ قال: والله لقد علمت في الوقت الذي أخبرني به أنه كائن ولكنني كنت أتجلد.
ان ائمة اهل البيت كان لهم الاثر الاكبر في بقاء الاسلام حيا اعتمادا على ركائز منها تصفية الاسلام من الشوائب والبدع التي ظهرت بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم وكان الامام الرضا عليه السلام المتصدي الاهم لهذه البدع. والإمام الرضا عليه السلام يقول: (العلم خليل المؤمن والحلم وزيره، والعقل أميرجنوده، والرفق أخوه، والبر والده).
عن الإمام الرضا عليه السلام قال: (إذا كان يوم القيامة زفت أربعة أيام إلى الله كما تزف العروس إلى خدرها, قيل: ما هذه الأيام؟ قال: يوم الأضحى ويوم الفطر ويوم الجمعة ويوم الغدير، وإن يوم الغدير بين الأضحى والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب). قال الإمام الرضا عليه السلام :(يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ عز وجل وَلَا ذَنْبَ عَلَيْكَ فَزُرِ الْحُسَيْنَ عليه السلام ). قوله تعالى "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا" (الكهف 60) قال الأمام الرضا عليه السّلام: (إنَّ الخضر شَرِبَ منْ ماء الحياة فهو حيٌّ لا يموت حتَّى ينفخ في الصور، وَإنّهُ ليأتينا فيُسلم فنسمع صوتهُ وَ لا نرى شخصه، وَإنّهُ ليحضر حيثُ ما ذُكر، فمنْ ذكرهُ منكُم فليُسلم عليه، وإنّهُ ليحضر الموسم كلّ سنة فيَقضي جميع المناسك وَ يقف بعرفة فيُؤمنّ على دُعاء المؤمنين، وَ سيؤنس الله بهِ وحشة قائمنا في غيبتهِ، وَيصل بهِ وحدته).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/06/02



كتابة تعليق لموضوع : شذرات عن الامام الرضا عليه السلام (ح 2)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net